ويشرح حداد أن بإمكان الحكومة الحالية الالتفاف على كثير من الأمور وتمرير قرارات، لكنه يوضح "إذا ما واجهوا مشاكل حقيقية وبدأنا نشاهد الحكومة كبطة عرجاء، ربما حينها ستقرر الأطراف المتصارعة الدخول في مفاوضات حقيقية".

كل الخبراء الثلاثة الذين تحدثت معهم دويتشه فيله يتفقون على أن المأزق أو الجمود السياسي سينتهي على الأرجح بحل وسط من نوع ما. وحول الدعوات لإعادة الانتخابات بسبب الجمود السياسي قال جياد إن هذا يثير المزيد من حالة عدم اليقين أما التوصل إلى حل وسط فربما "ستستمر كل الأطراف بادعاء فوزها وتمسكها بمبادئها وإعلان نصرها في جوانب معينة".
أين العراق من الديمقراطية؟
النقاش حول إن كان العراق ديمقراطيا أم لا مستمر. كثير من الباحثين السياسيين حول العالم وكذلك المواقع التي تدرس النظم الديمقراطية ومن بينها بولتي تصنف العراق على أنه ديمقراطي. بينما ترى منظمات أخرى مثل "فريدم هاوس" أن العراق "ليس حرا". فيما يذهب مؤشر مجلة إيكونومست للديمقراطية إلى أن العراق "سلطوي". فنار حداد من جامعة كوبنهاغن يقول "لن أتردد في قول إن العراق لا يمتلك ديمقراطية كاملة"، موضحا أن هناك العديد من العوامل التي تحول دون ازدهار الديمقراطية، بما في ذلك "ضعف سيادة القانون والإفلات من العقاب الذي تمارسه الطبقات السياسية والعناصر المسلحة".
أما الأمر الديمقراطي الوحيد القائم في العراق فهو إجراء انتخابات ديمقراطية، واختتم حداد بالقول إن الجمود السياسي الحالي، يظهر أن "التصويت يلعب دورا محدودا للغاية في إملاء سياسة الحكومة أو تشكيل الحكومة، وأعتقد أن ذلك يقلل من أهلية العراق لأن يُطلق عليه لقب ديمقراطي".
كاثرين شير
ترجمة: ع.خ
حقوق النشر: دويتشه فيله 2022
المزيد من المقالات حول العراق
كتاب "الحرية القاتلة" - العراق...جنة عدن لا تجف