قبائل شرق السودان الباحثة عن المساواة

قبائل البجا نحو 10% من سكان السودان البالغ عددهم 45 مليوناً (عام 2008) حملت السلاح ضد حكومة البشير من 1994 وحتى 2006 وخرجت محتجةً من أجل المساواة وواصلت احتجاجاتها في سبتمبر 2021 بوقف صادرات نفط جنوب السودان لأيام وإغلاق ميناء بورتسودان منفذ تجارة السودان البحري الوحيد.

الصورة رمزية - احتجاجات السودان. بعد عقود من التهميش قبائل شرق السودان لا تزال تبحث عن "المساواة": ظلت قبائل شرق السودان مهمشة على مدى عقود تحت حكم الرئيس السابق عمر البشير، وحملت السلاح ضده بين 1994 و2006. واليوم (2021) وبعد أكثر من عامين على الإطاحة به، عادت إلى الاحتجاج، شاكية من سوء تمثيلها في مؤسسات الحكم الانتقالي وما بعده.

أكبر قبائل شرق السودان

وتعيش قبائل البجا، وهي الأكبر في شرق السودان، منذ آلاف السنين في تلك المنطقة التي تشترك في الحدود مع مصر وإريتريا.

وشكلت هذه القبائل تحديا إضافيا للحكومة الانتقالية التي واجهت أزمة اقتصادية وأزمة سياسية وصفها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل الانقلاب العسكري بأنها "الأسوا والأخطر" منذ الإطاحة بالبشير.

قبائل شرق السودان - تشكل قبائل البجا نحو 10% من سكان السودان -البالغ عددهم 45 مليونا وفق إحصاء عام 2008: وتنقسم إلى مجموعتين بحسب اللغة: البداويت والتقراية.  Bedscha Beduine Sudan Eritrea Aegypten FOTO WIKIMEDIA
تشكل قبائل البجا نحو 10% من سكان السودان -البالغ عددهم 45 مليونا وفق إحصاء عام 2008: وتنقسم إلى مجموعتين بحسب اللغة: البداويت والتقراية. وتتحدث قبائل الهدندوة والأمرار والبشاريين والأشراف وغيرها البداويت. ويعتقد أن لها علاقة باللغة المروية التي كانت تستخدم في مملكة كوش بشمال السودان قبل حوالى أربعة آلاف سنة. أما لغة التقراية المستخدمة كذلك في شمال وغرب إريتريا، فتتحدثها قبائل بني عامر والحباب وغيرها ويعتقد أن أفرادها هاجروا إلى شرق السودان من شبه الجزيرة العربية. رجال البجا قد يحملون سكينا معقوفا تسمى محليا "الشوتال" وعصا معقوفة يسمونها "السفروك" للحماية الشخصية. ويستخدمونها للرقص أثناء احتفالاتهم. يؤكد باحث أن نساء البجا يعشن خلف الأبواب خصوصا في المناطق الريفية حيث "لا تظهر المرأة أمام الغرباء". ولدى البجا نظامهم الخاص لفض المنازعات "القلد"، وهو ملزم لجميع أفراد القبيلة بصرف النظر عن مكان وجودهم عندما يوقّع عليه زعماهم. وتقع بين الحين والآخر نزاعات داخلية بين قبائل البجا كان آخرها بين الهدندوة وبني عامر عقب توقيع شخصيات ينتمي بعضها لبني عامر على اتفاق سلام جوبا عن الإقليم.

ولقبائل البجا ثقافتهم الخاصة ولغتهم وزيهم وطعامهم الذي يتحصلون عليه من رعي الإبل ومن الزراعة.

ويقول الأستاذ الجامعي والباحث في مجتمعات البجا موسى عبد الله سعيد إن أبناء هذه القبيلة "ينفرون من الحضر، يأتون إليه فقط لشراء احتياجاتهم و90% منهم يعيشون في الريف على الرغم من قسوة البيئة".

ومع أن إقليمهم يشتهر بالأراضي الخصبة الشهيرة بإنتاج الحبوب ومناجم غنية بالذهب، إضافة إلى ميناء البلاد الرئيسي في بورتسودان على البحر الأحمر، إلا أنه أكثر المناطق فقرا في السودان الذي يعد أصلا من أفقر بلدان العالم، بحسب الأمم المتحدة.

وكانت قبائل البجا تطالب باستمرار حكومة البشير بإنهاء تهميشها اقتصاديا وسياسيا.

في عام 2018، شارك البجا بقوة في الاحتجاجات العارمة التي قادت الى الإطاحة بالدكتاتور في نيسان/أبريل 2019.

وساند البجا الحكومة الانتقالية التي تشكّلت في آب/أغسطس 2019 الى أن وَقّعت في تشرين الأول/أكتوبر 2020 في جوبا اتفاقا للسلام مع مجموعات معارضة. وتضمن هذا الاتفاق شقا خاصا بشرق السودان وقّع عليه أعضاء من البجا يقول المحتجون إنهم لا يمثلونهم.

وخلال الشهور الأخيرة قبل انقلاب عسكري على حكومة حمدوك في السودان اعتقل فيه جنود معظم أعضاء حكومة السودان يوم الإثنين 25 / 10 / 2021 وأعلن فيه الفريق أول عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد وحل المجلس والحكومة الانتقالية، نظّم البجا احتجاجات وأغلقوا طرقا، وفي أيلول/سبتمبر 2021 أوقفوا صادرات النفط (الذي ينتجه جنوب السودان) لبضعة أيام وأغلقوا ميناء بورتسودان، المنفذ البحري الوحيد للسودان الذي تتم عبره حركة التجارة. كما أغلقوا الطريق المؤدية إلى الخرطوم التي تبعد قرابة ألف كيلومتر عن بورتسودان.

ويقول أحد منظمي الاحتجاج عبد الله أبوشار "عقب إعلان رفضنا للمسار في أيار/مايو، حضر إلى شرق السودان وفد من الحكومة المدنية (آنذاك) برئاسة خالد عمر وزير رئاسة مجلس الوزراء وسلمناه مطالبنا وعلى رأسها إلغاء المسار، ومضت أربعة أشهر ولم تقم الحكومة بأي خطوة، رغم أنها وعدتنا بأن ترد على مذكرتنا بعد أسبوع".

قبائل البجا 10% من سكان السودان

ويشكل البجا حوالى 10% من سكان السودان البالغ عددهم 45 مليونا، وفق آخر إحصاء سكاني رسمي أجري في العام 2008. وينقسمون إلى مجموعتين بحسب اللغة: البداويت والتقراية.

وتتحدث قبائل الهدندوة والأمرار والبشاريين والأشراف وغيرها البداويت. ويعتقد أن لها علاقة باللغة المروية التي كانت تستخدم في مملكة كوش بشمال السودان قبل حوالى أربعة آلاف سنة.

أما لغة التقراية المستخدمة كذلك في شمال وغرب إريتريا، فتتحدثها المجموعة المكونة من قبائل بني عامر والحباب وغيرها والتي يعتقد أن أفرادها هاجروا إلى شرق السودان من شبه الجزيرة العربية.

ويمكن مشاهدة رجال البجا وهم يحملون سكينا معقوفا تسمى محليا "الشوتال" وعصا كذلك معقوفة يسمونها "السفروك"، وذلك للحماية الشخصية. كما يستخدمونها للرقص أثناء احتفالاتهم.

ويؤكد الباحث في تاريخ البجا مختار حسين أن نساء البجا يعشن خلف الأبواب خصوصا في المناطق الريفية حيث "لا تظهر المرأة أمام الغرباء".

 

توزع شعب البيجا في شرق أفريقيا.  Dispersion du peuple Bedja Foto Wikimedia
توزع شعب البيجا في شرق أفريقيا.

 

ولدى البجا نظامهم الخاص لفض المنازعات "القلد"، وهو ملزم لجميع أفراد القبيلة بصرف النظر عن مكان وجودهم عندما يوقّع عليه زعماهم، وفق حسين.

وتقع بين الحين والآخر نزاعات داخلية بين قبائل البجا كان آخرها بين الهدندوة وبني عامر عقب توقيع شخصيات ينتمي بعضها لبني عامر، على اتفاق سلام جوبا عن الإقليم.

وقاد زعيم الهدندوة الاحتجاجات الأخيرة في الإقليم للمطالبة بإلغاء اتفاق السلام الموقع في 2020.

وحملت قبائل البجا السلاح ضد حكومة البشير في الفترة من عام 1994 وحتى 2006 عندما وقعت الحكومة وقتها معها اتفاق سلام في العاصمة الإريترية أسمرا. ووجهت انتقادات لهذه الاتفاقية على أنها "ضعيفة" وفشلت في مخاطبة طموحات البجا.

ويقول أوهاج عيسى من مدينة بورتسودان "خرجنا ضد البشير من أجل المساواة، وهذا ما لم نحصل عليه حتى الآن". أ ف ب 20 / 10 / 2021