طالبان عند أبواب قندوز كبرى مدن شمال شرق أفغانستان وتتقدم بموازاة انسحاب القوات الأميركية

طالبان عند أبواب قندوز كبرى مدن شمال شرق أفغانستان: حاصر مقاتلون من حركة طالبان يوم الإثنين 21 / 06 / 2021 قندوز كبرى مدن شمال شرق أفغانستان، مشددين الضغط على القوات الحكومية المرغمة على التخلي عن عدد من المناطق، وفق مصادر محلية.

وقال أمر الدين والي العضو في مجلس الولاية لوكالة فرانس برس إن "الوضع مقلق في قندوز. مقاتلو طالبان عند أبواب المدينة ويتواجهون مع الجيش".

وأضاف "سيطر طالبان هذا الصباح على جسر أشين (إلى شمال المدينة) ويقطعون الطرق إلى قندوز" من جهة الحدود مع طاجيكستان إلى الشمال والطريق الرئيسي المؤدي إلى كابول إلى الجنوب.

وتابع "انسحبت القوات الأفغانية وتمركز طالبان على الطريق الرئيسي ولا يسمحون إلا للمدنيين بالمرور".

وأكد مصدر أمني في الموقع هذه المعلومات لمراسل وكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه.

وبحسب المصدر، خسرت قوات الأمن الأفغانية ثلاث مناطق اضطرت إلى الانسحاب منها "بعد أسبوع من المعارك الشديدة".

وحذر المسؤول بأنه "إذا لم تحصل القوات الأفغانية على مساندة جوية، فستكون هذه كارثة".

وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة فرانس برس أن المتمردين "يقومون بعمليات حول قندوز لكنهم لم يشنوا هجوما على المدينة".

وسيطر المتمردون مرتين على قندوز في 2015 و2016، قبل أن تستعيدها القوات الحكومية.

وأبلغ المتحدث باسم شرطة قندوز إنعام الدين رحماني وسائل الإعلام المحلية عن "مقتل 50 من طالبان وإصابة 30 خلال الساعات الـ24 الأخيرة".

لكنه أكد أن "قوات الأمن في مراكزها".

ويحقق متمرّدو طالبان تقدّما ميدانيا في مواجهة القوات الأفغانية التي تنكفئ منذ أيار/مايو 2021 بوتيرة تثير القلق، بموازاة انسحاب القوات الأميركية الذي بدأ في مطلع أيار/مايو 2021 على أن يستكمل بحلول 11 أيلول/سبتمبر.

ويواجه الجيش الأفغاني هجمات خصوصا في الولايات الشمالية قندوز وبغلان وبداخشان وفرياب وميمنة.

وتكبد أخيرا خسائر فادحة بما في ذلك في صفوف قوات النخبة التي قتل عشرون من عناصرها على الأقل الأسبوع الماضي في فرياب. كما تضطر القوات إلى التخلي عن مواقع متقدمة محاصرة في مناطق نائية.

وبموجب الاتفاق الموقع بين الأميركيين وطالبان في شباط/فبراير 2020 في الدوحة، لا يمكن للقوات الأميركية التي تنسحب من أفغانستان استخدام قوتها الجوية إلا إذا هدد المتمردون المدن الكبرى.

وباتت حركة طالبان موجودة في كل ولايات البلاد تقريبا وتطوّق مدنا كبيرة عدة، وهي استراتيجية سبق أن اتّبعتها في تسعينيات القرن الماضي للسيطرة على الغالبية الساحقة من أراضي البلاد وفرض نظامها الذي أطاحه الاجتياح الأميركي عام 2001.

وتسيطر حركة طالبان على القسم الأكبر من جنوب البلاد باستثناء المدن الكبرى.

وأكد قيادي في طالبان الأحد عزم الحركة على إقامة "نظام إسلامي أصيل عبر التفاوض"، لكن المفاوضات بشأن تقاسم السلطة في الدوحة تراوح مكانها.

واشنطن قد تبطئ وتيرة الانسحاب من أفغانستان على ضوء هجمات طالبان

أعلن البنتاغون الإثنين أنّ وتيرة انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان قد تتباطأ إذا واصلت حركة طالبان تحقيق مكاسب ميدانية في الهجمات التي تشنّها على جبهات عدّة، مشدّداً في الوقت عينه على أنّ هذا الأمر لن يؤثّر على الموعد النهائي لإتمام الانسحاب والمقرّر في 11 أيلول/سبتمبر.

وردّاً على سؤال بشأن الهجمات التي تشنّها الحركة المتمرّدة في أفغانستان وتأثيرها على وتيرة الانسحاب الأميركي من هذا البلد، قال المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي خلال مؤتمر صحافي إنّ "الخطط يمكن أن تتبدّل وتتغيّر إذا تغيّر الوضع".

وأضاف "إذا كانت هناك أيّة تغييرات يتعيّن إجراؤها بما يتعلّق بوتيرة أو نطاق أو حجم الانسحاب في أي يوم أو أسبوع معيّن، فنحن نريد الاحتفاظ بالمرونة للقيام بذلك".

لكنّ كيربي شدّد على أنّ "هناك شيئين لم يتغيّرا: أولاً، سننجز الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان باستثناء تلك التي ستبقى لحماية الوجود الدبلوماسي، وثانياً، سيتمّ ذلك بحلول مطلع أيلول/سبتمبر، وفقاً لما أمر بذلك القائد الأعلى" للقوات المسلّحة الرئيس جو بايدن.

وكان بايدن قرّر في نيسان/أبريل 2021، خلافاً لتوصية الجيش، سحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.

وقد تمّ حتى اليوم إنجاز أكثر من 50% من عمليات الانسحاب.

ولفت كيربي إلى أنّ الجيش الأميركي سيواصل تقديم إسناد جوّي للقوات الأفغانية، لكنّه شدّد على أنّ هذا الدعم لن يستمرّ على حاله حتّى اليوم الأخير للوجود العسكري الأميركي في أفغانستان.

وقال "ما دامت لدينا القدرات في أفغانستان، سنواصل تقديم المساعدة للقوات الأفغانية، لكن عندما يقترب الانسحاب من نهايته، ستنخفض هذه القدرات، ولن تكون متاحة بعد ذلك".

وأضاف "بينما أتحدّث إليكم، ما زلنا نقدّم بعض الدعم، لكنّ هذا الوضع سيتغيّر".

ومن المقرّر أن يلتقي بايدن في البيت الأبيض الجمعة 25 / 06 / 2021 الرئيس الأفغاني أشرف غني وكبير مفاوضي حكومته في المفاوضات مع طالبان عبد الله عبد الله.

وفي موازاة الانسحاب الأميركي، يحقّق متمرّدو طالبان تقدّماً ميدانياً على حساب القوات الأفغانية التي تنكفئ منذ أيار/مايو بوتيرة تثير القلق.

وحالياً باتت حركة طالبان موجودة تقريباً في كل ولايات البلاد وهي تطوّق مدناً كبيرة عدة، وهي استراتيجية سبق وأن اتّبعتها في تسعينيات القرن الماضي للسيطرة على الغالبية الساحقة من أراضي البلاد وفرض نظامها الذي أطيح به بعد الغزو الأميركي في العام 2001. أ ف ب