تجمُّع لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في منطقة كولكاتا - الهند.

رواية "زنديق" للكاتب الهندي رحمن عباس
تحذير مما يشبه مقدمات الهولوكوست

مستقبل بائس تدور فيه أحداث رواية "زنديق"، مستخلصةً العبر من مقدمات الهولوكوست النازية وناهلةً من مخاوف المؤلف بشأن اتجاه إلغائي في الهند تكتسب فيه سياسات الهوية العدوانية زخما. قراءة ألموث ديغينير.

تحريض مستمر ضد الأقلية المسلمة في الهند يشكّل جزءاً من أجندة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتعصّب الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، والنتيجة أن الدوائر الحكومية الهندية أمسَتْ تتسامح مع العنف المتكرّر حتى أنها باتت تؤيده.

ومثل هذه الأحداث، التي تشبه بشكل متزايد الفظائع المدبَّرة، يقلَّل من شأنها عبر وصفها بأنها "عنف طائفي" فقط. وبالنسبة لرحمن عباس، يذكّر الوضعُ الحالي بالعنصرية الوحشية لألمانيا في ظلّ الحكم النازي في ثلاثينيات القرن العشرين.

غلاف رواية "زنديق" للكاتب الهندي رحمن عباس. Cover of Rahman Abbas "Zindeeq", literally 'heretic' (published in Urdu by Arshia Publication, New Delhi)
رواية "زنديق" هي العمل الأخير المُنتظر بفارغ الصبر للكاتب الأردي الشهير رحمن عباس، الذي حصل على جائزة أكاديمية ساهيتيا عن روايته الرابعة "روهزين" في عام 2018. وقد حصل عباس على منحة بحث دولية بتمويل من برنامج "Crossing Borders" التابع ل"مؤسسة روبرت بوش و"حلقة برلين الأدبية" من أجل إجراء البحوث اللازمة لكتابه "زنديق".

في الهند، اكتسب الميل إلى تهميش المسلمين، وغيرهم من الأقليات، زخماً كبيراً في السنوات الأخيرة. يدّعي المحرضون العدوانيون أنّ الأقليات تريد أن تؤذي الأمة، والتي، وفقاً لمواقفهم اليمينية، ينبغي أن تحدّدها الهندوسية.

وحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، إضافة إلى حلفائه، مذنبون بالترويج للفكرة. فوفقاً لعباس، يمكن أن يكون حدوث كارثة مثل الهولوكوست، مسألة وقت فحسب. ويشاركه في هذا القلق خبراء دوليون، مثل غريغوري ستانتن من منظمة المجتمع المدني الدولية "مراقبة الإبادة الجماعية".

"زنديق"

عنوان الرواية الجديدة هو "زنديق"، وهي باللغة الأردية. وينحدر بطل الرواية الأساسي من عائلة مسلمة ليبرالية ومتعلمة. وبعد نجاحه في المدرسة، يرتقي بسرعة في صفوف الجيش. ومنذ تلك اللحظة، تنتقلُ حبكة الرواية إلى قضايا أخرى.

تشهدُ حياة الشاب الاضطرابات في كشمير، وتنامي المشاعر القومية والعنصرية وتزايد التوترات مع باكستان. وفي كلا البلدين، تُطاردُ الوحشيةُ المتصاعدة الأقليات بينما يتناقص التحكّمُ في المشاعر. أما بطل الرواية فيرعبه بالقدر ذاته التطرّفُ الإسلامي والتعصّب الهندوسي.

في عام 2019، حصل رحمن عباس على منحة من مؤسسة روبرت بوش وحلقة برلين الأدبية (LCB)، مما مكّنه من زيارة ألمانيا لمدة شهر. وقد زار معسكرات الإبادة السابقة ومراكز التوثيق المخصّصة للإبادة الجماعية النازية.

كما تحدّث إلى الناجين من الهولوكوست وإلى أحفاد الضحايا. وترتبط أجزاء من الرواية بشكل مباشر بتجربة عباس في ألمانيا.

ويبدو أنّ الرحلة لم تقم بالكثير لتهدئة مخاوف عباس الرهيبة. فروايته بائسة، ويمكن التنبؤ بنهايتها منذ البداية: "السماء فوق الحامية، حيث كان مرابطاً آخر مرة، كانت مظلمة. وبالنظر في الجوار، رأى البحر الحزين، الذي بدا كما لو أنه يبكي، فعزّز المزاج الكئيب.

اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة