غطاء الرأس لا يقتصر على المسلمات والإسلام بل إنه موروث مسيحي ومرتبط بثقافات العالم منذ 2000 سنة

ترتديه الكثيرات من النساء المسلمات يوميا، وترتديه ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في المناسبات التي تقام في الهواء الطلق، ولا يزال غطاء الرأس أيضا جزءا من الملابس التقليدية في دول أوروبية مختلفة.

أغطية الرأس هي أكثر شيوعا من النقاشات الساخنة حول حظر الحجاب في بلدان  مثل النمسا وفرنسا وبلجيكا، وهو ما يوضحه معرض افتتح في 18 تشرين  أول/أكتوبر 2018 في متحف الإثنولوجيا (فيلت ميوزيم) في فيينا. وقال أكسل شتاينمان ،أمين متحف الاثنولوجيا: "في كل مرة ينطق فيها شخص  ما الكلمة (الحجاب) ، ندخل على الفور في نوع من منطقة المعارك، لأنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالإسلام". وأضاف بالقول: "هنا في أوروبا ، يوجد للحجاب تاريخ عمره 2000 عام ، ويرتبط ارتباطا وثيقا بالمسيحية".

صور السيدة العذراء وهي ترتدي غطاء الرأس والراهبات المسيحيات تسلط الضوء على هذا الارتباط في المعرض المستمر حتى 26 شباط/فبراير 2019. كما يشمل المعرض دمى تذكارية أوروبية بأزياء تقليدية ، والتي تظهر أن الرؤوس المغطاة لا ترتبط فقط بالاحتشام الديني ، بل أيضا بمفاهيم الهوية المحلية. وعلى الملصقات السياحية النمساوية التي تعود إلى خمسينات القرن العشرين، تظهر نساء بشرتهن برونزية اللون ترتدين فساتين محلية أو بذلات سباحة، إلى جانب أوشحة تلتف بشكل فضفاض حول الرأس أو معقودة أسفل الذقن. ويظهر ملصق آخر من هذا النوع، من أواخر السبعينيات، فتاة في كوخ بمنطقة جبال الألب ترتدي نوعا من مناديل الرأس "بندانة" التي لا تزال تحظى بشعبية بين المتنزهين من أعمار وطبقات اجتماعية مختلفة.

ومع ذلك ، فإن المتحف لا يخفي أن السبب وراء المعرض هو الجدل حول نساء ذوات جذور في الدول الإسلامية وحول ما ينبغي أو لا ينبغي أن يرتدينه. وفي عام 2017 ، أطلقت سلسلة متاجر "بيبا" النمساوية لمستحضرات التجميل حملة إعلانية تضمنت امرأة شابة ترتدي حجابا إسلاميا.

وسرعان ما سجلت الحسابات الخاصة بسلسلة المتاجر على مواقع التواصل الاجتماعي كما كبيرا من ردود الأفعال السلبية. وعندما دافع مدير متحف "فيلت ميوزيم" كريستيان شيكلغروبر عن الإعلان في  مقابلة، واجه اتهامات بدعم قمع المرأة. وقال شيكلغروبر هذا الأسبوع :"في جميع المجتمعات، هناك العديد من العوامل التي تدخل في قرار ارتداء هذه القطعة من الملابس أو عدم ارتدائها".

وأوضح بالقول: "الأمر يشمل المعتقدات الدينية والتقاليد الثقافية، والأهم من ذلك، التعبير عن التفرد". وصاغت الحكومة اليمينية في النمسا مشروع قانون من شأنه حظر ارتداء الحجاب للفتيات في مراكز الرعاية النهارية والمدارس الابتدائية، بالإضافة إلى الحظر على غطاء الوجه الذي بدأ سريانه منذ عام. وتقول الحكومة إن الإجراء الجديد سوف يحمي حرية الفتيات ويمنع انتشار الإسلام السياسي.

وبدون تقديم إجابة، يطرح المعرض سؤالا حول ما إذا كانت الأوشحة تظلم النساء، وما إذا كانت النساء يرتدين الحجاب للتعبير عن أنفسهن، أو ما إذا كان الحجاب يحميهن من أنظار الرجال. وحاول القائمون على المتحف تهدئة الجدال من خلال عرض العديد من الأوشحة  بأكثر الطرق الممكنة محايدة: تثبيتها على الجدران كقطعة مربعة أو  مستطيلة من القماش ، بدلا من لفها حول رؤوس تماثيل للعرض.

كما اختاروا إظهار الحجاب على نساء يضحكن ويلعبن لا يظهرن بمظهر المضطهدات، بل تظهر عليهن الثقة بالنفس. ويتم أيضا عرض جرعة صحية من الثقة في صور رجال يرتدون عمائم مختلفة وأنواعا أخرى من أقمشة تغطية الرأس، من الجزائر إلى البوسنة ومن منطقة القوقاز إلى جزيرة جاوة.

وعلى الرغم من تركيز المتحف على العادات والثقافات التقليدية ، فإن المعرض يلفت الانتباه أيضا إلى اتجاه "الأزياء المحتشمة" نحو قصات الملابس الطويلة غير الكاشفة التي وصلت إلى سلاسل الملابس الضخمة مثل "إتش آند إم" و"يونيكلو". د ب أ

[embed:render:embedded:node:33181]