سوريا: 270 ألف نازح من درعا مهد الثورة السورية وأطفال لدغتهم عقارب وثعابين أثناء نومهم في العراء

سوريا: 270 ألف سوري (بحسب الأمم المتحدة) اضطروا للنزوح من درعا مهد الثورة السورية وأطفال لدغتهم عقارب وثعابين أثناء نومهم في العراء. وتبحث نساء وأطفال عما يحتمون به من أشعة الشمس الحارقة في أرض النزوح الجرداء جنوب سوريا. وتمكن من حالفهم الحظ من إحضار فرش وأغطية معهم حملوها على متن سياراتهم وحتى دراجاتهم النارية المتوقفة قرب الخيم. ولم تتخيل آمنة وهي أردنية ارتبطت قبل سنوات بزوجها السوري المنحدر من درعا، أن تجد نفسها يوماً ما ممنوعة من الدخول إلى بلدها الأم. وتقول السيدة المتشحة بالسواد حزناً على ابنها الذي قتل قبل أيام جراء الهجوم "نبحث عن الطعام دون جدوى، نأكل الخبز اليابس". وتناشد السلطات الأردنية فتح الحدود أمامها، مضيفة: "لم يعد لدينا منزل يؤوينا.. نفترش التراب". ومنذ 19 حزيران/يونيو 2018، تشن قوات النظام السوري بدعم روسي عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة درعا، دفعت أكثر من 270 ألفاً للنزوح وفق ما أعلنت الأمم المتحدة الإثنين 02 / 07 / 2018.  ولجأ 70 ألفاً منهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن حيث يقيم معظمهم في أراضٍ قاحلة من دون تلقي أي مساعدات إنسانية. واضطر عشرات الآلاف من المدنيين الى النزوح هربا من القصف والمعارك. في وقت تواصل قوات النظام السوري وحلفاؤها بدعم روسي تضييق الخناق على الفصائل المعارضة لدفعها إلى الاستسلام. وأضاف ممثلوها: "نحن أمام أزمة إنسانية حقيقية في جنوب سوريا". ويقول الحمصي الذي يعيش تجربة النزوح للمرة الثانية بعد فراره قبل سنوات من مسقط رأسه في وسط البلاد: "نطالب السماح بدخولنا إلى الأردن لضمان أمن النساء والأطفال". وأعلنت السلطات الأردنية أنها لن تفتح حدودها المغلقة منذ نحو سنتين مشيرة إلى أن قدرتها الاستيعابية "لا تسمح" لها باستقبال موجة لجوء جديدة. وأغلق الأردن، الذي يستضيف بالفعل نحو 1.2 مليون لاجئ سوري، حدوده الشمالية في عام 2016 وأكد منذ انطلاق عملية درعا أنه لا يعتزم فتحها. وتواجه الفصائل السورية المعارضة، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون محليون لفرانس برس الإثنين 02 / 07 / 2018، انقساماً في صفوفها بين مؤيد ورافض لاتفاقات "مصالحة" تقترحها روسيا، وغالباً ما تكون استسلاماً مُقَنَّعاً للفصائل مقابل توقف الهجوم.  كما توجهت عائلات أخرى إلى محافظة القنيطرة المجاورة الحدودية مع إسرائيل. وتكتسب المنطقة الجنوبية خصوصيتها من موقعها الجغرافي قرب الأردن وإسرائيل، ناهيك عن قربها من دمشق. ........................ وكشفت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 270 ألف سوري اضطروا إلى النزوح على مدار الأسبوعين الماضيين، بسبب القتال الدائر بمحافظة درعا جنوبي سوريا. وكانت قوات النظام السوري وحلفاؤها قد أطلقوا عملية ضد المحافظة قبل نحو أسبوعين من اليوم الإثنين 02 / 07 / 2018 في تاريخ 19 من حزيران/يونيو الماضي 2018. وتجدر الإشارة إلى أن لدرعا حدودا ممتدة مع الأردن. ومن المقرر أن يلتقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بنظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو الثلاثاء 03 / 07 / 2018 لمنافشة إمكانية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار. 

درعا - سوريا

وأغلق الأردن، الذي يستضيف بالفعل نحو 1.2 مليون لاجئ سوري، حدوده الشمالية في عام 2016 وأكد منذ انطلاق عملية درعا أنه لا يعتزم فتحها. وقال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز الأحد إن لدى بلاده معلومات مؤكدة بوجود مسلحين بين المجموعات التي تريد دخول الأردن من سوريا مدافعا بذلك عن قرار بلاده عدم استضافة المزيد من اللاجئين السوريين. وقال كارل شيمبري العضو بالمجلس النرويجي للاجئين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا): "جميع وكالات الإغاثة على استعداد لتقديم المساعدة، إذا تم السماح بدخول اللاجئين إلى الأردن". وأضاف أن السوريين الذين فروا نحو الحدود الأردنية تم منعهم من الدخول، وتُركوا عالقين في منطقة مفتوحة بالأراضي السورية بالقرب من الحدود. وأوضح: "الكثير من الأطفال تعرضوا للدغات العقارب والثعابين أثناء نومهم في العراء".  وبعد فراره مع زوجته الحامل من هجوم قوات النظام في جنوب سوريا، وجد أيمن الحمصي نفسه عالقاً قرب الحدود الأردنية المغلقة، على غرار آلاف النازحين الذي تقطعت بهم السبل ويعيشون في العراء في ظروف صعبة. ويسأل الشاب (25 عاماً) الأسمر البشرة بعد نزوحه من ريف درعا الشرقي، "أين سأذهب بزوجتي التي توشك ان تلد؟ ليس بمقدوري أن أساعدها". ويضيف أيمن وهو يقف أمام خيمة باتت ملجأه الوحيد قرب بلدة نصيب الحدودية مع الأردن: "لا نملك شيئاً هنا، لا يوجد ماء ولا طعام ولا شيء يحمينا من أشعة الشمس". ووسط أرض قاحلة، نصبت عشرات العائلات خيماً تؤويها، أو رفعت أغطية على دعامات حديدية تقيها أشعة الشمس الحارقة. وفي مكان قريب تتوقف شاحنة تبريد حولها مالكوها الى منزلهم، فيما يغطي آخرون زجاج حافلة صغيرة لنقل الركاب بالقماش بعد أن حولوها الى مسكن لهم. وعلى بعد أمتار عدة من الخيم، يفترش بضعة جنود أردنيين الأرض قرب آليتهم العسكرية المتوقفة عند نقطة رصد على تلة ترابية داخل الأراضي الأردنية.  ويقول الحمصي الذي يعيش تجربة النزوح للمرة الثانية بعد فراره قبل سنوات من مسقط رأسه في وسط البلاد "نطالب السماح بدخولنا إلى الأردن لضمان أمن النساء والأطفال". 

درعا - سوريا

ومنذ 19 حزيران/يونيو 2018، تشن قوات النظام السوري بدعم روسي عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة درعا، دفعت أكثر من 270 ألفاً للنزوح وفق ما أعلنت الأمم المتحدة الإثنين 02 / 07 / 2018. ولجأ 70 ألفاً منهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن عند معبر نصيب. ومنذ بدء التصعيد، أعلنت السلطات الأردنية أنها لن تفتح حدودها المغلقة منذ حزيران/يونيو 2016، مشيرة إلى أن قدرتها الاستيعابية "لا تسمح" لها باستقبال موجة لجوء جديدة. ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عددهم بنحو 1,3 مليون، لجأوا على مراحل إلى أراضيها منذ اندلاع النزاع السوري في العام 2011.  ويوضح الحمصي "بالكاد نجونا وخرجنا من تحت الأنقاض مع أطفالنا ونسائنا" مشيراً إلى نزوح "مسنين وأطفال ليس بمقدورهم تحمل هذا الحر الشديد". ويبحث نساء وأطفال عما يحتمون به من أشعة الشمس الحارقة في هذه الأرض الجرداء. وتمكن من حالفهم الحظ من إحضار فرش وأغطية معهم حملوها على متن سياراتهم وحتى دراجاتهم النارية المتوقفة قرب الخيم. 

درعا - سوريا

ولم تتخيل آمنة الخزاعلة (48 عاماً) وهي أردنية ارتبطت قبل سنوات بزوجها السوري المتحدر من درعا، أن تجد نفسها يوماً ما ممنوعة من الدخول إلى بلدها الأم. وتقول السيدة المتشحة بالسواد حزناً على ابنها الذي قتل قبل أيام جراء الهجوم "نبحث عن الطعام دون جدوى، نأكل الخبز اليابس". وتناشد السلطات الأردنية فتح الحدود أمامها، مضيفة: "لم يعد لدينا منزل يؤوينا.. نفترش التراب". ودفع التصعيد العسكري في جنوب سوريا خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 270 ألف مدني إلى النزوح وفق الأمم المتحدة، في وقت تواصل قوات النظام بدعم روسي تضييق الخناق على الفصائل المعارضة لدفعها إلى الاستسلام. وتواجه الفصائل المعارضة، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون محليون لفرانس برس الإثنين 02 / 07 / 2018، انقساماً في صفوفها بين مؤيد ورافض لاتفاقات "مصالحة" تقترحها روسيا، وغالباً ما تكون استسلاماً مُقَنَّعاً للفصائل مقابل توقف الهجوم.  ومنذ بدء قوات النظام عملياتها بدعم روسي ضد الفصائل المعارضة في محافظة درعا في التاسع عشر من شهر يونيو/حزيران 2018، اضطر عشرات الآلاف من المدنيين الى النزوح هربا من القصف والمعارك. وقال الناطق باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن محمد الحواري لوكالة فرانس برس إن عدد النازحين "تجاوز 270 ألفاً في وقت قياسي"، مضيفاً: "نحن أمام أزمة إنسانية حقيقية في جنوب سوريا". وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، توجه سبعون ألفاً منهم إلى الحدود مع الأردن، حيث يقيم معظمهم في أراضٍ قاحلة ومن دون تلقي أي مساعدات إنسانية. ومنذ بدء التصعيد، أبقى الأردن المجاور حدوده مغلقة خشية تدفق المزيد من اللاجئين إلى أراضيه. وشاهد مصور فرانس برس قرب بلدة نصيب الحدودية مع الأردن الأحد عشرات العائلات التي تقيم داخل سيارات او شاحنات تبريد أو نقل أو داخل خيم نصبوها خالية إلا من الفرش والبطانيات. كما توجهت عائلات أخرى إلى محافظة القنيطرة المجاورة الحدودية مع إسرائيل. وتكتسب المنطقة الجنوبية خصوصيتها من موقعها الجغرافي قرب الأردن وإسرائيل، ناهيك عن قربها من دمشق. 

درعا - سوريا

وبعد سيطرتها على الغوطة الشرقية قرب دمشق ومن ثم أحياء في جنوب العاصمة، وضعت القوات الحكومية استعادة المنطقة الجنوبية على رأس أولوياتها. وبدأت منذ أسبوعين عمليات قصف عنيفة على ريف درعا الشرقي قبل أن تدخل في معارك مع الفصائل على جبهات عدة في المحافظة. وانضمت روسيا بعد أسبوع تقريباً الى حملة القصف الجوي. ومنذ هذه الفترة، تمكنت قوات النظام من مضاعفة مساحة سيطرتها لتصبح ستين في المئة من مساحة محافظة درعا، بعد أن سيطرت على عشرات القرى والبلدات عبر هجمات عسكرية أو اتفاقات "مصالحة" عقدتها روسيا مع الفصائل ووجهاء محليين بشكل منفصل في كل بلدة.  وتثير الاتفاقات التي تقترحها روسيا انقساماً في صفوف وفد مفاوضي المعارضة المؤلف من ممثلين عن الفصائل والهيئات المدنية. وأعلن المفاوضون المدنيون الإثنين 02 / 07 / 2018 انسحابهم من وفد المعارضة. وقالوا في بيان موقع باسم المحامي عدنان المسالمة: "لم نحضر المفاوضات اليوم ولم نكن طرفاً في أي اتفاق حصل ولن نكون أبداً". وجاء في البيان: "لقد عمل البعض على استثمار صدق وشجاعة الثوّار الأحرار من أجل تحقيق مصالح شخصيّة ضيّقة أو بأفضل الشروط من أجل تحقيق مصالح آنيّة مناطقية تافهة على حساب الدم السوري". وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريحات لفرانس برس إلى "انقسام في الآراء داخل الفصائل بين موافقة وأخرى رافضة للاتفاق" مع الجانب الروسي. ويتضمن الاقتراح الذي تعرضه روسيا على ممثلي المعارضة، وفق ما أكد عبد الرحمن وناشطون محليون معارضون لفرانس برس، تسليم الفصائل سلاحها الثقيل والمتوسط، مع عودة المؤسسات الرسمية ورفع العلم السوري وسيطرة قوات النظام على معبر نصيب مع الأردن المجاور وانتشارها على طول الحدود. كما ينص الاتفاق وفق المصادر ذاتها على تسوية أوضاع المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية خلال 6 أشهر، مع انتشار شرطة روسية في بعض البلدات. وخلال اليومين الأخيرين، انضمت 13 بلدة على الأقل في درعا الى اتفاقات "المصالحة"، آخرها مدينة بصرى الشام التي كانت تحت سيطرة فصيل معارض بارز هو فصيل "شباب السنة". وطالت اتهامات بـ"الخيانة" قائده أحمد العودة جراء قراره هذا. وقال مصدر سوري معارض مواكب للمفاوضات لفرانس برس إن "حصول مصالحات مناطقية منفردة أثناء التفاوض، واتفاق أحمد العودة مع الجانب الروسي لوحده حول بصرى الشام، إضافة إلى التقدم العسكري على الأرض في ريف درعا الشرقي أضعف موقف الفصائل" بعد انسحاب المفاوضين المدنيين.  

درعا - سوريا

وأوضح أن "الروس يقدمون عرض "المصالحة" الذي سبق أن قدموه في كل مكان، مع استثناء أنه لا يتضمن خروج الراغبين"، غالبا إلى منطقة ادلب، في إشارة الى اتفاقات الإجلاء التي كانت تقترحها على المقاتلين الرافضين للاتفاق مع الحكومة على غرار ما جرى في الغوطة الشرقية قرب دمشق. ويثير هذا الاستثناء خشية في صفوف الأهالي والمقاتلين على حد سواء. وقال الناشط في مدينة درعا عمر الحريري لفرانس برس: "يرفض الطرف الروسي خروج أي شخص من درعا إلى إدلب أو أي مكان آخر، وهذا هو سبب الرفض المستمر من معظم الفعاليات خوفاً من ملاحقات أمنية لاحقاً.. ومن عمليات انتقامية لو حصل الاتفاق". وتابع: "الوضع صعب والفصائل وكل المكونات الثورية في درعا أمام خيارات صعبة جداً. يضيق الخناق علينا أكثر فأكثر". وقال أحمد ارشيدات (48 عاما)، أحد النازحين من مدينة درعا لفرانس برس: "لن يتركوا أحداً منا هنا خصوصاً في درعا، مهد الثورة" مضيفاً: "الحق معنا ولا نخاف من النظام او روسيا أو أي طرف آخر". (د ب أ ، أ ف ب)