رغم تألق نجوم كرة عرب في أوروبا، مواهب كروية عربية مُهدَرة لم تَنَلْ أو لم تُرِدْ فرصة احتراف أوروبي

كشف تقرير صحفي النقاب عن حجم المواهب الكروية العربية المهدرة والتي لم تحصل على فرصة الاحتراف الأوروبي والأسباب التي أدت لضياع هذه الفرص.

وذكرت صحيفة "الرؤية" الإماراتية في تحقيق لها بعنوان "مواهب العرب تغرق رفي بحر الكسل" أنه على الرغم من حالة التألق المبهر واللافت للنظر لنجوم عرب فرضوا تواجداً كروياً مؤثراً على صعيد الدوريات الكبرى في القارة الأوروبية، وحفروا أسماءهم وسط قائمة العظماء والأكثر ترشحاً في الاستفتاءات الدولية، تظل تجارب هؤلاء النجوم فردية، فقد توهجوا وحققوا الإنجازات في السنوات الأخيرة بجهد فردي.

وأشارت الصحيفة إلى نجوم مثل المصري محمد صلاح نجم ليفربول، والجزائري رياض محرز نجم مانشستر سيتي، وكذلك حكيم زياش نجم المغرب وفريق تشيلسي الإنكليزي.

ولكنها أكدت أن هؤلاء النجوم وغيرهم حاولوا قهر أمواج هائلة في "بحر الكسل العربي" الذي يحرم المئات من النجوم العرب الموهوبين، وأصحاب الشعبية الكبيرة في دورياتنا العربية من الاقتراب من شواطئ التألق الأوروبية، مكتفين بما يحققونه من شهرة بسيطة في الدوريات المحلية، قانعين بسقف طموحهم الذي لا يتجاوز المسابقات المحلية أو على أقصى تقدير المسابقات القارية بآسيا أو أفريقيا.

وأضاف التقرير: "اتفقت معظم التحليلات على أن الأندية العربية تتحمل مسؤولية فشل اللاعبين في الاحتراف الخارجي، والسبب بسيط، وهو رفع قيمة العقود والرواتب الشهرية للمواهب المحلية، ما يجعل اللاعب رافضاً لفكرة السفر والبداية من الصفر برواتب قليلة في دوريات وسط أوروبا".

وأشارت "الرؤية": "اللاعب العربي، غالباً، غير قادر على تحمل طبيعة التدريبات المتبعة لديهم، فضلاً عن أنه يرغب في أن يعامل كنجم من الصف الأول، على اعتبار أنه كان كذلك في ناديه المحلي، بجانب عدم الالتزام بالنظام اليومي الصارم المتبع بالأندية الأوروبية مع لاعبيها، كما أنه لاعب (مدلل) ينتظر عرضاً مالياً كبيراً، رغم أن بدايات العقود في مثل هذه الحالات لا تزيد على المليون دولار للاعب وناديه".

وأوضحت: "هذا الكسل وعدم الرغبة في العبور إلى عالم الاحتراف الحقيقي أظهره رصدنا لإحصاءات اللاعبين الأجانب في موقع ترانسفير ماركت للدوريات الخمسة الأوروبية الكبرى (إسبانيا وإيطاليا وإنكلترا وفرنسا وألمانيا) والتي تشير إلى تفاوت كبير في حضور اللاعبين العرب في هذه الدوريات، مقارنة بنظرائهم من اللاعبين الأفارقة على سبيل المثال في نفس هذه الدوريات بمستواها الأول دون التطرق إلى باقي المسابقات الأقل".

وذكر التقرير: "تشير الأرقام إلى أن اللاعبين العرب مجتمعين في الدوريات الخمسة الكبرى في هذا الموسم الكروي 2020 / 2021 يصل عددهم إلى 69 لاعباً، معظمهم في الدوري الفرنسي (31 لاعباً)، بينما يصل عدد اللاعبين من القارة الأفريقية في نفس هذه الدوريات إلى 188 لاعباً، معظمهم في الدوري الفرنسي أيضا (98 لاعباً) أي بما يفوق عدد اللاعبين العرب بضعفين ونصف على الأقل، حيث يبلغ اللاعبون العرب 36,7% فقط من إجمالي اللاعبين الأفارقة".

وأوضح : "يعد الدوري الإسباني أقل الدوريات الأوروبية الكبرى استقبالاً للاعبين العرب، حيث ينحصر العدد في 7 لاعبين عرب فقط، معظمهم من المغرب (6 لاعبين) علاوة على لاعب واحد فقط من الجزائر، وهذه المسابقة أيضاً تعد الأقل بين نظيرتها استقطاباً للاعبين الأفارقة، حيث لا يتعدى عددهم 15 لاعباً فقط".

وأضاف: "فيما وصل عدد اللاعبين العرب المحترفين بإيطاليا إلى 10 لاعبين موزعين ما بين المغرب والجزائر وتونس وليبيا، نجد أن دولة واحدة أفريقية هي كوت ديفوار لها نفس العدد من اللاعبين (10 لاعبين) في نفس المسابقة.

ونقلت "الرؤية" عن السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قوله "التطور الذي شهدته كرة القدم العربية خلال السنوات الأخيرة، ساهم في ظهور مواهب رائعة مثل صلاح ومحرز، وأن السنوات المقبلة ربما تشهد ميلاد نجوم عرب آخرين. العالم العربي لديه مواهب كروية رائعة ولكنه يمتلك أيضاً عاطفة وقلباً ومشاعر قوية".

وأوضح إنفانتينو: "من يتعامل مع الثقافة العربية يعرف قدر العاطفة الموجودة فيها، وعندما ترى الاستثمارات التي يتم ضخها في كرة القدم، فأعتقد أن المستقبل سيمنحنا المزيد من المفاجآت في العالم العربي".

وأشارت الصحيفة الإماراتية إلى عدد من الأسماء للنجوم الذين كان باستطاعتهم خوض تجربة الاحتراف الأوروبي والتألق مثل الإماراتيين إسماعيل مطر وعمر عبد الرحمن (عموري) والسوري عمر السومة إضافة إلى المهاجم المصري السابق حسام حسن الذي خاض تجربة احتراف قصيرة ثم عاد للدوري المصري وكذلك توأمه إبراهيم حسن. د ب أ 08 / 01 / 2021

 

[embed:render:embedded:node:24022]