زاراتسين كاتب ضد الإسلام في ألمانيا يرفض الاستقالة من الحزب الاشتراكي بعد إخفاق محاولتين لطرده

أعلن تيلو زاراتسين مؤلف الكتب المثير للجدل ومسؤول المالية في ولاية برلين سابقا أنه لن يترك الحزب الاشتراكي الديمقراطي طواعية.

وقال زاراتسين خلال تقديمه لكتابه الجديد عن الإسلام يوم الخميس 30 / 08 / 2018 في العاصمة الألمانية برلين: "أشعر داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي نشأت فيه، بأنني في أيد أمينة"، مضيفا أنه عضو بالحزب منذ 45 عاما.

وينظر الحزب في ما إذا كان الكتاب يمثل دافعا لطرد زراتسين من بين صفوفه، أم لا. وقال زاراتسين إنه في عام التحاقه بالحزب أصدرت حكومة فيلي برانت قرارا  "وقف جلب العمالة الأجنبية بشكل تام". وأضاف أن المستشار الألماني الراحل هيلموت شميت تحدث أيضا في كتبه "مرارا عن المخاطر الحضارية لهجرة المسلمين".

وتطالب قيادات الحزب الاشتراكي زاراتسين بالاستقالة من الحزب بسبب كتابه  الجديد "استيلاء بالعدوان. كيف يعيق الإسلام التقدم ويهدد المجتمع". وقال الأمين العام للحزب لارس كلينبايل لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ.): "إن ما يكتبه (زارتسين) لا علاقة له بمواقف الحزب الاشتراكي الديمقراطي".

وقالت دوائر من الحزب فيما بعد إن قيادة الحزب كلفت خبراء بتقييم الكتاب. وتوافرت معلومات لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ.) بأن من بين هؤلاء الخبراء جزينه شفان، رئيسة لجنة القيم الأساسية بالحزب، وهيرتا دويبلر-غميلين، وزيرة العدل الاتحادية السابقة والخبيرة القانونية.

ويعمل الخبراء على التأكد من أن زاراتسين التزم بمتطلبات الحزب التي قدمت إليه ومنها ألا يتصرف بشكل يسبب ضررا للحزب. وأخفقت محاولتان سابقتان لطرد زاراتسين خارج الحزب.

وقال زاراتسين خلال تقديمه كتابه الجديد في مؤتمر صحفي وهو محاط بالعديد من الحرَس الشخصي من أفراد الشرطة، تعليقا على كتابه الأول الذي دخل ضمن الكتب الأكثر رواجا "ألمانيا تبيد نفسها بنفسها" عام :2010 "لو أن المسؤولين عن السياسة درسوا تحليلاتي وقتها بصورة أكثر تكثيفا، ولو أنهم قرأوها لكان حال حزبي أفضل ولما كان حزب البديل من أجل ألمانيا الآن ممثلا في البرلمان (بوندستاغ)".

ونفى زاراتسين ما يقال عن دعمه للنازيين الجدد وما يصفه به حزب الخضر من أنه "نافخ شرارة" تأجيج الكراهية والعنف في ألمانيا. وفي معرض على أحداث العنف المعادية للأجانب بمدينة كيمنيتس مؤخرا قال زاراتسين: "هذه الأحداث هي تعبير لكثير من المواطنين عن قلقهم بشأن التطورات التي يرون أنها مناسبة، وتمثل تهديدا لهم"، وهذا ما وجه "المياه في النهاية صوب سواقي المتطرفين اليمينيين".

وأوضح زاراتسين: "بطبيعة الحال، يجب مواجهة المتطرفين اليمينيين بصورة تامة"، غير أن أهل السياسة يجب أن يسألوا أنفسهم لماذا أصبح كثير من الناس يشعرون بالقلق.

ولم يتفق رئيس بلدية حي المهاجرين "برلين-نويكولن" السابق هاينتس بوشوفسكي مع تنبؤات زاراتسين عن وجود أغلبية مسلمة في ألمانيا خلال جيلين أو ثلاثة. وقال بوشوفسكي الذي عرض مضمون الكتاب إن التطورات لا تتم بهذه السرعة، لكنه أشار إلى أن بلدية نويكولن التي يعرفها جيدا تجري التطورات فيها كما يقول كتاب زاراتسين. وأضاف بوشوفسكي: "وفي بعض المجالات صارت الأحوال أسوأ مما يحويه الكتاب".  د ب أ