مبادرات معهد غوته الألماني التعليمية: مصر تونس ليبيا
بث الروح في المجتمع المدني العربي

غالبا ما ترسم الأخبار القادمة من منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط صورة عن منقطة نزاعات ساخنة، تحددها التقلبات السياسية والاقتصادية. بيد أن الحياة هناك في الواقع لها جوانب متعددة أكثر مما توحي به هذه الصورة. ويتضح هذا من خلال المشاريع التي يديرها معهد غوته في المنطقة. كريستينا بونس تسلط الضوء لموقع قنطرة على مبادرات معهد غوته التعليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

لقد أنقذته الثقافة، إن جاز التعبير. أنقذته من العنف والتطرُّف، مثلما يخبرنا محمد إسول، وهو شاب ليبي عمره تسعة وعشرون عامًا، يقوم منذ عام 2011 بتنظيم فعاليَّات ثقافية في مدينته طرابلس، ويسعى حاليًا إلى تحقيق حلم. وحلمه هو ترميم بيت جَدِّه وإنشاء مقر لإقامة الفنَّانين.

في صيف عام 2017 شارك محمد إسول مع أحد عشر شخصًا ليبيًا آخر يعملون في مجال الثقافة في مشروع للأكاديمية الثقافية الليبية. ويهدف هذا المشروع إلى تأهيل مدراء ثقافيين ليبيين والربط بينهم وبين المشهد الثقافي العربي والألماني. ويركِّز أيضًا على الوقاية من العنف كنتيجة جانبية.

الوقاية من التطرُّف

يتَّبع معهد غوته نهجًا مماثلاً من خلال التوعية بالتربية الخالية من العنف في مصر وتونس. وبما أنَّ بذور التطرَّف والعنف غالبًا ما يتم بذرها في مرحلة المدرسة وفي فترة المراهقة فإنَّ الوقاية من العنف في المدارس المصرية والتونسية تحتل أهمية كبيرة لدى صانعي السياسات التعليمية والمختصين.

وضمن هذا السياق تناولت مديريات التربية والتعليم ومعهد غوته هذا الموضوع في مصر عن كثب ضمن ثلاث ورشات عمل أقيمت من أجل الكوادر القيادية في مجال المدارس وللمعلمين والطلاب والطالبات.

من مشروع "ويكي الجندر". Foto: Roger Anis/Goethe Institut Kairo
ورشة عمل حول الصحافة العلمية: تم في ورشة عمل ضمن إطار مشروع "الكتابة حول العلوم" رفع مستوى الوعي لأحد عشر صحفيًا وصحفية بأهمية العلوم بالنسبة للمجتمع.

يقول المدرِّب الألماني هولغر هيغيكوتَر: "أنا لا أرى أي فرق تقريبًا بين التلاميذ المصريين والألمان. التلاميذ الذين تتعاملون معهم اليوم هم الذين سيخلقون الأسس المستقبلية للتعايش الاجتماعي وهم كذلك القادرون على تغييرها. بيد أنَّ هذا التغيير يحتاج وقتًا". لقد جاء هولغر هيغيكوتَر إلى القاهرة ضمن إطار ورشة عمل لبدء مشروع في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وهو مدير معهد بريمن للتربية وعلم النفس. وفي تونس يخطط معهد غوته أيضًا تنفيذ برنامج تدريب للمعلمين والأخصائيين النفسيين في المدارس، بالإضافة إلى مشاريع للتلاميذ تتضمن أنشطة ثقافية ورياضية.

تدابير من أجل التغيير الاجتماعي

منذ عام 2011 يدعم معهد غوته مشاريعَ مثل هذا المشروع بتمويل خاص من وزارة الخارجية الألمانية الاتِّحادية كجزء من الشراكة من أجل التحوُّل في كلّ من مصر وتونس وليبيا والمغرب وكذلك في دول عربية أخرى. ومن هذه المشاريع أيضًا المشروع الريادي لعام 2017 "الكتابة حول العلوم".

يسعى هذا المشروع الأخير إلى تعزيز العمل في مجال الصحافة العلمية في مصر ودعم العلاقة بين العلوم والصحافة. فالموضوعات العلمية غالبًا ما تكون ناقصة التمثيل في وسائل الإعلام المصرية، وكثيرًا ما يتم نشر أخبار كاذبة، وفي بعض الأحيان أيضًا بدوافع سياسية. وضمن إطار الشراكة من أجل التحوُّل نفَّذ معهد غوته بالفعل أكثر من أربعين مشروعًا مثل هذا المشروع في مجال الثقافة والتعليم.

اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة

تعليقات القراء على مقال : بث الروح في المجتمع المدني العربي

ماهو هدفكم ومأهية المتتابعات

بنقاسم عبدالواحد16.01.2018 | 02:14 Uhr