خبيرة في العفو الدولية: مقاطعة مونديال قطر ستؤدي لانتكاسة في حقوق الإنسان

بعد دعوات لمقاطعة بطولة كأس العالم 2022 في قطر بسبب "انتهاكات لحقوق العمال" أكدت منظمة العفو الدولية أنها لم تدع إلى المقاطعة، خوفاً من أن تؤدي إلى تراجع في إجراء إصلاحات في حقوق الإنسان وتحسين أوضاع العمال.

قالت منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان إنها تعارض فكرة مقاطعة بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر. وكانت جمعيات حقوقية ورابطات تشجيع لكرة القدم دعت إلى مقاطعة البطولة، ويرجع ذلك أساساً إلى معاملة العمال المغتربين في البلاد.

وشهدت الآونة الأخيرة تكثيفاً لهذه الدعوات بعدما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية أن 6500 عاملاً مغتربا ينتمون إلى خمس دول آسيوية لقوا حتفهم في قطر منذ بدء الاستعدادات لاستضافة مونديال 2022 عقب فوز قطر بحق الاستضافة في 2010 وحتى الآن.

ولكن ريغينا سبوتل، الخبيرة بمنظمة العفو الدولية، ذكرت في بيان نشر على موقع "واتسون. دي" اليوم الخميس (18 آذار/مارس 2021): "هناك تقدم، والمقاطعة ستعيد كل شيء إلى الوراء عدة سنوات... منظمة العفو الدولية لم تطالب أبداً بالمقاطعة".

وأضافت: "منظمة العفو الدولية تعتمد على الكشف عن المظالم وإبرازها والدخول في حوار مع جميع المعنيين. وأظهرت قطر نفسها مستعدة للحوار وشرعت في إجراء إصلاحات". وكانت المنظمة قد دعت قطر إلى تحقيق مستقل بشأن وفاة العمال المهاجرين. ورغم أن سبوتل تفترض أن الرقم 6500 (لعدد الوفيات) صحيح، إلا أنها قالت إنه "من الصعب جداً التحقق من الوفيات التي حدثت في إطار أعمال كأس العالم والأسباب التي أدت إليها".

وتقول منظمات لحقوق الإنسان وحقوق العمال إن قطر أجرت بعض التحسينات في مجال حقوق العمال من خلال بعض الإصلاحات، رغم الحاجة لمزيد من التحسينات. وحثت سبوتل اللاعبين والمسؤولين الرياضيين والاتحادات على تناول المشاكل (الخاصة بحقوق العمال) مع محاوريهم في قطر، مشيرة إلى إمكانية أن تصبح قطر بذلك نموذجاً يحتذى به لدول أخرى في المنطقة. وقالت سبوتل "كرة القدم ظاهرة عالمية. يمكنها بناء الجسور والمساهمة في تحسين أوضاع العمال.

فيفا: مونديال الأندية شهادة نجاح لقطر

ومع إسدال الستار على فعاليات النسخة السابعة عشرة من بطولة كأس العالم للأندية في نهاية شهر فبراير الحالي، منحت هه البطولة شهادة نجاح جديدة للمنظمين في قطر وشهادة تأهيل لاستضافة مونديال 2022، وسط هذه الظروف الاستثنائية الناجمة عن تفاقم أزمة كورونا حول العالم.

وفي هذا السياق علن في ختام البطولة، ناصر الخاطر الرئيس التنفيذي للجنة المحلية المنظمة لبطولة كأس العالم للأندية 2020 في قطر، أن بلاده "فخورة" باستضافة بطولة عالمية عريقة وسط تحديات فرضتها الجائحة العالمية، وتابع: "نجحنا في البناء على تجربتنا المميزة في استضافة نسخة 2019 من البطولة، لنثبت مجددا كفاءة عالية في تنظيم بطولة عالمية أخرى وفق أعلى المستويات، رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم".

وأقيمت البطولة في الدوحة للنسخة الثانية على التوالي، ولكنها أقيمت هذه المرة بحضور عدد محدود من المشجعين التزاما بتوصيات وزارة الصحة العامة في الدولة للوقاية من مرض كوفيد- 19 الناتج عن الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد.

تدابير صارمة

وحازت استعدادات قطر وما رافقها من تدابير صارمة لاستضافة مونديال الأندية، على تقدير مجتمع كرة القدم في العالم، والذي أشاد بالجاهزية التّامة للدوحة التي مكّنتها من تحقيق استضافة ناجحة أخرى، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني للجنة المنظمة لبطولة العالم لكرة القدم 2022 والمقررة في قطر بعد أقل من عامين.

وكانت بطولة كأس العالم للأندية من الخطوات المهمة على طريق استعدادات المنظمين في قطر لاستضافة مونديال 2022.

وجرت منافسات مونديال الأندية 2020 على اثنين من ملاعب مونديال 2022؛ وهما استاد "أحمد بن علي" في الريّان والذي افتتح في كانون أول/ديسمبر الماضي، واستاد "المدينة التعليمية".

المصدر: (أ ف ب، د ب أ)