غدير مريح - أول عضوة درزية في الكنيست "ضد تطرف نتنياهو ومع المساواة" بين يهود وعرب إسرائيل

تقف غدير كمال مريح في قريتها دالية الكرمل قرب حيفا بثيابها السوداء الأنيقة لتشرح برنامجها الانتخابي أمام مجموعة من النساء الدرزيات اللواتي ارتدين الزي الأسود التقليدي وغطاء الرأس الأبيض، واذ بامرأة بينهن تهتف "نحن نفتخر بك".

وغدير مريح (35 عاما) أول امرأة درزية تدخل الكنيست الإسرائيلي عن حزب أزرق أبيض أو حزب الجنرالات، المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحزبه الليكود اليميني.

انتخبت مريح عضوا في الكنيست في نيسان/أبريل الماضي 2019. لكن تم حل البرلمان بسرعة من قبل رئيس الوزراء بعد عدم تمكنه من تشكيل ائتلاف حكومي.

وتنشط مريح في حملتها الانتخابية استعدادا للانتخابات التشريعية الجديدة التي تُجرى في 17 ايلول /سبتمبر 2019 مع ممثلي الحزب في القرى والمدن العربية.

"إعادة المساواة" بين جميع المواطنين: وحضرت نسوة في دالية الكرمل الواقعة على جبال الكرمل قرب حيفا للاستماع إلى برنامجها الانتخابي. وهي تأمل بالفوز مرة ثانية، ويمنحها موقعها الرقم 25 في القائمة الانتخابية لحزب أزرق أبيض فرصة قوية للنجاح وخصوصا أن استطلاعات الرأي الأخيرة توقعت أن يحصل الحزب على 32 من مقاعد الكنيست.

تقول غدير مريح لفرانس برس في قريتها: "هذه هي الطريقة الوحيدة لتغيير الأمور. لقد حان الوقت لإرسال نتنياهو إلى بيته، والعودة بإسرائيل إلى جادة الصواب"، ففي رأيها أن إسرائيل "أصبحت متطرفة".

وأشارت إلى القانون الذي أقره البرلمان الإسرائيلي في تموز/يوليو 2018 والذي ينص على أن إسرائيل هي "الدولة القومية للشعب اليهودي" وأن اللغة العبرية ستصبح اللغة الرسمية في إسرائيل، بينما ينزع هذه الصفة عن اللغة العربية. ويؤكد الدروز وغيرهم من العرب في  إسرائيل على أن هذا يجعلهم رسميا مواطنين من الدرجة الثانية.

وفي حين يدافع رئيس الوزراء نتنياهو عن هذا القانون بشدة، جعلته غدير مريح قضيتها الرئيسية في الحملة الانتخابية "لإعادة المساواة" إلى نحو 140 ألفا من الدروز وسائر العرب في إسرائيل الذين يقدر عددهم بـ 1,4 مليون نسمة ويتحدرون من 160 ألف فلسطيني بقوا على أراضيهم بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948. ويشكل هؤلاء 20% من السكان ويعانون من التمييز خصوصا في مجالي الوظائف والإسكان.

 

 

غدير مريح أم لطفلين. كانت مذيعة نشرة الأخبار الرئيسية على قناة "مكان" الناطقة بالعربية وصارت مقدمة النشرة الإخبارية الرئيسية باللغة العبرية في التلفزيون الإسرائيلي. تحمل بكالوريوس في العلوم الاجتماعية والتصوير الطبي من جامعة بار إيلان وماجستير في العلاقات الدولية من جامعة حيفا.

وخلال لقائها النسوة في قريتها، انضمت إليها مرشحتان أخريان هما أورنا باربيفاي التي تحمل رتبة جنرال في الجيش الإسرائيلي وبينينا تامانو-شاتا التي كانت أول امرأة من أصل إثيوبي تدخل الكنيست، علما بأنها صحافية ومحامية من قادة الجالية الإثيوبية وخدمت في الجيش في مركز عمليات الجبهة.

تطالب غدير مريح بتسليط الضوء على التنوع في المجتمع الإسرائيلي وتقول: "أنا امرأة وأنا من الأقلية". وتخاطب قاعدتها الانتخابية قائلة: "لم يكن النجاح سهلا، وصدقوني حين أقول لكم إنكم قادرون أيضا على النجاح رغم أنكم أقلية".

وتقول طالبة الحقوق نسرين أبو عسلي  (25عاما) "إنها تمثلني بالكامل، إنها صوت الجيل الجديد". أما طالبة العلوم السياسية يارا زهر الدين (21عاما) فتعلق: "إنها تلهمني، إنها حساسة بشكل خاص للخطاب المتعلق بتكافؤ الفرص".

اختار رئيس الأركان السابق بيني غانتس امرأة درزية في محاولة لاسترضاء الدروز، وهم الوحيدون بين عرب إسرائيل الذين يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية، ويبدون أكثر تأقلما بشكل عام في المجتمع الإسرائيلي من أفراد الديانات الأخرى غير اليهودية. ويبدو أن قدرات المرشحة على الإقناع تعدت النساء الدرزيات، إذ حصلت على مباركة من الزعيم الروحي للدروز الشيخ موفق طريف.

ويقول يسري خيزران المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط السياسي والاجتماعي في الجامعة العبرية بالقدس لفرانس برس إن "كثيرا من الدروز صوتوا لصالح حزب الليكود بقيادة نتنياهو في السنوات الماضية، لكن الأغلبية اختارت غانتس في الانتخابات الأخيرة". ويعتقد أن "التصويت سيكون مماثلا هذه المرة" مضيفا أن "السبب الرئيسي في ذلك هو الإحباط الذي يشعر به الدروز من "خيانة" الدولة عبر إقرارها قانون الدولة القومية". ويؤكد أن "وجود غدير كمال مريح على قائمة الوسط يمثل بلا شك ميزة إضافية". (أ ف ب)