مسرحية "قهوة زعترة" مقهى من تاريخ القدس بين 1938 و1979 أُبعد صاحبه بتهمة مقاومة الاحتلال

اختار الفنان المسرحي الفلسطيني حسام أبو عيشة جانبا من حياته العائلية ليروي لجمهور مسرحيته الجديدة (قهوة زعترة) جزءا من تاريخ مدينة القدس بين عامي 1938 و1979.

وتجنب أبو عيشة خلال عرض مسرحيته، التي قدمها بأسلوب المونودراما ليل الخميس 28 / 02 / 2019 على خشبة المسرح الوطني الفلسطيني في القدس، استخدام أي مؤثرات صوتية أو موسيقى واكتفى بتقمص 21 شخصية منها ست سيدات على مدار سبعين دقيقة.

والمسرحية من تأليف أبو عيشة وبناء درامي وإخراج الفلسطيني كامل الباشا. ولم يخفِ أبو عيشة (60 عاما) قلقه من تقديم عمل مسرحي بأسلوب المونودراما للمرة الأولى بعد 41 عاما من الوقوف على خشبة المسرح والمشاركة بالعديد من الأعمال.

وقال لرويترز قبل أن يبدأ العرض: "يمكنني القول إنني تجرأت بعد 41 عاما من العمل في المسرح أن أقدم مونودراما... أنت بتحكي عن 21 شخصية يعني 21 كائنا قائما بذاته".

وأضاف ”أن تجمع 21 شخصية في عمل واحد هذا يحتاج جهدا جبارا وهذا كان بالنسبة لي تحديا".

وذكر أبو عيشة أن ما يقارب 95 في المئة من أحداث المسرحية حقيقية جرت في القدس وكان شاهدا على جزء منها وجزء آخر سمعه من والده من رواد مقهى (زعترة) الذي افتتح في القدس عام 1938 وأغلق بعد ما يقارب من 40 عاما كان فيها مسرحا لكثير من الأحداث التي شهدتها المدينة المقدسة.

ويوظف أبو عيشة كل قدراته الفنية من صوت وحركة وتقليد للأصوات كي يبقي الجمهور -الذي كانت تعلو ضحكاته بين وقت وآخر - مشدودا إليه.

ويتقمص أبو عيشة في العمل المسرحي الذي يعطي للجمهور تفاصيل كثيرة ودقيقة عن أزقة وحواري المدينة المقدسة كثيرا من الشخصيات منها الطبيب والتاجر والسباك والقائد الوطني وضابط المخابرات الإسرائيلي ومدراء مدارس وأمه وجارتهم وغيرهم.

ويروي أبو عيشة تفاصيل عن النكبة عام 1948 وعن احتلال المدينة المقدسة 1967 وقصصا عن التعايش بين المسلمين والمسيحيين في مواجهة مصيرهم المشترك بسبب الاحتلال.

وقال: "مسرحية قهوة زعترة هي مجموعة من القصص الحقيقية في أقدم مقهى من مقاهي القدس في البلدة القديمة... من العام 1938 وهو تاريخ افتتاح المقهى وحتى عام 1979 عندما أغلق وأبعد صاحبه إلى الأردن بتهمة مقاومة الاحتلال“.

ويمثل صالح والد حسام أبو عيشة العامل في مقهى زعترة الشخصية الرئيسية في المسرحية.

وأوضح أبو عيشة أن شخصيات المسرحية: "عايشت جزءا منها في بداية السبعينات عندما كنت ولدا لأن بطل المسرحية صالح والدي".

ويرى أبو عيشة أن مسرحيته "ليست بكاء ولكنها صرخة بأن هذا الشيء الذي فقدناه نقدر على إعادته". وقال: "حبيت أن أجيب هذه الصور عن الحياة التي كانت في المدينة المقدسة وأقدمها للناس". وأضاف: "ما أريد أن أقوله هناك الكثير من الأخلاق والمفاهيم الاجتماعية بنقدر نستعيدها كجزء من المقاومة".

ويدعو أبو عيشة إلى الاهتمام بالثقافة لأنها: "الجدار الأخير الذي نستند له بعد أن خاب أمل الأمة العربية كلها لم يبقَ لنا سوى جدار الثقافة نستند عليه لذلك يجب أن يبقى دوره أقوى فأقوى".

ويأتي عرض المسرحية على خشبة المسرح الوطني الفلسطيني ضمن جولة عروض بدأت في مدينتي عكا ورام الله وسيكون هناك عرض في مدينة الناصرة وآخر في الجولان. رويترز