كتاب "راهب في الأسر" للأب جاك مراد...هل يمكن محاورة الجهاديين؟

يتحدث الأب جاك مراد، رئيس دير مار اليان، الذي قضى خمسة أشهر في الأسر في سجون تنظيم "الدولة الإسلامية"، في الحوار التالي عن فترة اعتقاله وكيفية تعامله مع إرهابيي داعش.

في كتابه الصادر باللغة الفرنسية تحت عنوان "راهب في الأسر" يروي الأب جاك مراد، رئيس دير مار اليان، قصة اختطفه واعتقاله من قبل مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في عام 2015 في مدينة الرقة، حيث بقي رهينة لعدة أشهر قبل أن يتسنى له الهروب في ظروف غامضة.

 

وعلى الرغم من تجربة احتجازه كرهينة ما يزال الأب جاك مراد يشدد على ضرورة الحوار مع الجهاديين، إذا قال في حوار سابق:

"أشدد على ضرورة التحاور مع الجهاديين بسبب تلك التجربة، إن صحّ التعبير وليس على الرغم. لقد رأيت الجهاديين عن قرب، حتّى معهم، علينا التحدّث. تجربتي كرهينة كانت مروعة، بالطبع، ولكنها كانت مناسبة للتواجد مع هؤلاء الأشخاص الذين نعتبرهم شياطين. فالعديد منهم، وعلى الرغم من استخدامهم العنف، أظهروا إنسانية مُذهلة، مدركين أننا أيضا بشر. فمثلا، كان أحد حراس السجن يعاملني بسوء شديد لدى وصولي. ولكني لم أكن أجيب أبدا على إهاناته لي وتسلطه، فتغيّرت تصرفاته شيئا فشيئا. وبعد 15 يوما، كان يأتي إلي ليسألني ما إذا كنت بحاجة إلى أي شيء.

لقد تحاورت مرارا مع زعماء جهاديين. وقد عرض لي زعيم الدولة الإسلامية في سوريا، بشكل خاص، رأيه حول الحرب الدائرة. لم يعتبر نفسه كمعتدي، بل شدد على أنّه يريد الدفاع عن الشعب ضد النظام الديكتاتوري للرئيس الأسد، على حد قوله، واعتماد الإسلام. كما قال لي إنّه يرى المسيحيين كالصليبيين. فأجبته بأنّ مسيحيي الشرق لا علاقة لهم بالصليبيين. ونحن في هذه البلاد من قبل بروز الإسلام، ونحبها. ولا نخدم مصالح خارجية. وقد أصغى إلي بانتباه تام، وآمل أن أكون قد ساعدت في تغيير تلك الأحكام المسبقة."

 

 

 

 

المزيد من المقالات التحليلية من موقع قنطرة:

تعدد الأديان والطوائف في العراق - حوار مع الخبير سعد سلوم

الانتقام لا يؤسس لدولة القانون والعدالة

حوار مع الباحث الألماني المرموق أودو شتاينباخ

التطبيع مع العنف وموت السياسة في العالم العربي

ضعف الوعي بالحقوق الإنسانية والحريات الأساسية بين النخب

رغم الاستبداد والتطرف الديني...توق العرب والمسلمين الى الحرية وتحقيق الديمقراطية