وطالبت المحكمة الأوروبية تركيا بالإفراج عن كافالا (إلى جانب دميرطاش). ولكن تركيا رفضت ذلك. وفي سبتمبر/أيلول 2021، أعلنت لجنة وزراء مجلس أوروبا أنها ستبدأ في إجراءات تتعلق ب"الانتهاك"، والتي بدأت في فبراير/شباط. وردَّت تركيا بالإعلان عن أنها ستطرد سفير الولايات المتحدة وسفراء تسع دول أخرى أيدت حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ألمانيا وكندا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وهولندا ونيوزيلندا والنرويج والسويد). وأحدثت هذه الخطوة موجات من الصدمة في الدوائر الدبلوماسية ودوائر السياسة الخارجية، وفقط من خلال مناورة اللحظة الأخيرة تم تجنب أزمة دبلوماسية أعمق.

لقد منحت الحرب في أوكرانيا إردوغان الفرصة التي يحتاجها أخيرًا لوضع كافالا خلف القضبان مدى الحياة. إن موقع تركيا المركزي في المنطقة، إلى جانب بيعها لطائرات بدون طيار للأوكرانيين المحاصرين في المراحل الأولى من الحرب، جعلها شريكًا للغرب لا غنى عنه. كما مكنت العلاقات التجارية الجيدة بين تركيا وكل من أوكرانيا وروسيا إردوغان بتقديم نفسه وسيطا في الصراع.
وفي غضون ذلك، ستواصل تركيا علاقتها "الودية- العدائية" مع روسيا في سوريا. إذ يريد الكرملين الحفاظ على حكومة بشار الأسد بأي ثمن، وتلتزم تركيا كذلك بضمان ألا يكتسب الأكراد الانفصاليون المزيد من الأراضي على طول حدودها الجنوبية الشرقية.
ومع اشتداد ضباب الحرب، بقي أن نرى ما إذا كانت لجنة وزراء مجلس أوروبا ستفرض عقوبات مناسبة على تركيا. وعلى الأرجح، سيجد حلفاء تركيا في الغرب طريقة للتأقلم مع مزاج إردوغان، بينما يختفي كافالا، وهو رجل في الستينيات من عمره، في حفرة النسيان.
سيلا بن حبيب
ترجمة: نعيمة أبروش
حقوق النشر: بروجيكت سنديكيت 2022
سيلا بن حبيب هي أستاذة فخرية للعلوم السياسية والفلسفة بجامعة ييل وباحثة أولى مقيمة في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية.