لقد كان عضو حركة فتح الجنرال توفيق الطيراوي هو الذراع اليمنى لياسر عرفات والرئيس الأوَّل لجهاز المخابرات في السلطة الوطنية الفلسطينية. صحيح أنَّه لم يدرس في روسيا خلال الحقبة السوفييتية، ولكن من المحتمل أن تكون لديه اتِّصالات هناك بصفته من نخبة حركة فتح. كما أنَّ توفيق الطيراوي يريد جعل الدراسات الروسية تخصصًا أكاديميًا لجامعته في أريحا. ومن المفترض أيضًا تدريب أعضاء الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية هناك.
وهذا يدل على وجود تعاون وثيق بين كوادر حركة فتح والسلطات الأمنية الروسية؛ مما سيعزِّز التبادل الثقافي الثنائي بين الطرفين والنشط على أية حال. وبالإضافة إلى أريحا يوجد في بيت لحم أيضًا مركز ثقافي روسي، افتتحه بوتين أثناء زيارته لمدينة بيت لحم عام 2012.
وفي شهر أيَّار/مايو 2017 حصلت مدينة بيت لحم على مؤسَّسة روسية أخرى، هي: "مؤسسة بوتين للثقافة والاقتصاد"، التي افتتح مقرّها رسميًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفلسطيني عبر تقنية "الفيديو كونفرنس" أثناء لقائهما في مدينة سوتشي الروسية. يقع مبنى هذه المؤسَّسة في بيت لحم في شارع بوتين، الذي تمت تسميته باسم بوتين في عام 2012.
وفي العام نفسه تم إدخال مادة اللغة الروسية إلى إحدى الجامعات الموجودة في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، هي: جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس. وقد جاءت هذه المبادرة من قِبَل الأستاذ في جامعة النجاح عمر محاميد، الذي درس سابقًا في مدينة لينينغراد السوفييتية ويعيش الآن في إسرائيل.
رمز للصداقة الروسية-العربية القديمة
وبالإضافة إلى عمله التعليمي كأستاذ جامعي في نابلس، يعمل عمر محاميد منذ أعوام كثيرة كسفير ثقافي غير رسمي لروسيا في مسقط رأسه مدينة أم الفحم الفلسطينية (الموجودة الآن ضمن حدود دولة إسرائيل)، حيث يدير مركزًا ثقافيًا روسيًا صغيرًا.
وعمر محاميد، الذي كان والده عضوًا مؤسِّسًا للحزب الشيوعي العربي الإسرائيلي في مدينته، قام بنشر العديد من الكتب حول العلاقات الثقافية الروسية الفلسطينية. وأحد هذه الكتب يتناول تاريخ "الجمعية القيصرية الأرثوذكسية الفلسطينية"، التي تأسَّست في عام 1882، وتعتبر منذ فترة طويلة برئاسة رئيسها الحالي سيرغي ستيباشين، وهو رئيس وزراء روسي سابق، رمزًا للصداقة الروسية-العربية القديمة.
في شهر نيسان/أبريل 2017 زار سيرغي ستيباشين دمشق وأعلن من هناك عن افتتاح فرع محلي لهذه الجمعية ومدرسة روسية. وعلى العموم تسود في العاصمة السورية دمشق أيضًا روحٌ معنوية عالية فيما يتعلق بالعلاقات الثقافية الروسية السورية.
وهناك حتفل الطرفان بإحياء التحالف العسكري بين الشعبين السوري والروسي وانتصارهما المشترك على "الإرهاب" - مثلاً في معارض للتصوير الفوتوغرافي مثل معرض "سوريا ستنتصر"، الذي تم عرضه في العديد من المدن في روسيا وفي دمشق.