''عدسة شاب حمصي''....صور توثق دمار حمص وتتحدى خطر الموت

أطلق شباب سوريون صفحة "عدسة شاب حمصي" عبر الفيسبوك بهدف توثيق الدمار الذي حل بمدينتهم جراء قصف قوات النظام السوري لها. نجاح فكرة "عدسة شاب حمصي" جعلها تنتشر في باقي المدن السورية. ربيع عيد حاور المشرف على الصفحة حول المخاطر اليومية التي تواجههم ميدانيا خلال نقلهم الصورة من قلب الحدث.

الكاتبة ، الكاتب: ربيع عيد

 

في الشهر الخامس من 2012 انطلقت صفحة "عدسة شاب حمصي" عبر الفيسبوك بمبادرة مجموعة أصدقاء من مدينة حمص تترواح أعمارهم ما بين 19 – 24 عاما، هدفهم توثيق الدمار التي تتعرض له يوميا مدينة حمص المنكوبة بفعل قوات النظام السوري، متحدين خطر الإعتقال والموت في كل لحظة.


الصفحة التي وصل عدد المشتركين فيها حتى اليوم أكثر من 60 ألف مشترك، تنشر بشكل يومي صورا ميدانية لأحياء حمص المختلفة وريفها، تحكي عن حجم الوضع المأساوي التي تعيشه المدينة من خراب، وتشريد أبنائها المصرين على الصمود والحياة في مدينة لا يُراد لها الحياة لأنها حملت لقب عاصمة الثورة.


"عدد طاقم الصفحة الحالي سبعة أشخاص، منهم من داخل الحصار ومنهم خارج الحصار كأحياء الغوطة والحمراء والملعب والإنشائات، وعندما نقول داخل الحصار نعني بأحياء حمص القديمة المحاصرة منذ اكثر من ثلاثة أشهر ونصف من قبل قوات الامن السوري، انا شخصيا الآن أكلمك من داخل حمص المحاصرة"، يقول باسل (أدمن الصفحة) في حديثه لموقع قنطرة عبر السكايب، ويضيف: "بدأت فكرة عدسة شاب حمص من مبدأ توثيق جرائم النظام لكن بطريقة اخرى الا وهي الصور الفوتوغرافية بعدما كثرت وانتشرت مقاطع الفيديو في وسائل الإعلام المختلفة وشبكات التواصل الإجتماعي، إذ ان صورة واحدة أحيانا توازي ولها تأثير اكثر من عشرين فيديو".

كنيسة السيدة العذراء مريم أم الزنار تقع في حي الحميدية في حمص
كنيسة السيدة العذراء مريم "أم الزنار" تقع في حي الحميدية وتعتبر أقدم كنيسة في العالم، إذ يعود تاريخ بناء الكنيسة القديمة المتواجد تحتها إلى سنة 59 للميلاد.

​​

توثيق جرائم النظام بالصور الفوتوغرافية


برنامج طاقم صفحة "عدسة شاب حمصي" اليومي مرتبط بمكان القصف وسقوط القذائف، متحدين بذلك خطر الإعتقال والموت. "نتعرض للاخطار المختلفة منها القصف وإطلاق النار وحتى خطر الإعتقال او القتل الميداني الذي قد يحصل لاي شخص منا خصوصا في الأحياء التي خارج الحصار المسيطر عليها بشكل تام من قبل النظام" يقول باسل، ويضيف: "لكن الحمدلله حتى الآن لم يصب اي شخص من طاقمنا باذى، مع أنه في اكثر من مرة تم إطلاق الرصاص علينا ولوحقنا وتصلنا تهديدات على الصفحة بنشر صورنا، لكننا ماضون في عملنا لفضح هذا النظام".

ويروي لنا باسل عن تجربته في موقف تعرضوا له واصفا إياه بالأكثر خطورة منذ ان بدأ في هذه المهمة "نحاول دائما نقل صور لمركز مدينة حمص المدمر بالكامل، المختلف عن جميع مراكز المدينة الأخرى المسيطر عليها من قبل النظام الذي يستغلها كمناطق للقصف على حمص القديمة وقتل أهاليها، وقبل أسبوع تقريبا عندما صعدنا انا وصديقي الى أحد الابنية المكشوف بشكل كامل على قناصات قوات النظام، وبهدف نقل صور لمركز المدينة، وما أن وصلنا الى الطابق الرابع في المبنى، حتى انهالت علينا الرشاشات والرصاص المنطلق من مبنى قيادة الشرطة حتى أصبحنا في حالة حصار كامل بغرفة في أحد المكاتب، واستمر اطلاق النار علينا قرابة الساعة حتى تمت مساعدتنا من قبل أفراد الجيش السوري الحر عبر اقامته فجوة في الحائط لهذا المبنى لكن من الجهة الاخرى، وتم إخلائنا".

أطفال في حمص القديمة ، الصورة عدسة شاب حمصي
حمص القديمة ( المحاصرة ) ثالث أيام المدرسة في إحدى أحياء حمص القديمة، يتجمع الأطفال أملاً في قطف ما فاتهم من ثمار العلم من قبل إحدى المتطوعين الجامعين، بعد تدمير مدارسهم بقذائف النظام السوري.

​​

نقل وقائع حمص لحظة بلحظة

يهتم أعضاء صفحة عدسة شاب حمصي بنشر الصور بسرعة قصوى بعد التقاطها من مكان الحدث بهدف نقل ما يجري في المدينة لحظة بلحظة، وبعد ان تمر الصور بعملية تدقيق ووضع رمز (لوجو) الصفحة على الصورة.


ويعرب طاقم الصفحة عن استعدادهم لإرسال الصور لوسائل الإعلام العالمية المختلفة وبالنسخة الأصلية ومن دون مقابل مادي، كما ويعمل الطاقم ايضا على تصوير منازل وأحياء الأهالي النازحين تلبية للطلبات الكثيرة التي تصلهم على الصفحة بعدما اصبحت معروفة جدا وتحولت الى احد ابرز وجوه العمل المدني والشعبي للثورة السورية.


فكرة "عدسة شاب حمصي" ونجاحها جعلها تنتقل الى باقي المدن السورية، إذ أصبح في كل مدينة مجموعة شباب يحملون عدسة يرسمون بها حلمهم في سوريا الجديدة.

 

ربيع عيد
حقوق النشر: قنطرة 2012