إغلاق المسجد الأقصى بسبب كورونا للمرة الأولى منذ الحروب الصليبية

"لهزيمة كورونا يجب العثور على المرضى وحاملي الفيروس ومن خالطوهم وعزلهم جميعا"
"لهزيمة كورونا يجب العثور على المرضى وحاملي الفيروس ومن خالطوهم وعزلهم جميعا"

جرّاء وباء كورونا إغلاق "مؤقت" للمسجد الأقصى وخلو ممرات كنيسة القيامة من الزائرين وفرض السلطة الفلسطينية الحجر الإلزامي العام، وعروسان فلسطينيان في الضفة يتحديان كورونا ويتزوجان بالكمامات. ومخاوف من عاصفة هوجاء وكارثة إذا انتشر الفيروس في اليمن. وفرض العراق حظر التجول. وإعلان تونس جزيرة جربة السياحية بؤرة إصابات بكورونا. وتأكيد سوريا "أول إصابة". ومسؤول كبير بمنظمة الصحة يقول إن الإغلاق العام لا يكفي لهزيمة فيروس كورونا بل يجب العثور على المرضى ومن يحملون الفيروس وعزلهم والعثور على من خالطوهم وعزلهم.

أعلن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس الأحد 22 / 03 / 2020 تعليق حضور المصلين للمسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة لفترة مؤقتة تبدأ من صلاة فجر الإثنين، في خطوة تهدف إلى الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وقال المجلس في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه إن القرار اتّخذ خلال "جلسة طارئة" استجابة "لتوصيات المرجعيات الدينية والطبية المختصة".

وأحصت إسرائيل 945 إصابة بالفيروس، مقابل 57 إصابة في الضفة الغربية المحتلة وإصابتين في قطاع غزة.

فلسطين

إغلاق "مؤقت" للمسجد الأقصى جرّاء كورونا المستجد

وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أعلنت قبل نحو أسبوع إغلاق المصليات المسقوفة داخل الحرم الشريف "كإجراء وقائي" لمنع انتشار فيروس كورونا.

ويقع المسجد الأقصى في صلب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل الموقع الذي تتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن.

وأكد المجلس الذي يعمل تحت مظلة وزارة الأوقاف الأردنية على استمرار رفع الأذان في المسجد في جميع الصلوات.

ويسمح للعاملين في المسجد وحراسه وفق البيان ممارسة أعمالهم كالمعتاد، وأن يؤدوا الصلوات في الساحات الخارجية مع مراعاة الإرشادات الصحية.

وشهد المسجد الجمعة الماضية أداء نحو 300 مصل فقط للصلاة في ساحاته، في حين يشارك عادة نحو 30 ألفا في صلاة الجمعة.

والتزم المصلون بالقيود التي وضعتها دائرة الأوقاف الإسلامية والتي تشمل الإبقاء على مسافة كافية بين كل مصل واستخدام المعقمات وغيرها من التدابير.

ويعتبر المسجد الأقصى أحد ثلاثة مواقع مقدّسة بالنسبة للمسلمين، في حين يشير إليه اليهود على أنه جبل الهيكل حيث موقع المعبدين من عهد التوراة ويعتبر أكثر الأماكن الدينية قدسية لديهم.

ويشهد المسجد بين الحين والآخر توترات بين المصلين والشرطة الإسرائيلية بسبب رف الفلسطينيين دخول اليهود إليه، معتبرين هذه الخطوة استفزازا لمشاعرهم.

ويخشى الفلسطينيون محاولة إسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول المسجد الأقصى في أي وقت، في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في أوقات محددة وبدون الصلاة فيه.

ويقع المسجد في القدس الشرقية التي احتلها إسرائيل في العام 1967، بعدما كانت تخضع للسيادة الأردنية كسائر مدن الضفة الغربية قبل احتلالها، وضمّتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

 

 

ممرات كنيسة القيامة تخلو من الزائرين على غير العادة

وترددت الترانيم يوم الأحد 22 / 03 / 2020 في ممرات وغرف صلاة شبه خاوية بكنيسة القيامة بالقدس بعدما قيدت الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا الحضور إلى المكان.

وتناقض الحضور الهزيل مع حشود المسيحيين الزائرين الذين كانوا يتوافدون عادة على الكنيسة في الأيام السابقة لعطلة عيد الفصح.

وقال كبير الأساقفة بيرباتيستا بيزابيلا "عادة في يوم الأحد بالصوم الكبير يتجمع أبناء الكنيسة بالقدس جميعهم هنا في كنيسة القيامة ويصلي الجميع ونتحد".

وأضاف: "الآن لا نستطيع إقامة احتفالات لذلك نقيم احتفالا محدودا للغاية، صغير للغاية وبسيط. هذا مؤلم لنا". وقالت الكنيسة الواقعة داخل أسوار مدينة القدس القديمة إنه يتعين على المصلين عدم الدخول في مجموعات تضم أكثر من 10 أشخاص والإبقاء على مسافة مترين على الأقل بين كل شخص والآخر.

تسجيل أول حالتي إصابة بكورونا في غزة وقيود جديدة بالضفة الغربية 

أول حالتي إصابة مؤكدتين بفيروس كورونا في قطاع غزة. الحكومة الفلسطينية تأمر السكان في الضفة بالبقاء في المنزل. إغلاق المعابر الحدودية في غزة والضفة الغربية 

سجل قطاع غزة المكتظ بالسكان أول حالتي إصابة بفيروس كورونا وصدرت أوامر للسكان بالضفة الغربية المحتلة بالبقاء في المنازل يوم الأحد 22 مارس / آذار 2020 حيث يحاول المسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني الحد من تفشي الفيروس.

وأثبتت التحاليل الطبية إصابة فلسطينيين، أحدهما عمره 79 عاما والآخر عمره 63 عاما، بالفيروس بعد أن عادا من باكستان ودخلا غزة عن طريق مصر في ساعة متأخرة من مساء السبت.

وقال المسؤولون إن المريضين، اللذين قالت السلطات في بادئ الأمر إنهما في الثلاثينيات من العمر، في حالة مستقرة بمنطقة حجر صحي في بلدة رفح الحدودية.

وقال سلامة معروف رئيس مكتب الصحافة الحكومي في غزة "الحمد لله أن دائرة المخالطة مع المصابين لم تكن كبيرة، وكل من تخالط معهما تم حجره وأخذ عينات للفحص".

وأُغلقت المدارس والأسواق العامة وقاعات المناسبات في غزة خلال الأسبوعين الأخيرين للحد من خطر انتشار كورونا. وحثت السلطات الدينية الإسلامية في غزة والضفة الغربية المواطنين على الصلاة في منازلهم بدلا من المساجد، وعدم إقامة مجالس العزاء التقليدية في منازل الأقارب في حالة حدوث وفيات.

ورصدت وزارة الصحة الفلسطينية 59 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في الضفة الغربية، بينما يبلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة في إسرائيل 945، وحالة وفاة واحدة.

ويعيش زهاء مليوني نسمة في قطاع غزة الساحلي الذي تبلغ مساحته 375 كيلومترا مربعا. ويقول خبراء الصحة إن العدوى قد تنتشر بسرعة بين السكان الذين يعيشون قريبا جدا من بعضهم خاصة مع شح الإمدادات الطبية.

ويتسبب حصار إسرائيلي وقيود تفرضها مصر في الحد من الحركة عبر حدود القطاع منذ سنوات وسط مخاوف أمنية بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة عام 2007.

وفي الضفة الغربية، أمرت الحكومة الفلسطينية السكان بالبقاء في منازلهم لمدة أسبوعين في محاولة لإبطاء انتشار الفيروس.

وتقرر استثناء العاملين في المجال الطبي والصيادلة وأصحاب محلات البقالة والخبازين. وقال مسؤول فلسطيني إنه سيُسمح للسكان بشراء الطعام.

وقالت السلطات الإسرائيلية السبت 21 / 03 / 2020 إنها أغلقت الحدود مع غزة والضفة الغربية المحتلة أمام الحركة التجارية وإن كان سيُسمح لبعض المرضى والعاملين في المجال الإنساني بالعبور.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن القادمين إلى غزة عبر رفح أو من معبر إيريز الإسرائيلي منذ 15 مارس / آذار 2020 وُضعوا قيد الحجر الصحي في منشآت مخصصة لذلك، مما يرفع عدد من تم عزلهم إلى 1287. وهناك 2017 شخصا آخرين في حجر صحي منزلي.

وفي الضفة الغربية، يخضع أكثر من 9900 شخص لحجر صحي إما في منازلهم أو في منشآت أخرى.

 

 

السلطة الفلسطينية تفرض "حجرا إلزاميا" لاحتواء كوفيد-19 

أمرت السلطة الفلسطينية المواطنين بالتزام منازلهم اعتبارا من الأحد 22 / 03 / 2020 في إطار "حجر إلزامي" يأتي ضمن سلسلة جديدة من الإجراءات لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد بعدما أحصت الضفة الغربية وقطاع غزة 59 إصابة.

وتأتي هذه الإجراءات التي أعلن عنها رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال مؤتمر صحافي ضمن إطار المرسوم الرئاسي الخاص بحالة الطوارئ وتستمر لمدة 14 يوما، وقال اشتية: "يمنع خروج جميع المواطنين من منازلهم تنفيذا للحجر الإلزامي، بدءا من الساعة العاشرة ليلا باستثناء العاملين في المرافق الصحية".

ويستثني قرار المنع الصيدليات والمخابز ومحال البقالة. وفي مدينة رام الله، خرج الأهالي للتسوّق عقب الإعلان وشاهد مراسل فرانس برس طوابير طويلة في المتاجر بينما تهافت الناس على الشراء بكميات كبيرة. ويمنع على الفلسطينيين التنقل بين المحافظات والوصول من القرى والمخيمات إلى مراكز المدن.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الأحد إصابة ستة فلسطينيين بالفيروس ليرتفع إجمالي عدد الإصابات إلى 59، بينها إصابتان في قطاع غزة المحاصر. وسجلت الأراضي الفلسطينية تعافي 17 مصابا بالفيروس. وبحسب اشتية "كل من يخالف هذه الإجراءات يعرّض نفسه لقانون العقوبات".

وتشمل الإجراءات المعلنة أيضا وضع جميع القادمين من الخارج إلى الأراضي الفلسطينية في الحجر الصحي الإلزامي لمدة 14 يوما. وأعلن اشتية منع العمال الفلسطينيين من مواصلة أعمالهم في "المستعمرات الإسرائيلية".

كما طالب رئيس الوزراء "أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948 بعدم التنقل بين الأراضي الفلسطينية". وحمل اشتية السلطات الإسرائيلية "كقوة قائمة بالاحتلال" المسؤولية عن سلامة الفلسطينيين القاطنين في مدينة القدس.  واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في العام 1967 وضمتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها القانون الدولي. 

وحمّل رئيس الوزراء "دولة الاحتلال" مسؤولية رعاية الأسرى في السجون الإسرائيلية، مطالبا بـ"الإفراج الفوري عنهم وخاصة المرضى والأطفال والنساء منهم". وأكد اشتية خلال المؤتمر الصحافي توفّر المواد التموينية في الأسواق.

وسجل قطاع غزة فجر الأحد أول إصابتين لرجلين عائدين من باكستان، وصفت حالتهما بالمستقرة. من جهتها، دعت وزارة الأوقاف في قطاع غزة الأحد المواطنين للصلاة في منازلهم. كما أعلنت الشرطة التابعة لحركة حماس التي تدير القطاع عن جملة إجراءات لتجنّب انتشار الفيروس.

وتشمل الإجراءات التي سيتم تطبيقها لمدة أسبوع إغلاق جميع المؤسسات التعليمية، إلى جانب الأسواق الشعبية الأسبوعية وقاعات الأفراح والمقاهي والمطاعم. كما منعت الشرطة التجمعات بما فيها حفلات الزفاف وبيوت العزاء.

وأعلنت السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع الجانبين الإسرائيلي والأردني إغلاق المعبر الوحيد الذي يربط الضفة الغربية مع العالم الخارجي، وهو جسر الملك حسين، ومنعت الخروج منه فيما تفرض قيوداً على الواصلين عبره.

وتقوم السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي بالتنسيق المشترك في ما يخص مواجهة الفيروس، إذ أعلنت وزارة الصحة الاسرائيلية الأحد ارتفاع عدد الحالات المصابة في إسرائيل ليصل إلى 945 حالة.

عروسان فلسطينيان في الضفة الغربية يتحديان كورونا ويتزوجان بالكمامات

وعلى الرغم من أنهما يعيشان في الضفة الغربية المحتلة، المغلقة بسبب المخاوف المتعلقة بنفشي فيروس كورونا المستجد، قرر الفلسطينيان عماد شرف وبراء العمارنة أن يتحديا الخوف ويتزوجا في هذه الظروف.

وفي مشهد غير مألوف ارتدت العروس ثوبها الأبيض مع كمامة وقفاز حماية من فيروس كورونا بلون الفستان. ووضع العريس مثلها وإن كان قفازه بلون حُلته.

وقال العريس إنه كان قلقا بخصوص إقامة زفافه الآن لكن أصدقاءه على وسائل التواصل الاجتماعي شجعوه. وقال العريس عماد شرف: "والله إحنا ما حبيناش نؤجل العرس، نظل مكملين فيه، سواء الظروف كانت هيك أو أفضل. حبينا نمشي خطوة يعني غريبة شوي ما نكملش على العادات والتقاليد ومنه بنعمل خطوة توعوية للمجتمع".

وأضاف: "وكان الشعور أول شي مخيف نوعا ما، بس بعد ما شفت التشجيع على السوشيال ميديا وهيك حسيت إنه هذه الخطوة الصح". وانتقل العروسان إلى قاعة زفاف شبه خالية، واضطرا إلى المرور عبر نقاط تفتيش مختلفة تحت أمطار غزيرة.

 

 

وقالت نجمة شعيبات، قريبة العروس: "إنه الوضع مش سهل بصراحة خاصة على أهل العرسان سواء العروس والعريس. يعني ربنا يهونها عليهم يعني أول شي الواحد بيستنى ابنه يوم بيوم والواحدة بتستنى فرحة بنتها والعروس بتستنى فرحتها. كل هذا طبعا تأخر وتغير في زمن الكورونا. وضع الكورونا في البلد مش طبيعي ... كثير تعبنا لطلعنا مخيم الدهيشة".

وقال يوسف شرف، والد العريس: "طبعا الكل ما بيصدق يجوز ابنه يسوي أكبر فرحة طبعا بس الوضع واحد بده بمشي على الإرشادات أهم شي لأنه الوضع مش سهل أخدنا بنصائح وزارة الصحة شايف، ومن تعقيم، من كفات ايدين (قفازات)شي زي هيك والتجمعات حولنا قد إيش بنقدر نسوي مسافات وشي زي هيك".

ودفع الخوف من تفشي فيروس كورونا المستجد الحكومات إلى تعليق رحلات الطيران وإلغاء التجمعات والمناسبات العامة وإغلاق المساجد والكنائس، إضافة إلى فرض إغلاق تام على بعض المدن حول العالم.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إنه تم اكتشاف 52 حالة في الضفة الغربية ، وقد تعافت 17 حالة منها. 

اليمن

وزارة الأوقاف اليمنية تعلن تعليق صلاة الجمعة والجماعة في المساجد

أعلنت وزارة الأوقاف في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، يوم السبت صنعاء 21 آذار/مارس 2020 تعليق إقامة صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، حتى إشعار آخر وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد(كوفيد19-).

وقالت الوزارة في بيان صحفي، إنها قررت أيضاً إيقاف جميع حلقات التحفيظ، ومدارس ودور تحفيظ القرآن الكريم، ومنع إقامة أية محاضرات أو دروس أو حلقات علمية في المساجد أو خارج المساجد حفاظاً على المجتمع من تداعيات الفيروس.

وأشارت الوزارة إلى أن هذه الإجراءات الاحترازية تأتي نظراً لما يمر به العالم من جائحة فيروس كورونا السريع الانتشار، وكذلك حرص الشريعة الإسلامية على الحفاظ على أرواح الناس ودفع أي خطر عنها بأي وسيلة. ودعت وزارة الأوقاف والإرشاد الجميع الى اتباع وسائل وإجراءات السلامة

والبقاء في البيوت، والتقيد بتوجيهات الأطباء المختصين، وتعليمات وزارة الصحة العامة والسكان، ومنظمة الصحة العالمية لما فيه من مصلحة الجميع.

وفي الأيام الماضية، أعلنت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي تعليق كافة الرحلات الجوية من وإلى اليمن، وإغلاق المنافذ البرية باستثناء حركة الشحن التجاري و الإنساني، إلى جانب تعليق المدراس و الجامعات.

جدير بالذكر أن اليمن لم يعلن حتى اليوم تسجيل أي حالات إصابة بهذا الفيروس.

بعد معاناة طويلة مع الجوع والحرب - اليمن يستعد لمواجهة فيروس كورونا

ليس هناك حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في حتى هذه اللحظة. افتتاح مصنع للكمامات بصنعاء. منظمة الصحة العالمية: الفيروس سيكون عاصفة هوجاء لكارثة في البلاد. نظام الرعاية الصحية مُدمر والسكان عُرضة للخطر. 

 في مصنع مهجور منذ فترة طويلة بالعاصمة اليمنية صنعاء تنحني نحو 20 امرأة على ماكينات خياطة لحياكة كمامات لسكان البلد الذي أوهنته سنوات الحرب والجوع ويستعد الآن لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

وعلى الرغم من عدم رصد أي حالة إصابة مؤكدة بالمرض في اليمن حتى الآن فإن عبد الإله شيبان، مدير المصنع الذي افتُتح قبل ثلاثة أيام فقط يتأهب لوصول فيروس كوفيد-19.

وقال شيبان: "اللي دفعنا هو الحاجة، فيروس كورونا بيدق كل أبواب العالم، اليمن بلد محاصر ويتعرض لعدوان، إمكانياته ومنشآته تعمل بأقل قدر ممكن من قدراتها الإنتاجية. وكما رأيتم في المعمل، المعمل هو مخصص لإنتاج أعمال خياطة وملابس ومستلزمات أخرى غير الكمامات، الكمامات لا تُنتج إلا في خطوط إنتاجية متخصصة نوعية".

وأودى الصراع المستعر منذ خمس سنوات بحياة أكثر من مئة ألف شخص وأطلق العنان لأزمة إنسانية تسببت في وفاة عديد من الأشخاص الآخرين.

 

 

وينذر دمار البنية التحتية للرعاية الصحية في اليمن وحالة الوهن الفعلي لسكانه بإمكانية تفشي الفيروس سريعا في حالة وصوله إلى البلاد.

وقال ألطف موساني ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن "ستكون عاصفة هوجاء لكارثة لو دخل هذا الفيروس (إلى اليمن)".

وتنتشر الكوليرا وحمى الدنج والملاريا كما أن مرافق الصرف الصحي سيئة، ويعتمد حوالي 80 في المئة من اليمنيين على المساعدات الإنسانية بينما يعيش ملايين على شفا المجاعة، وهو ما يجعلهم عرضة لأشكال أخرى من الأمراض.

ويغرق اليمن في أتون صراع منذ أن أطاحت جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران، بالحكومة من صنعاء أواخر عام 2014. ثم تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في محاولة لإعادة الحكومة للسلطة، لكن الحوثيين لا يزالون يسيطرون على المراكز الحضرية الكبرى في البلاد.

وفي أنحاء البلد المنقسم، يشدد اليمن إجراءاته لاحتواء فيروس كورونا والتخفيف من آثاره في حالة رصده، بما في ذلك فحص وتتبع الوافدين.

وأدى الإقبال على شراء الكمامات نتيجة زيادة وعي الناس في صنعاء بالمرض إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير.

وقال صيدلي في المدينة يدعى محمد عجلان "والله إقبال الناس على شراء الكمامات خيرات وكثير، لذلك يعني في الوقت الحالي قطعوا الكمامات مهلهاش (خلصت) يعني ويتاجروا فيها ولذلك بننصح بقية الصيادلة على الرفق بالمواطنين. لأنه كانت الحبة (الكمامة) بعشرين ريال الآن الحبة يبيعوها بمئة ريال، الكمامات التيام 95 تُباع بألف، لذلك الرفق بالمواطنين وتوفير الكمامات، بالرغم انها متوفرة من جميع المحلات عند التجار بس يعني خازنين لها علشان لو ارتفعت، الباكيت كان بأربعمئة ريال الآن الباكيت بألف و500 ريال".

ولدى اليمن حاليا قدرة على إجراء بضع مئات من الاختبارات للتأكد من الإصابة بالفيروس في مراكز بصنعاء وعدن. وقال موساني، ممثل منظمة الصحة العالمية، إن مزيدا من الأجهزة في الطريق حتى يمكن اختبار بضعة آلاف من الأشخاص.

وقالت السلطات الحوثية يوم الإثنين إنها أغلقت الحدود البرية مع مناطق تخضع لسيطرة الحكومة في اليمن لمدة أسبوعين باستثناء حركة البضائع. والأسبوع الماضي منعوا طائرات الأمم المتحدة من الهبوط في مطار صنعاء، وهي الطائرات الوحيدة التي سمح لها التحالف الذي تقوده السعودية بالمرور حيث يسيطر على المجال الجوي.

وأفاد تقرير أعدته منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان ومقرها نيويورك ومنظمة مواطنة اليمنية لحقوق الإنسان بأن القصف والضربات الجوية أضرت بالمستشفيات كما احتلت الأطراف المتحاربة منشآت طبية واعتدت على العاملين في مجال الرعاية الصحية.

ويقول موساني إن النظام الصحي الهش يعمل بنحو نصف طاقته وظهور فيروس كورونا سوف "يزيد الضغط عليه بشكل بالغ".

ومع ذلك يرى عامل من صنعاء يدعى أحمد عبد الكريم أن كورونا مجرد خطر آخر يُضاف لمخاطر عديدة يعاني منها اليمنيون. وقال: "بالنسبة لمرض كورونا منتشر بشكل فظيع بالعالم، بالنسبة لنا اليمنيين ما عاد نخافش من المرض هذا لأنه من الله سبحانه وتعالى، قد إحنا نموت من القصف يوميا ضرب فوقنا (قصف)، خلاص، بالنسبة لأمر الله مقبول لكن القصف فوقنا بنموت يوميا".

العراق

فرض حظر التجول في عموم العراق حتى 28 آذار/مارس 2020

وأعلنت السلطات العراقية في بيان الأحد 22 / 03 / 2020 فرض حظر للتجول في عموم محافظات البلاد التي تمتلك نظاماً صحياً متهالكاً، بعد وفاة 20 شخصاً جراء فيروس كورونا المستجد، وتواصل ارتفاع أعداد المصابين به.

وكانت نصف محافظات العراق الـ18 خاضعة لحظر تجول منذ الثلاثاء الماضي، غير أن خلية الأزمة التي ترأسها وزارة الصحة قررت منع الحركة في عموم البلاد.

وأعلنت وزارة الصحة أن عدد المصابين بالفيروس حتى الآن هو 233 شخصاً. لكن هذه الأرقام قد تكون أقل من الإصابات الموجودة الفعلية إذ إنّ أقل من ألفي شخص من أصل 40 مليوناً خضعوا للفحص في أنحاء العراق، المجاور لإيران التي حصد فيها الفيروس أرواح نحو 1700 شخص.

وسعياً لتجنّب تفشي المرض، سيّرت القوات الأمنية العراقية دوريات على طول الحدود مع الجمهورية الإسلامية لمنع العبور غير الشرعي بين البلدين اللذين أغلقا الحدود بينهما رسمياً منذ شهر. وسيتواصل إغلاق المدارس والجامعات وكافة مطارات البلاد حتى 28 آذار/مارس 2020، بحسب القرار الجديد.

وتتخذ السلطات العراقية إجراءات مشددة بهدف منع انتشار الوباء خصوصا في العتبات المقدسة لدى الشيعة، خصوصاً مع المخاوف في بلد يعاني نقصاً مزمناً في المعدات الطبية والأدوية والمستشفيات.

 

 

وأعلن المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني قبل أيام، وقف إقامة صلوات الجماعة في المساجد والالتزام بمنع التجمعات، معتبراً أن الحرب على فيروس كورونا "واجب كفائي". لكن ذلك لم يثنِ كثيرين. خصوصاً أن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر دعا أنصاره إلى إحياء زيارة لأحد أئمة الشيعة السبت 21 / 03 / 2020، ثم "التزام القواعد الطبية والصحية".

وبعث وزير الصحة جعفر علاوي برسالة إلى الصدر دعاه فيها إلى دعوة أنصاره الالتزام بالتعليمات الصادرة عن السلطات. وسبق لعلاوي أن أبدى قلقاً كبيراً حيال النظام الصحي العراقي، قائلاً في مقابلة مع إحدى الشخصيات الدينية الشيعية إن العراق لن يتمكن من مقاومة الجائحة.

تونس

الصحة التونسية تعلن جزيرة جربة السياحية بؤرة إصابات بكورونا

أعلنت وزارة الصحة في تونس يوم الأحد تونس 22 آذار/مارس 2020 اعتبار جزيرة جربة السياحية جنوب البلاد بؤرة إصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). وقالت رئيس المرصد الوطني للأمراض الجديدة نصاف بن علية، في مؤتمر صحفي يوم الأحد 22 / 03 / 2020، إن عددا من المشتبه بإصابتهم بالفيروس لم يمتثلوا للحجر الصحي الذاتي فور قدومهم من الخارج ما تسبب في العدوى بين القريبين منهم. وأوضحت بن علية أنه سيجري فرض قيود أكثر على حركة التنقل في الجزيرة للتقصي بشأن الحالات المخالطة والتكفل بالمصابين وعزلهم صحيا.

ولم تقدم بن علية أرقاما محددة في الجزيرة غير أن إجمالي المصابين في البلاد ارتفع اليوم إلى 75 إصابة مؤكدة بالفيروس مع الإعلان عن 15 اصابة جديدة يوم الأحد.

 

 

وتعتبر جزيرة جربة من أشهر المنتجعات السياحية في حوض المتوسط، وكان نحو 13 ألف أجنبي أغلبهم من السياح الألمان والفرنسيين تم إجلاؤهم من تونس من بينهم من أقاموا في فنادق بالجزيرة. وبدأت يوم الأحد إجراءات الحجر الصحي العام في كامل أنحاء البلاد في مسعى لمنع تمدد الفيروس بين الولايات.

سوريا

قال وزير الصحة السوري إن سوريا تؤكد "أول حالة" إصابة بفيروس كورونا.

الجزائر

ارتفاع وفيات كورونا بالجزائر إلى 17 والمصابين إلى 201

شفاء 23 حالة بكورونا في الجزائر و340 حالة مشتبه بها

وكشف جمال فورار الناطق الرسمي باسم اللجنة العلمية لمتابعة وباء كورونا في الجزائر يوم الأحد  22 آذار/مارس 2020 عن تماثل 23 مصابا بالوباء للشفاء ومغادرتهم المستشفى، وإحصاء 340 حالة مشتبه بها.

ولفت فورار في تصريح للتلفزيون الحكومي أن عدد الحالات المشتبه بها بلغ 340 ، موضحا ان متوسط عمر المصابين يصل إلى 67 عاما.

كما أكد أن عدد الوفيات جراء الوباء ارتفع إلى 17 من مجموع 201 إصابة مؤكدة، 55 بالمئة منها سجلت بولاية البليدة القريبة من العاصمة الجزائرية ( 110 حالات).

ونوه فورار، ان حالتي الوفاة الجديدتين هي لمسنين يبلغان من العمر 82 و85 عاما كان يقيمان بالخارج وعادا مؤخرا إلى أهليهما بولايتي بجاية وخنشلة شرقي الجزائر.

قالت وزارة الصحة الجزائرية يوم الأحد 22 / 03 / 2020 إن عدد الوفيات جراء وباء كورونا ارتفع إلى 17 من جملة 201 إصابة مؤكدة.

وأوضحت الوزارة، أنها سجلت 8 وفيات بولاية البليدة التي تقع على مسافة 40 كيلومترا جنوبي العاصمة الجزائرية، إلى جانب حالتين بكل من ولايتي بجاية وخنشلة شرقي البلاد.

وكشفت الوزارة أن 110 حالة اصابة مؤكدة سجلت بولاية البليدة.ارتفاع وفيات كورونا في الجزائر إلى 17 والمصابين إلى 201.

وكان وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد، أكد في وقت سابق يوم الأحد 22 / 03 / 2020 أن بلاده دخلت المرحلة الثالثة من الوباء، داعيا المواطنين إلى الاستعداد لـ" الأسوأ".

مسؤول كبير بمنظمة الصحة: الإغلاق لا يكفي لهزيمة فيروس كورونا

 وقال كبير خبراء الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايك رايان يوم الأحد 22 / 03 / 2020 إن فرض العزل الصحي ليس كافيا لهزيمة فيروس كورونا مضيفا أن هناك حاجة لوجود تدابير للصحة العامة تحول دون عودة ظهور الفيروس فيما بعد.

وقال رايان في مقابلة مع برنامج آندرو مار شو على تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "ما نحتاج إليه بحق هو العثور على المرضى ومن يحملون الفيروس وعزلهم والعثور على من خالطوهم وعزلهم".

وأضاف: "إذا لم تكن هناك تدابير قوية للصحة العامة الآن فإن الخطر هو عودة المرض من جديد عند رفع هذه القيود على الحركة وقرارات الإغلاق".

وحذت أنحاء كثيرة في أوروبا والولايات المتحدة حذو الصين ودول آسيوية أخرى وفرضت قيودا صارمة لكبح انتشار الفيروس المستجد حيث يباشر معظم الناس العمل من منازلهم وأغلقت المدارس والحانات والمطاعم أبوابها.

وقال رايان إن الصين وسنغافورة وكوريا الجنوبية التي اتخذت إلى جانب القيود تدابير مشددة لفحص كل شخص يُشتبه في إصابته تمثل نماذج يحتذى بها لأوروبا التي قالت المنظمة إنها حلت محل آسيا وأصبحت مركز الوباء.

وأضاف: "بمجرد أن نتجاوز العدوى، علينا ملاحقة الفيروس. علينا نقل المعركة إلى الفيروس".

وإيطاليا هي أكثر دول العالم تضررا بالفيروس في الوقت الحالي. وحذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أن نظام الصحة في بلاده قد يواجه وضعا يفوق طاقته ما لم يلتزم الناس بالتباعدالاجتماعي. وقال وزير الإسكان البريطاني روبرت جنريك إن إنتاج الفحوص سيتضاعف هذا الأسبوع وسيزيد من الآن فصاعدا.

وأشار رايان إلى أن هناك عددا من اللقاحات قيد التطوير لكن لم تبدأ التجارب في الولايات المتحدة إلا على لقاح واحد. وردا على سؤال عن الوقت الذي سيستغرقه توفير هذا اللقاح في بريطانيا قال إنه ينبغي على الناس التحلي بالواقعية.

وقال: "علينا التأكد من أنه آمن تماما... نتحدث عن عام على الأقل". وأضاف: "اللقاحات ستتوفر لكن علينا الآن فعل ما ينبغي علينا فعله". د ب أ ، أ ف ب ، رويترز

 

[embed:render:embedded:node:39528]