محمد بن زايد رجل الإمارات القوي وحاكمها الفعلي وصانع صعود بلاده الدبلوماسي وتطبيعها مع إسرائيل

ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي أنجز الخميس 13 / 08 / 2020 اتفاق تطبيع العلاقات بين بلاده وإسرائيل، هو رجل الإمارات القوي الذي يقف وراء الصعود الدبلوماسي لبلاده منذ سنوات، ويعتبر الحاكم الفعلي لها.

وقد كتب الشيخ بن زايد الذي يشغل أيضا منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على حسابه على "تويتر" مساء الخميس أن الاتفاق ينص على "وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا الى علاقات ثنائية".

ومنذ مرض أخيه رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد قبل نحو ست سنوات، برز نجم الشيخ محمد، حاكم إمارة دبي، وأصبح ينظر إليه على نطاق واسع على أنّه الرئيس المقبل.

وفي مذكرة دبلوماسية أميركية سرّبها موقع ويكيليكس وتعود إلى 2009، وصف السفير الأميركي السابق في الإمارات العربية المتحدة ريتشارد أولسون الشيخ محمد بأنه "الرجل الذي يحكم الإمارات".

وتلقّى الشيخ محمد تدريبا عسكريا، وهو يهوى كرة القدم. وكان القوة المحركة وراء الكواليس في أبو ظبي، عاصمة الإمارات، طوال السنوات الماضية، منذ إصابة الشيخ خليفة بجلطة دماغية في 2014.

ويختار الشيخ محمد عدم الحديث علنا، ويميل إلى عدم الظهور الإعلامي. ولكنه يعتبر وراء قرار بلاده في عام 2015 إرسال قوات عسكرية إماراتية إلى اليمن، في أول حملة تاريخية خارجية لبلاده منذ تأسيسها عام 1971.

أصبح وليا للعهد في تشرين الثاني/نوفمبر 2004، وهو ثالث أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الإمارات، بعد وفاة والده.

ولد في أبو ظبي في 11 آذار/مارس 1961، وأرسل إلى مدرسة عسكرية في بريطانيا، وتخرج من كلية ساندهيرست العسكرية الملكية عام 1979.

تدرّج في مناصب عسكرية في القوات المسلحة الإماراتية من طيار في القوات الجوية، إلى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

ويصفه دبلوماسيون في أبو ظبي بأنّه الرجل القوي، وقد تمكن من نسج علاقات وطيدة في العواصم الدولية، خصوصا الغربية، إلى أن طبّع العلاقات مع إسرائيل بعد سنوات من مؤشرات عدة على حصول تقارب بين البلدين. لكن رغم هذه المؤشرات، شكّل الإعلان اليوم مفاجأة.

يعتبر الكثيرون أن الشيخ محمد يقف وراء قرار بلاده الانخراط في حرب اليمن في إطار تحالف عسكري تقوده السعودية منذ آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

وتعرّض التحالف لانتقادات دولية بسبب الغارات الجوية التي استهدفت أسواق ومستشفيات، وتسببت بالكثير من القتلى في اليمن. وقد أعلنت الإمارات العام الماضي 2019 الانتقال من الاستراتيجية العسكرية إلى السياسة، وسحبت عددا كبيرا من قواتها من هذا البلد.

والإمارات هي الداعم الرئيسي لقوات الانفصاليين في جنوب اليمن حيث أنّها قامت بتدريب وتسليح هذه القوات. لكن الانفصاليين أعلنوا أخيرا التخلي عن الإدارة الذاتية في الجنوب والعودة إلى التحالف مع السعودية.



.................................

طالع أيضا

المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه: "إسرائيل تخشى ديمقراطيات عربية فاعلة في فلسطين"

أساطير "محور المقاومة" في إيران ولبنان واليمن وسوريا والعراق

هل يلغي الأردن اتفاق السلام مع إسرائيل إذا ضمت الضفة الغربية؟

معركة الأردن ضد صفقة القرن وجائحة كورونا

العرب وإسرائيل من منظور الكاتبة الإسرائيلية ليزي دورون

بعد توعد تركيا "بمحاسبة" الإمارات بسبب ليبيا وسوريا، أبوظبي تدعو أنقرة لترك "الأوهام الاستعمارية"

تركيا تتوعد بـ "محاسبة" الإمارات وتتهم أبو ظبي بـ "أعمال ضارة في ليبيا وسوريا وفوضى في اليمن"

آن الاوان لاستعادة الدور المحوري لمصر في ليبيا

حوار مع السفير الإماراتي في ألمانيا حول زيارة البابا إلى الإمارات

.................................

 

ويقدّم الشيخ محمد بلاده على أنّها مكان "للتسامح" بين الأديان المختلفة تسمح بممارسة الشعائر الدينية المسيحية في العديد من الكنائس، كما هو الحال في غالبية الدول الخليجية الأخرى.

ودعا البابا فرنسيس لزيارة بلاده. ولبى الحبر الأعظم الدعوة في شباط/فبراير 2019 في أول زيارة لبابا إلى شبه الجزيرة العربية، مهد الاسلام. وأقام قداسا هناك.

ولكن الشيخ محمد اتبع في بلاده سياسة تعزيز قبضة الأمن، بحسب مراقبين. ويرى هؤلاء أنّه العقل المدبر لعملية التضييق على الإسلاميين في السنوات الأخيرة، مع أحكام طويلة بالسجن على عشرات بسبب تهم وجهت لهم بالعمل لصالح جماعات متطرفة.

وتحت قيادته، عززت أبوظبي علاقاتها التجارية والسياسية في المنطقة، حتى مع إيران. ولكنها وقفت إلى جانب الولايات المتحدة والسعودية ضد إيران.

يقيم محمد بن زايد علاقة جيدة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يصغره بـ 25 عاما. وأقدما معها على قطع علاقاتهما مع قطر في حزيران/يونيو 2017 متهمين إياها بالتقرب من إيران وبدعم الإخوان المسلمين.

 



وتتحرك السياسة الإماراتية مدفوعة بالمعارضة لجماعة الإخوان المسلمين، التي تعتقد أنها صاحبة نفوذ في حكومة الوفاق الوطني الليبية. ويقول خبراء في الأمم المتحدة إن الإمارات زودت حفتر بطائرات مسيرة ودفاعات جوية روسية الصنع ومركبات مدرعة.  وتنفي الإمارات ذلك وتقول إنها تريد وقف إطلاق النار والحل السياسي.

الشيخ محمد مشجّع لكرة القدم ويترأس ناديا محليا في مدينة العين التي يتحدّر منها والده، وهي ثاني أكبر مدينة في إمارة أبو ظبي.

وهو متزوج من الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، ولديه أربعة أولاد وخمس بنات. ويهتم بالشعر ويحب الصيد. أ ف ب / رويترز 

 

[embed:render:embedded:node:36868]