ليبيا - استئناف العمل في منشآت نفطية آمنة بعد رفع حفتر حصاره المستمر منذ 8 أشهر على صادرات النفط

قال مهندسان الأحد 20 سبتمبر / أيلول 2020 يعملان في حقل الشرارة النفطي الليبي إن العمال في الحقل الرئيسي استأنفوا العمليات بعدما أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط رفعا جزئيا لحالة القوة القاهرة.

وأوضحا أنه جرى استئناف الإشعال في الحقل وقدما تسجيلا مصورا لذلك، مضيفين أن المهندسين يعودون إلى المنطقة منذ يوم الأربعاء.

وقالت شركتان تابعتان للمؤسسة إنهما أصدرتا توجيهات للعاملين ببدء العمل للتحضير لاستئناف الإنتاج في أسرع وقت ممكن.

وتوقف قطاع النفط الليبي بشكل شبه تام منذ يناير كانون الثاني 2020 حين فرضت القوات الموالية للقائد العسكري خلفية حفتر حصارا على صادرات الطاقة خلال محاولة للسيطرة على طرابلس آلت إلى الفشل.

وقال حفتر يوم الجمعة 18 / 09 / 2020 إنه سيرفع الحصار لكن مؤسسة النفط طلبت إخلاء جميع المنشآت النفطية من قواته والمرتزقة المتحالفين معها، الذين تقول إنهم يهددون العاملين.

ويوم السبت 19 / 09 / 2020، رفعت المؤسسة حالة القوة القاهرة في حقول وموانئ وصفتها بأنها "آمنة" لكن القرار لم يشمل تلك التي مازالت فيها قوات وإن كانت المؤسسة لم تحددها بالاسم. وقالت المؤسسة إن حالة المنشآت ساءت خلال الإقفالات والصراع الدائر منذ أعوام، مما يعني أن

التعافي قد يكون بطيئا.

وعانى حقل الشرارة من مشاكل أمنية في السنوات الأخيرة مما أدى لتكرار الإغلاقات الجزئية والكلية. وتُشغل المؤسسة الحقل من خلال مشروع مشترك مع ريبسول الإسبانية وَ توتال الفرنسية وَ أو.إم.في النمساوية وَ إكينور النرويجية.

من ناحية أخرى، قالت شركة الخليج العربي للنفط التابعة

للمؤسسة، والتي كانت تنتج حوالي 300 ألف برميل يوميا أوائل العام الماضي، إنها أصدرت تعليمات للعاملين لبدء العمليات للإعداد لاستئناف الإنتاج في أسرع وقت.

وقالت شركة سرت للنفط، التابعة أيضا للمؤسسة الوطنية، إنها أصدرت توجيها للعاملين لأخذ الإجراءات اللازمة للاستعداد لاستئناف الإنتاج في أسرع وقت ممكن.

ورفعت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا حالة القوة القاهرة عن المنشآت والمواني النفطية التي تعتبرها آمنة يوم السبت 19 / 09 / 2020 لكنها قالت إن الإجراء سيظل ساريا على المنشآت التي يتواجد بها مسلحون.

وكان قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) خليفة حفتر قال يوم الجمعة إن قواته سترفع حصارها المستمر منذ ثمانية أشهر على صادرات النفط لكنه لم يقل إن كانت القوات ستغادر المنشآت التي تسيطر عليها.

ويسيطر "الجيش الوطني الليبي" التابع لحفتر والقوات المتحالفة معه ومنها مرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية على بعض من أكبر حقول النفط وموانئ التصدير الليبية ورفضت المؤسسة الوطنية للنفط بالفعل أي استئناف للعمليات لحين مغادرتهم المنشآت متعللة بسلامة موظفيها.

 

من عاصمة ليبيا حذَّر وزير خارجية ألمانيا من "هدوء خادع" بينما توقّف القتال بمحيط مدينة سرت الليبية.
من عاصمة ليبيا حذَّر وزير خارجية ألمانيا من "هدوء خادع" بينما توقّف القتال بمحيط مدينة سرت الليبية.

 

وقالت الشركة في بيان نشر على صفحتها على فيسبوك "تستمر حالة القوة القاهرة على الحقول والموانئ النفطية التي تأكد وجود عناصر بها من... الفاغنر والجماعات المسلحة الأخرى التي تعرقل أنشطة وعمليات المؤسسة الوطنية للنفط".

وتشير القوة القاهرة إلى الظروف الخارجية غير المتوقعة التي تمنع طرفا في العقد، وفي هذه الحالة المؤسسة الوطنية للنفط، من الوفاء بالتزاماته.

وتنقسم ليبيا ومؤسساتها بين حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس وبين الجيش الوطني بقيادة حفتر.

وقال البنك المركزي ومقره طرابلس الأسبوع الماضي إن منع قوات شرق ليبيا لصادرات النفط كلف ليبيا خسائر بقيمة تسعة مليارات دولار حتى الآن هذا العام.

وأعلنت المؤسسة الليبية للنفط السبت رفع حالة "القوة القاهرة" عن المنشآت النفطية "الآمنة"، في قرار يأتي غداة إعلان رجل شرق ليبيا النافذ المشير خليفة حفتر إعادة فتح المنشآت المغلقة.

وتعني "القوة القاهرة" تعليقا للعمل بشكل موقت لمواجهة الالتزامات والمسؤولية القانونية الناجمة عن عدم تلبية العقود النفطية بسبب احداث خارجة عن سيطرة أطراف التعاقد.

وكان المشير خليفة حفتر أعلن الجمعة إعادة إنتاج وتصدير النفط وفق "شروط" تضمن التوزيع العادل لعوائده، بعدما ظلت أهم المنشآت النفطية الواقعة تحت سيطرة قواته مغلقة لثمانية أشهر كاملة.

والسبت، أشارت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان نشرته عبر موقعها الالكتروني إلى "رفع حالة القوة القاهرة عن الحقول والموانئ الآمنة".

وأضافت "أُعطِيَت التعليمات للشركات المشغلة في كل الاحواض الرسوبية، كذلك الإدارات المختصة بالمؤسسة، بمباشرة مهامها واستئناف الإنتاج والصادرات من الحقول والموانئ الآمنة".

وأوضحت أنّ "القوة القاهرة" تبقى مفروضة "على الحقول والموانئ النفطية التي تأكد وجود عناصر فيها من عصابات فاغنر والجماعات المسلحة التي تعرقل انشطة وعمليات المؤسسة".

لكنّها لم تذكر أسماء الحقول التي يشملها استئناف الإنتاج أو تلك التي ستظل مغلقة. وكانت مؤسسة النفط اتهمت في مناسبات عدة قوات حفتر بالاستعانة بعناصر شركة فاغنر الأمنية الروسية لتأمين أهم منشآت النفط، واستخدامها "لأغراض عسكرية".

وقال رئيس مؤسسة النفط مصطفى صنع الله إنّ "همنا الأساسي بدء الإنتاج والصادرات بمراعاة سلامة العاملين والعمليات وأيضاً منع أي محاولات لتسييس قطاع النفط".

وتابع "جاري تقييم فني تمهيدا لمباشرة الإنتاج والصادرات".

وتشهد ليبيا فوضى وأعمال عنف منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي عسكرياً.

وتفاقمت الأزمة العام الماضي 2019 بعدما شنّ المشير خليفة حفتر هجوماً للسيطرة على طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق الوطني التي تحظى باعتراف الأمم المتحدة.

وسيطرت قوات حكومة الوفاق على الغرب الليبي إثر معارك استمرت لأكثر من عام وانتهت مطلع حزيران/يونيو 2020 بانسحاب قوات حفتر.

وتوقفت المعارك في محيط مدينة سرت الاستراتيجية التي تعدّ بوابة حقول النفط وموانئ التصدير في الشرق الليبي.

وفي 22 آب/أغسطس 2020 أعلن طرفا النزاع في بيانين منفصلين وقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل وتنظيم انتخابات العام المقبل 2021 في أنحاء البلاد، ورحّبت الأمم المتحدة يومها بـ"التوافق الهام" بين الطرفين. رويترز ، أ ف ب

 

......

طاِلع أيضا

خبير ألماني: صراع شرقي المتوسط أكبر بكثير من كونه صراعاً على النفط والغاز 

آن الاوان لاستعادة الدور المحوري لمصر في ليبيا

كيف يؤثر الصراع التركي-الفرنسي حول ليبيا على الدول المغاربية؟

ليبيا ما بعد مؤتمر برلين: حرب يا غالب يا مغلوب

هل تحوِّل روسيا ليبيا إلى سوريا جديدة؟

......