محتجون سودانيون على تعديل قوانين مقيدة للحريات اعتبروها تمس بشريعة الإسلام وهو ما تنفيه الحكومة

عاد الهدوء إلى منطقة وسط العاصمة السودانية الخرطوم بعد خروج مظاهرات محدودة عقب أداء صلاة الجمعة 17 / 07 / 2020 من بعض المساجد، احتجاجا على تعديلات قانونية نفذتها الحكومة، اعتبر المتظاهرون إسلاميون أنها تمس بالشريعة، الأمر الذي نفاه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وذكرت وكالة الأنباء السودانية(سونا) يوم الجمعة أن الخرطوم أصبحت فجر هذا اليوم على حالة إغلاق تام للشوارع والمعابر المؤدية إلى وسط الخرطوم، إلا لحاملي البطاقات العسكرية والأطباء، اغلاقاً تاماً للمعابر والجسور المؤدية لوسط الخرطوم، شمل الإغلاق للمناطق الأخرى.

ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إن مئات المركبات قد أعيدت حتى عند منتصف الليل من مساء الخميس، ومنعت من العبور لأي اتجاه تحسبا لأحداث وتجمعات يخشى أن تقع بالخرطوم قبيل وعقب صلاة الجمعة. وكانت بعض قيادات الإسلاميين وأئمة مساجد هددوا أنهم سيأخذون بتلابيب الخرطوم احتجاجا على تعديلات قانونية نفذتها الحكومة، وادعوا أن فيها مساسا بالشريعة الأمر الذي نفاه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وأكد عبد الله حمدوك بصورة جليه لدي استقباله لوفد من جماعة أنصار السنة المحمدية يوم الخميس حرص الحكومة على المحافظة على إرث وقيم الإسلام واحترام المبادئ والشعائر الإسلامية دون المساس بأيٍ من حدود وكليات وأهداف الدين الاسلامي بحسب (سونا).

وقال حمدوك لدي اجتماعه مع الوفد الذي كان يقوده الشيخ عبد الكريم محمد عبد الكريم رئيس الجماعة، في حضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مفرح أن حكومته حريصة على معالجة قضايا السلام والاهتمام بمعاش الناس.

ومن جانبه، أكد وفد جماعة أنصار السنة المحمدية، وقوفه مع الحكومة الانتقالية، وإتباع منهج المناصحة للإصلاح متى لزم الأمر. وكانت لجنة أمن ولاية الخرطوم قد نوهت في تعميم قصير إلى إغلاق الكباري بالولاية اعتبارا من الساعة السادسة مساء الخميس حتى نهاية نهار يوم الجمعة ولم تورد تفاصيل أخرى لكنها أهابت بالمواطنين التعاون مع السلطات بإنهاء تحركاتهم عبر الكباري عند الساعة السادسة مساء الخميس.

ودعا بعض الأئمة المتشددين المصلين إلى الخروج "جماعات ووحدانا" في جمعة الغضب احتجاجا على التعديلات التي طالت فقرات من القانون الجنائي. وكانت وزارة العدل قد نشرت في القازيتا (الجريدة) الرسمية تحت بند قانون التعديلات المتنوعة (إلغاء وتعديل القوانين المقيدة للحريات) لسنة 2020، تشريع رقم (12) لسنة 2020 تعديلات القوانين بما يجرم ختان الإناث ويمنع تكفير الآخرين ويسقط تجريم الردة ويحدد اشتراطات وقوع الزنا ويسقط تجريم صنع واستلام الكحول لغير المسلمين ويسمح للمرأة باصطحاب أطفالها سفرا خارج السودان، بحسب ما أوردته وكالة (سونا).

وقال وزير العدل نصر الدين عبد الباري إن إعطاء المرأة في القانون الجديد حق اصطحاب أطفالها في السفر يهدف للمساواة بين الناس بحسب الوثيقة الدستورية.

وتظاهر عشرات عقب صلاة الجمعة في الخرطوم احتجاجا على تشريعات صدرت الأسبوع الماضي يعتبرونها مخالفة للشريعة الاسلامية، وفق مراسل فرانس برس.

ويعترض المتظاهرون على تعديلات في القانون الجنائي تجرم ختان الإناث وتلغي عقوبة الردة وتسمح لغير المسلمين بتناول الكحول.

وردد المحتجون هتافات "الاسلامية ميه الميه""ويا حمدوك (رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك) الخرطوم ليست نيويورك"، كما رفعوا لافتات كتب عليها "لا للعلمانية" و"لن نستبدل شرع الله".

وأغلقت الشرطة في وسط العاصمة السودانية الطرق القريبة من القصر الرئاسي كما أغلقت الجسور التي تربط الخرطوم وعقب وصول الرئيس السابق عمر البشير الى السلطة في عام 1989 بانقلاب عسكري يدعمه الإسلاميون، أعلن تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية التي تمنع تناول الخمر والاتجار بها وأصدر قانونا يسمح بمعاقبة المرتد عن الإسلام بالإعدام.

وأطاح الجيش السوداني في نيسان/أبريل 2019 بالبشير عقب احتجاجات شعبية استمرت أشهرا عدة. ويتولى الحكم في السودان حاليا سلطة انتقالية ستستمر لمدة ثلاث سنوات تُجرى بعدها انتخابات عامة. د ب أ ، أ ف ب

 

[embed:render:embedded:node:36231]