ماليزيا - اعتذار الداعية الإسلامي ذاكر نايك عن تصريح له فُهِم أنه يثير ضغائن بين الأقليات والأغلبية المسلمة

قدَّم داعية هندي إسلامي الثلاثاء 20 / 08 / 2019 اعتذاره على خلفية تصريحات مثيرة للجدل بشأن الأعراق في ماليزيا المتعددة الإثنيات أثارت دعوات لطرده بعد يوم على استجوابه من جانب الشرطة.

وكان الداعية ذاكر عبد الكريم، الذي يتابعه الناس على التلفزيون والذي وصف هجمات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة بأنها "عمل من الداخل"، قد غادر الهند في 2016 وانتقل إلى ماليزيا ذات الغالبية المسلمة، حيث حصل على إقامة دائمة.

وهو مطلوب لدى السلطات الهندية بتهمة التحريض على التطرف وغسيل الأموال. وذكرت تقارير العام الماضي 2018 أن نيودلهي طلبت من ماليزيا تسليمه لسلطاتها، لكن الطلب رفض.

وتصاعدت الدعوات المطالبة بطرده بعد أن قال إن الهندوس في ماليزيا يتمتعون بحقوق تزيد "100 مرة" عن تلك التي تتمتع بها الأقلية المسلمة في الهند، ورأى أنه يتعين طرد الصينيين الماليزيين قبل أن يطرد هو.

واستجوبته الشرطة لعشر ساعات يوم الإثنين بشبهة توجيه إهانة عمدا بهدف التسبب بتقويض السلام. وقال الداعية في بيان أن منتقديه أخرجوا تصريحاته من معناها وأضافوا "فبركات غريبة". وأضاف "لم يكن بنيتي أبدا إثارة استياء أي شخص أو مجموعة". وتابع "إن ذلك يخالف تعاليم الإسلام وأود أن أقدم اعتذاراتي الخالصة عن سوء الفهم هذا".

وكان رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد قد قال إن ذاكر عبد الكريم تجاوز الحدود فيما طالب عدد من وزراء الحكومة بطرده. كما حظرته الشرطة من إلقاء أي خطابات علنية في أي مكان في ماليزيا، وفق وكالة الأنباء الرسمية برناما.

وكانت الحكومة في السابق قد ترددت على ما يبدو في التحرك ضده خشية إغضاب بعض المسلمين. ونحو 60 بالمئة من سكان ماليزيا البالغ عددهم 32 مليون نسمة مسلمون، إضافة إلى إثنيات صينية وهندية. 

 

 

وفي تموز/يوليو 2008 قال عبد الكريم -مؤسس قناة السلام التلفزيونية- إن تنظيم القاعدة غير مسؤول عن هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة. وقال في تسجيل فيديو: "حتى المغفل يعرف أنها كانت عملاً مدبراً من الداخل"، معتبرا أن الرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش يقف وراءها.

واعتذر الداعية الإسلامي الهندي ذاكر نايك عن التصريحات الحساسة التي أدلى بها في ماليزيا، وذلك بعد يوم من استجواب الشرطة له بسببها. ونايك شخصية مثيرة للجدل ويواجه اتهامات تتعلق بغسل الأموال وخطاب الكراهية في الهند. وقد واجه انتقادات بسبب تصريحات أثارت ضغائن بين الأقليات العرقية والدينية في ماليزيا والأغلبية المسلمة بها.

واستجوبت الشرطة الماليزية نايك لمدة عشر ساعات يوم الإثنين بشأن خطاب ألقاه هذا الشهر وقال فيه إن الهندوس في ماليزيا يتمتعون "بحقوق أكثر 100 مرة" من الأقلية المسلمة في الهند وإن الماليزيين الصينيين ضيوف على البلاد.

والعرق والدين قضيتان حساستان في ماليزيا، حيث يشكل المسلمون نحو 60 في المئة من سكانها البالغ عددهم 32 مليون نسمة. والباقي معظمهم من الصينيين والهنود وأغلبهم هندوس.

واعتذر نايك، الذي يعيش في ماليزيا منذ حوالي ثلاث سنوات، عن تصريحاته لكنه أصر على أنها ليست عنصرية وقال إن منتقديه انتزعوها من سياقها وأضافوا "افتراءات غريبة لها". وقال في بيان يوم الثلاثاء "لم أقصد بتاتاً مضايقة أي فرد أو طائفة". وأضاف: "هذا مخالف لتعاليم الإسلام، وأود أن أنقل خالص اعتذاري عن سوء الفهم هذا".

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد قوله يوم الأحد إن نايك حر في التحدث عن الإسلام لكن يجب ألا يتحدث عن السياسة العرقية في ماليزيا. أ ف ب ، رويترز