لبنان شهد كراهية للاجئين السوريين لكنها تُقَابَل بتنديد من داخل لبنان - اعتقال لبنانيين بعد حرق مخيم لجوء

اعتقال ثمانية أشخاص في لبنان على خلفية إحراق مخيم للاجئين السوريين: أعلن الجيش اللبناني الأحد 27 / 12 / 2020 أنه اعتقل ثمانية أشخاص بعدما دفع خلاف مجموعة من اللبنانيين لإحراق مخيم غير رسمي للاجئين السوريين في شمال البلاد.

وقال بيان للجيش "أوقفت دورية من مديرية المخابرات في بلدة بحنين- المنية (شمال)، مواطنين لبنانيين وستة سوريين على خلفية إشكال فردي وقع مساء السبت 26 / 12 / 2020 في البلدة بين مجموعة شبان لبنانيين وعدد من العمال السوريين".

وأضاف البيان ان الخلاف "تطور الى إطلاق نار في الهواء من قبل الشبان اللبنانيين الذين عمدوا أيضا على إحراق خيم النازحين السوريين"، بدون إعطاء تفاصيل حول سبب الخلاف.

وشب الحريق السبت 26 / 12 / 2020 في المخيم الذي يأوي 75 عائلة قرب بلدة بحنين في شمال لبنان في منطقة المنية، ما حول المخيم بأكمله الى أرض محروقة.

وأضطر سكان المخيم البالغ عددهم 370 شخصا الى الفرار، وفق مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، وتم نقل أربعة أشخاص على الأقل إلى المستشفى لإصابتهم بجروح.

ويوم الأحد 27 / 12 / 2020 عاد عشرات اللاجئين لتفقد المخيم في محاولة لإنقاذ ما تبقى من مقتنياتهم التي يمكن أن تكون قد سلمت من الحريق.

وقالت أميرة عيسى البالغة 45 عاما والتي لجأت من حمص إلى لبنان مع عائلتها هربا من الحرب قبل ثماني سنوات وهي تبكي "عدنا لتفقد محتويات خيمتنا الصغيرة فعرفنا أننا لم نعد نملك شيئا، كما لا نستطيع تأمين مأوى بديل لنا بانتظار من يمد لنا يد العون".

وأضافت وهي تفتش عن بقايا أغراضها بين الركام "خسرنا كل شي بلحظة واحدة، وعاش أطفالي الأربعة رعبا لا مثيل له أثناء هربنا من النيران المشتعلة".

واثار الحادث تعاطفا على وسائل التواصل الاجتماعي مع سكان المخيم من قبل لبنانيين نددوا بهذا الفعل العنصري.

وأعرب مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية لوكالة سانا الرسمية "عن الأسف الشديد" للحادث الذي "أدى الى ترويع المقيمين فيه وحرمان عدد منهم من المأوى".

وأضاف المصدر أن سوريا "تجدد الدعوة للمواطنين السوريين الذين أرغموا على مغادرة البلاد بفعل الحرب الظالمة على سوريا للعودة إلى وطنهم"، مؤكدا أن الحكومة "تبذل كل الجهود لتسهيل هذه العودة"، بحسب تعبيره.

ودعت السلطات اللاجئين للعودة إلى سوريا على الرغم من تحذير جماعات حقوقية من أن سوريا ليست بلدا آمنا للعودة.

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين خالد كبارة أنه تم نقل سكان المخيم "إلى مخيمات غير رسمية قريبة (...) أو قدم لهم سكان المنطقة المأوى".

وأضاف "رأينا مستوى ملحوظا من التضامن من المجتمع اللبناني الذي قدم مستشفيات ومدارس شاغرة لإيوائهم".

ويقول لبنان انه يستضيف 1,5 مليون لاجئ سوري، بينهم نحو مليون مسجلين كلاجئين لدى الأمم المتحدة.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2020 فرت نحو 270 عائلة سورية من بلدة بشري في شمال لبنان أيضا بعد اتهام سوري بقتل أحد أبناء البلدة، ما أثار موجة واسعة من التوتر.

مئات اللاجئين السوريين فروا من المخيم في لبنان بعد الحريق

وقال مسؤولو إغاثة يوم الأحد 27 / 12 / 2020 إن مئات اللاجئين السوريين فروا من مخيمهم المؤقت في شمال لبنان بعدما أُحرقت خيامهم إثر خلاف دب بين شبان من أهالي

المنطقة وبعض سكان المخيم.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام بلبنان إن ثلاثة على الأقل أُصيبوا في الحادثة التي وقعت السبت 26 / 12 / 2020 في منطقة المنية بالقرب من مدينة طرابلس الساحلية وأعقبها قيام شبان غاضبين بإضرام النار في المخيم.

وشهد لبنان تزايدا في التوتر بين اللاجئين السوريين والسكان في السنوات الأخيرة، وهو ما عزاه عاملون في المجال الإنساني وسياسيون إلى العنصرية وغضب اللبنانيين المتضررين من الأزمة المالية والذين يحملون اللاجئين مسؤولية أخذ وظائفهم.

ويعيش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري فروا منذ بداية الصراع في بلدهم عام 2011.

ويمثل كثير من السوريين مصدرا أساسيا للعمالة الرخيصة في قطاعي البناء والزراعة في لبنان.

ودعت دمشق القضاء اللبناني وأجهزة الأمن إلى "تحمل المسؤولية" لضمان حماية السوريين. وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته الوكالة العربية السورية للأنباء إن دمشق تعبر "عن الأسف الشديد للحريق... ما أدى إلى ترويع المقيمين فيه وحرمان عدد منهم من المأوى". وتحذر جماعات حقوقية من أن سوريا ليست بلدا آمنا للعودة.

وقال خالد كبارة المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في لبنان إن قرابة 400 من سكان المخيم الذين فروا لجأوا لمخيمات مغلقة أخرى أو وجدوا مأوى مؤقتا في مدارس وفنادق خالية.

ونزح مئات اللاجئين السوريين في لبنان بعد إضرام النار في مخيمهم، بحسب ما ذكرته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام والمرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأحد 27 / 12 / 2020 وأفادت الوكالة بأن الحادث وقع مساء السبت 26 / 12 / 2020 في منطقة المنية شمالي لبنان في أعقاب مشاجرة بين أسرة محلية وعمال سوريين يعيشون في المخيم.

وأضافت أن ثلاثة أشخاص أصيبوا في المشاجرة، دون تحديد سبب النزاع. وفي السياق ذاته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن شباناً لبنانيين أشعلوا النيران في عشرات من الخيام في الموقع مما أجبر مئات من المقيمين فيها على الفرار لمنطقة آمنة.

وذكرت صحيفة النهار اللبنانية أنه سُمع دوي انفجارات في المنطقة نتيجة انفجار اسطوانات الغاز في المخيم.

وأفاد الدفاع المدني اللبناني بأن الأمر استغرق أربع ساعات تقريبا ليتمكن رجال الإطفاء من إخماد الحريق.

وأوضح أن شخصا نقل إلى مستشفى بعدما أصيب بصعوبة في التنفس نتيجة الدخان الكثيف الناتج عن الحريق. وقوبل ذلك الحادث بتنديد من داخل لبنان.

وفر ما يقدر بمليون لاجئ سوري من بلادهم إلى لبنان منذ عام 2011 ويعيش معظمهم في مخيمات غير رسمية متفرقة.

إحراق خيم للاجئين سوريين في شمال لبنان إثر إشكال فردي

وقال المتحدّث باسم المفوضية خالد كبّارة لوكالة فرانس برس إنّ "الحريق امتدّ لكلّ مساكن المخيّم" المبنية من مواد بلاستيكية وخشبية والتي تقيم فيها حوالي 75 أسرة سورية لاجئة.

وأضاف أنّ عدداً من هذه العائلات هربت من المخيم "بسبب الخوف الناجم عن أصوات شبيهة بالانفجارات ناتجة عن انفجار قوارير غاز".

وأوضح المتحدّث أنّ حجم الحريق كان ضخماً بسبب المواد السريعة الاشتعال المبنية منها مساكن المخيّم ووجود قوارير غاز فيه.

وقال "البلاستيك والخشب مادتان سريعتا الاشتعال لوحدهما، فكيف إذا كانت هناك قوارير غاز أيضاً؟".

ووفقاً "للوكالة الوطنية للأنباء" الرسمية فإنّ "إشكالاً حصل بين شخص من آل المير وبعض العمّال السوريين العاملين في المنية، أدّى الى تضارب بالأيدي وسقوط ثلاثة جرحى".

وأوضحت الوكالة أنّه إثر الإشكال "تدخّل عدد من الشبّان من آل المير وعمدوا الى إحراق بعض خيم النازحين السوريين في المنية" قبل أن "تتدخّل سيارات الدفاع المدني وتعمل على إخماد الحريق، فيما تدخلت قوة من الجيش وقوى الامن لضبط الوضع".

من جهته أفاد مصدر أمني فرانس برس عن سماع دويّ أعيرة نارية.

ويقدّر لبنان عدد اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيه بحوالى 1,5 مليون لاجئ، نحو مليون منهم مسجلون لدى مفوضية شؤون اللاجئين. ويعيش هؤلاء في ظروف إنسانية صعبة، فاقمتها الأزمة الاقتصادية التي عمقها تفشّي فيروس كورونا المستجدّ ثم الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت في آب/أغسطس الماضي.

وشهد لبنان خلال السنوات الماضية بين الفترة والأخرى حملات عنصرية وخطاب كراهية ضدّ اللاجئين ودعوات إلى ترحيلهم.

ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية حادة، ويرى كثيرون بينهم أنّ وجود اللاجئين يحمّل الاقتصاد عبئاً إضافياً. وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2020 غادرت نحو 270 عائلة سورية بلدة بشري في شمال لبنان خشية من أعمال انتقامية إثر اتهام شاب سوري بقتل أحد أبناء البلدة. أ ف ب ، د ب أ ، رويترز

 

[embed:render:embedded:node:41552]