
الإسلام الليبرالي في ألمانيا...ضرب من الخيال
من المفترض أنه كان "حدثًا عالميًا في وسط برلين". وهذا التقدير له ما يُبرِّره عند النظر إلى ردود الفعل الكبيرة في داخل ألمانيا وخارجها على افتتاح هذا "المسجد الليبرالي" جزماً، داخل كنيسة بروتستانتية في منطقة موآبيت بالعاصمة الألمانية برلين.
ففي نهاية المطاف أراد ممثِّلو وسائل الإعلام من جميع أنحاء العالم الحضور هناك، حين قامت المحامية الألمانية ذات الأصول التركية الكردية والناشطة في مجال حقوق المرأة سيران أطيش بإشهار مشروعها الإصلاحي، الذي جاء على شكل مسجد اندماجي شامل للجميع. إذْ يُرحِّب مسجد ابن رشد-غوته بجميع المسلمين: بصرف النظر عن مذاهبهم وتوجُّهاتهم الجنسية.
وبالإضافة إلى ذلك فقد تم وبكلِّ صراحة إلغاء الفصل بين الجنسين أثناء الصلاة في داخل هذا المسجد الفريد من نوعه في ألمانيا، حيث يستطيع الرجال والنساء أن يصلوا بعضهم إلى جانب بعض. وكذلك اشترك رجلٌ وامرأة معاً في إمامة صلاة الجمعة الأولى فيه. والأهم من ذلك بالنسبة لنقاشات الإسلام هنا في ألمانيا، أنَّ "الإمامة" لم تكن محجَّبة!

إسلام ليبرالي من أجل الأكثرية غير المسلمة في ألمانيا؟
وفي الحقيقة لم يكن من المفاجئ أنَّ ردود الفعل القادمة من الدول ذات الغالبية الإسلامية على افتتاح مسجد ابن رشد-غوته قد جاءت رافضة وشديدة اللهجة بشكل ملفت للنظر، وخاصة إذا أخذنا الواقع القمعي في هذه الدول بعين الاعتبار. وهذا ينطبق أيضًا على مصر وتركيا، حيث كانت الاحتجاجات على هذا المسجد البرليني شديدة للغاية. في كلا هذين البلدين تعاني السلطات الدينية من إقصاء تام عن الحياة السياسية.
ومن دون ريب فقد كانت ردود الفعل هنا في ألمانيا أكثر إثارة للاهتمام من ردود الفعل المتوقَّعة من الدول ذات الغالبية الإسلامية في الخارج. حيث كانت جميعها بصفة عامة إيجابية. فجميع وسائل الإعلام تقريبًا احتفلت بهذه المؤسَّسة الجديدة كمكان لإسلام مُتحرِّر ومُنفتح على العالم. ومثلما كان متوقعًا فإنَّ الدائرة المحافظة والأطراف "الناقدة للإسلام" وأصحاب المصالح يرون نموذج هذا المسجد بديلاً للمساجد الإسلامية التقليدية. وبحسب رأيهم فإنَّ "هذا الإسلام" هو الوحيد المناسب لألمانيا.
غير أنَّ هذه الحماسة الغامرة في وسائل الإعلام وفي أوساط السياسين لا يمكن أن تُخفِي إشكاليتين أساسيتين:
أولاً، إنَّ ما يعرف باسم "الإسلام الليبرالي" مكوَّن من أفراد ومن شخصيات عامة، ولا توجد لديه أية هياكل تستحق الذكر. في ألمانيا تم حتى الآن إطلاق العديد من مبادرات المجتمع المدني من قبل أشخاص مسلمين ليبراليين، غير أنَّ مستوى تنظيمها لا يزال منخفضًا تمامًا مثل مستوى قدرتها على التواصل مع التيَّار المسلم الرئيسي المحافظ.
تعليقات القراء على مقال : الإسلام الليبرالي في ألمانيا...ضرب من الخيال
لا أدري لماذا هذا التركيز على الاسلام الليبرالي ؟ ما هو المقصود هنا بليبرالية الاسلام؟ هى هو اسلام لارضاء الغالبية الكبرى من غير المسلمين؟ ألمانيا دولة قانون دستورية تحترم وتضمن حرية الأديان. لندعوا الجميع يعيش وفق معتقداته. الاديان متنوعة والدستور للجميع.
عاطف حامد 08.08.2017 | 20:26 Uhrعلى المسلمين الالتزام بقوانين الدولة وممارسة طقوسهم الدينية من دون استفزاز الآخرين.
خالد مري 10.08.2017 | 13:17 Uhrقال الله تعالى ( ان الذبن كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون و الذين كفروا الى جهنم يحشرون )
سامح محمد23.08.2017 | 08:24 Uhrصدق الله العظيم