غزة - فلسطينيات مسلمات منقبات يصنعن هدايا عيد الميلاد المسيحي: عرائس وبابا نويل وشجرة الميلاد

الصورة رمزية. تعكف شابات فلسطينيات في قرية "أم النصر" القريبة من معبر بيت حانون "إيريز" شمال قطاع غزة على صنع هدايا عيد الميلاد في مشغل هو الوحيد في القرية.

وأعدت عشرون شابة في جمعية زينة التعاونية وجميعهن منقبات نحو 200 هدية، منها عرائس القماش ونماذج بابا نويل وشجرة عيد الميلاد المصنوعة من خشب الزيتون، لتباع للأجانب والسكان المحليين.

وبين الفتيات سبع يعملن في النجارة، تعلمن كيفية استخدام ماكينات قص الألواح الخشبية قبل كسوتها بالقماش الأبيض والأحمر وتزيينها.

وتلقت الفتيات تدريبا لثلاث سنوات، "تعلمن خلاله صنع هدايا عيد الميلاد وشهر رمضان" بحسب ما تفيد المشرفة على مشغل الخياطة أسماء أبو قايدة.

وقبل عرض الهدايا للبيع يقمن بتغليفها بأكياس نايلون طبع عليها رسم بابا نويل وعلب هدايا كتب عليها باللغتين العربية والإنكليزية "ميلاد مجيد".

وتقول أسماء "نصنع هدايا الكريسماس بحب وإتقان". وتشير إلى أن معظم زبائن المشغل هم من الأجانب العاملين في المؤسسات الدولية في قطاع غزة.

وبحسب أبو قايدة، اشترى معظمهم هدايا عيد الميلاد قبل مغادرة غزة لتمضية إجازة العيد في بلدانهم. ويعيش في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ نحو عقد نحو ألف مسيحي.

 

 

ومنذ سيطرة حركة حماس على القطاع في عام 2007، بات المسيحيون في قطاع غزة محرومين من إضاءة شجرة عيد الميلاد بشكل رسمي في ساحة نصب الجندي المجهول غرب المدينة في احتفال كبير كانت تنظمه بلدية غزة.

يمثل المشغل نافذة لنساء هذه القرية التي يسكنها نحو 6 آلاف نسمة، غالبيتهم من اللاجئين الفلسطينيين. وتضع غالبية النساء في القرية النقاب وذلك التزاما بقواعد الثقافة الموروثة والتي تحرم عليهن الخروج من القرية إلا في حال الطوارئ.

وتقول مديرة المشغل حنين رزق السماك "نساء القرية لا يمكنهن مغادرة بيوتهن بسبب العادات والثقافة الموروثة". وتوضح أن ارتداء النقاب "أمر ضروري وإجباري، لكن مشروع صنع الهدايا منحهن فرصة لإظهار قدراتهن على الإنتاج سواء محليا أو عالميا". كما سمح لبعضهن "بالخروج أحيانا من القرية للمشاركة في المعارض".

وعملت الجمعية على تنظيم معرض لإنتاج العاملات في المشغل قبل نهاية الأسبوع (24 / 12 / 2019)في مقر جمعية الشبان المسيحية في غزة. أ ف ب