رهينة فرنسية أفرج عنها "جهاديون" وقابلها ماكرون: "أصلّي من أجل مالي وأطلب رحمة الله لأني مسلمة"

بعد أربع سنوات من الاحتجاز لدى مسلحين يرجح أنهم جهاديون، وصلت إلى باريس الجمعة 09 / 10 / 2020، صوفي بترونان آخر رهينة فرنسية كانت محتجزة في العالم بعدما أفرج عنها في مالي، وكان في استقبالها الرئيس إيمانويل ماكرون وأفراد عائلتها.

وغرّد الرئيس الفرنسي بعيد من هبوط الطائرة التي كانت تقل الرهينة السابقة برفقة نجلها وطبيب ودبلوماسيين "أهلا بك في وطنك! الفرنسيون سعداء مثلي لرؤيتك أخيرا عزيزتي صوفي بترونان".

وحطت الطائرة التي غادرت مالي صباح الجمعة 09 / 10 / 2020، عند الساعة 12,45 ت غ في قاعدة فيلاكوبلي الجوية جنوب باريس.

وبعد نزولها من الطائرة، تبادلت بترونان بضع كلمات مع ماكرون قبل أن يحتضنها أفراد عائلتها.

وبعد ذلك، توجّهت السبعينية التي غطت رأسها بحجاب أبيض وأقاربها إلى صالة الشرف في القاعدة الجوية مع إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان-إيف لودريان حيث بقوا لمدة ساعة تقريبا.

وعلى عكس ما كان مقررا، لم يتحدث ماكرون إلى الصحافة وغادر قبل فترة وجيزة من مغادرة صوفي بترونان في شاحنة.

وهذه المرة الثانية التي يستقبل فيها ماكرون رهينة في فرنسا بعد إطلاق سراح سائحين في بوركينا فاسو في أيار/مايو 2019.

وكتب على تويتر مساء الخميس "الإفراج عنها مصدر ارتياح كبير. إلى السلطات المالية، شكرا. المعركة ضد الإرهاب في منطقة الساحل مستمرة".

وقبيل وصول بترونان إلى فرنسا، طالبت الزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبن الجمعة بأن تبلغ الحكومة الأحزاب السياسية والنواب "بأي شروط تم إطلاق سراح" بترونان.

وكانت السلطات المالية أعلنت الخميس أن بترونان استعادت حريتها مع كاهن وشاب إيطاليين والسياسي المالي إسماعيل سيسه (70 عاما) الذي خطف في 25 آذار/مارس بينما كان يقوم بحملة للانتخابات التشريعية في منطقة تمبكتو (شمال غرب).

وظهر في لقطات صورها مراسل لوكالة فرانس برس في مطار باماكو سيباستيان شادو نجل بترونان الذي وصل الثلاثاء إلى مالي. وقد بدا عليه التأثر وهو يعانق والدته عند نزولها من الطائرة. والأمر نفسه حدث مع أقرباء إسماعيل سيسه.

وبعيد ذلك ظهر شادو مع والدته على انفراد في لقطات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تقول له "كنت بجانبي دائما وتقول لي +اصمدي+".

واستقبلت الرئاسة المالية الرهائن الذين بدوا في صحة جيدة وكانوا محتجزين لدى تحالف نصرة الإسلام والمسلمين الذي يضم جماعات جهادية تابعة لتنظيم القاعدة.

ويشكل إطلاق سراحهم استكمالا لعملية ما زال يلفها غموض كبير من بدايتها ونتائجها بالنسبة إلى الحكومة الانتقالية في مالي.

وقد تزامنت مع إطلاق سراح عشرات من السجناء بين الأحد والثلاثاء، قدمهم مسؤولون ماليون طلبوا عدم كشف هوياتهم على أنهم جهاديون، لكن لم تكشف هوياتهم أو تفاصيل عنهم.

وبعد أربعة أيام من المعلومات والشائعات والغموض، قطعت الرئاسة المالية وكذلك الرئاسة الفرنسية، الصمت مساء الخميس. وكتبت على تويتر أنها "تؤكد الإفراج عن إسماعيل سيسه وصوفي بترونان. الرهائن السابقون في طريقهم إلى باماكو".

واستقلت بترونان وسيسه طائرة في تيساليت المدينة الواقعة في الصحراء والقريبة من الحدود الجزائرية، متوجهين إلى باماكو حيث التقيا أقرباءهما.

وبعد تغريدة الرئاسة المالية، أعلنت الحكومة المالية أيضا أن الإيطاليين نيكولا كياكيو وبيار لويجي ماكالي استعادا حريتهما أيضا.

ولم يرد ذكر هذين الإيطاليين لا في الشائعات ولا في المفاوضات قبل إطلاق سراحهما، إلا أن الحكومة أشارت إلى أن إطلاق سراح الرهائن الأربعة يعود إلى الثلاثاء. في الواقع، قال سيسه لوسائل الإعلام إنه "أبلغنا بأننا أصبحنا أحرارا" الإثنين.

وذكر مصدر في مطار باماكو أن الإيطاليين في طريقهما إلى بلدهما في طائرة خاصة. وقال لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه إن "طائرة خاصة جاءت لتقل الرهينتين الايطاليتين وأقلعت صباح الجمعة".

وكانت صوفي بترونان (75 عاما) خطفت في 24 كانون الأول/ديسمبر 2016 في غاو (شمال مالي) حيث كانت تعيش وترأس منظمة لمساعدة الأطفال لسنوات.

وقالت "سأصلي من أجل مالي وأنا أطلب البركات والرحمة من الله لأنني مسلمة. تقولون صوفي، لكن مريم هي التي أمامكم".

أما الكاهن الإيطالي بيار لويجي ماكالي الذي يعيش في النيجر منذ 11 عاما، فخطف في العام 2018 من منزله في باموانغا (جنوب غرب النيجر) قرب بوركينا فاسو.

وذكرت صحيفة نيجيرية أن ماكالي ظهر للمرة الأولى في مقطع فيديو صور في آذار/مارس 2020 مع مواطنه نيكولا كياكيو. وقدمت وسائل الإعلام كياكيو، غير المعروف حتى الآن، على أنه شاب اختفى في شمال مالي في شباط/فبراير 2019 فيما كان يسافر بدراجة هوائية.

وكانت أعلنت الرئاسة المالية يوم الخميس 08  / 10 / 2020 أنه تم الإفراج عن عامل إغاثة فرنسي وزعيم معارض مالي بارز احتجزهما كرهائن إرهابيون إسلامويون مشتبه بهم.

وقالت الرئاسة على تويتر إنه تم تحرير صوفي بترونين (75 عاما) التي اختطفت في منطقة جاو بشمال مالي أواخر 2016، وزعيم المعارضة سومايلا سيسيه وأنهما في طريقهما إلى العاصمة باماكو.

 

 

وخطفت جماعة مسلحة مجهولة سيسيه في آذار/مارس في شمال مالي بينما كان يقوم بحملة انتخابية قبل الانتخابات البرلمانية.

وخسر سيسيه الانتخابات الرئاسية عام 2018 التي فاز بها إبراهيم بوبكر كيتا الذي أطيح به في انقلاب عسكري في آب/أغسطس.

ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالإفراج، حيث قال مكتبه إنه "مرتاح للغاية" لإطلاق سراح بترونين.

وجاء في تغريدة لماكرون في وقت أنه تحدث معها عبر الهاتف وكان من دواعي السرور معرفة أنها بخير. وكتب "سأرحب بعودتها إلى فرنسا غدا".

وقالت الرئاسة في مالي في بيان إن رجلين إيطاليين، وهما نيكولا تشياشيو وبيير لويجي ماكالي ، أفرج عنهما يوم الثلاثاء.

وشكر وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو الأشخاص الذين عملوا على إعادة الرجلين إلى وطنهما.

وذكر البيان أن جماعة "دعم الإسلام والمسلمين" ، كانت تحتجز الأشخاص الأربعة.

وجاء في البيان "تم تحقيق الإفراج بفضل تضافر جهود أجهزة المخابرات والقوات المسلحة وقوات الأمن وشركاء مالي .

وفي مالي تنشط جماعات إرهابية منذ سنوات، وقد بايع بعضها تنظيم الدولة الإسلامية وشبكات القاعدة الإرهابية.

وتدعم بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة عملية السلام في مالي بعد أن سقط شمالي البلاد مؤقتًا في أيدي المتمردين في عام 2012، بينما تنشر فرنسا حوالي 5100 جندي في منطقة الساحل.

وأكد ماكرون للسلطات المالية "استعداد فرنسا الكامل" لدعمها في "حربها الحازمة على الإرهاب"، بحسب مكتبه. أ ف ب ، د ب أ

 

............................................

طالع أيضا

باحث فرنسي حول الهجوم على صحيفة شارلي إبدو: لقد "استدركنا تأخرنا" عن فكر الجهاديين وشبكاتهم

مسلمة محجبة في فرنسا: "ما إن أشغل التلفاز حتى أشاهد من يوضح لي مدى خطورتي"

منتقبات بين سماحة البرغماتية البريطانية وقداسة اللائكية الفرنسية

ماكرون: حياد الدولة تجاه الأديان من صلب العلمانية - ما ينتظره العرب والمسلمون في فرنسا من ماكرون

............................................