ومن ثم هناك من يُسَمَّون بالمعسكر الإصلاحي أو المعتدل والذين يحاولون تحذير هذا النظام من أنّ هذه "نقطة اللاعودة". ومن المثير للدهشة أنّ هذه الأصوات قد سُمِعت في مناظرات على التلفزيون الحكومي. أما ما إن كانت هذه الأصوات ستُسمع داخل النظام، أو إن أثبت حل توافقي من قبل النظام فعاليته، فهي مسألة أخرى. وبكل حال، سرعان ما ستواجه الجمهورية الإسلامية معضلة تعيين زعيم جديد: فأي تحرك الآن من قبل لاعبين سياسيين رئيسيين في إيران يمكن أن يؤثّر على انتقال السلطة في حالة وفاة آية الله خامنئي.

ما نوع الدعم الذي يتوقّعه أو يأمل به المتظاهرون السلميون ونشطاء حقوق الإنسان من أوروبا وما الذي قد يأتي بنتائج عكسية؟
كاوياني: هذه مشكلة بالتأكيد. فالمفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بشأن إحياء الاتفاق النووي في منعطف حرج للغاية، كما أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قبل أيام قليلة فحسب. ومما لا شكّ فيه أنّ هذا وضع صعب لكل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية. كيف يمكن الموازنة بين مصالحك الأمنية القومية، أي الحاجة إلى منع إيران من الحصول على أسلحة نووية عبر مفاوضات دبلوماسية، وفي الوقت ذاته التعبير عن تفهمك أو حتى دعمك لمطالب المحتجّين؟
يتضامن الشتات الإيراني مع المحتجين في إيران ويطالبون حكوماتهم بالمثل. بينما يشعر السياسيون في أوروبا والولايات المتحدة بأنهم في وضع حرج بين نارين فيما يتعلّق بالاحتجاجات الإيرانية. ما يريده المتظاهرون في جميع أنحاء إيران هو أن يلاحظهم الناس بالتأكيد، وأن تُسمع أصواتهم في جميع أنحاء العالم. وبخلاف ذلك، فلا أعتقد أنّ لديهم أي توقعات أو آمال محدّدة. لدى أوروبا ما يكفيها من مشاكلها الكبرى في الوقت الحالي، مع أزمة الطاقة، والحرب في أوكرانيا والتضخّم.
حاورها: إريك زيغل
ترجمة: يسرى مرعي
حقوق النشر: موقع قنطرة 2022
هانا كاوياني، المقيمة في براغ / جمهورية التشيك، هي واحدة من كبار صحفيي راديو فاردا، الفرع الإيراني لراديو أوروبا الحرة المموّل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.