الألمان كعمال أجانب وافدين في تركيا؟

في مدينة بون في ألمانيا - مسرحية "اسطنبول" سيناريو وهمي حوّل تركيا إلى دولة صناعية تتألق بالتطور الاقتصادي وتستضيف عمالا أجانب من ألمانيا ودول "نامية" أخرى.
في مدينة بون في ألمانيا - مسرحية "اسطنبول" سيناريو وهمي حوّل تركيا إلى دولة صناعية تتألق بالتطور الاقتصادي وتستضيف عمالا أجانب من ألمانيا ودول "نامية" أخرى.

مسرحيتان في ألمانيا نالتا نجاحا كبيرا: الأولى "اسطنبول" تضمنت سيناريو وهميا حوّل تركيا إلى دولة صناعية تتألق بتطور اقتصادي وتستضيف عمالا أجانب من ألمانيا ودول "نامية" أخرى. أما الثانية فتطرقت لأحكام مسبقة بين ألمانيا وفرنسا أملتها عليهما حروب عديدة بينهما على مر التاريخ. عارف حجاج شاهد المسرحيتين.

الكاتبة ، الكاتب: عارف حجاج

خلفيات علاقة بين شعوب على أرض الواقع: شهدت مدينة بون مسرحيتين حول الاندماج والإحساس بالغربة نالتا نجاحا كبيرا. تضمنت المسرحية الأولى "اسطنبول" سيناريو وهميا حوّل تركيا إلى دولة صناعية تتألق بالتطور الاقتصادي وتستضيف عمالا أجانب من ألمانيا ودول "نامية" أخرى. أما المسرحية الأخرى فقد تطرقت في دار الأوبرا للأحكام المسبقة بين ألمانيا وفرنسا التي أملتها عليهما الحروب العديدة بينهما على مر التاريخ. 

تناولت مئات الدراسات والمقالات والعديد من الوسائط الإعلامية موضوعي الاندماج والانصهار في المجتمعات الغريبة واتسم بعضها بالعمق والبعض الآخر بالسطحية. ويعرض المسرح الرئيسي لمدينة بون مسرحية "اسطنبول" التي تتضمن عناصر درامية وفكاهية في نفس الوقت.

في مدينة بون في ألمانيا - مسرحية "اسطنبول" سيناريو وهمي حوّل تركيا إلى دولة صناعية تتألق بالتطور الاقتصادي وتستضيف عمالا أجانب من ألمانيا ودول "نامية" أخرى. Istanbul Theaterstück in Bonn FOTO Thilo Beu
مسرحية "اسطنبول" تضمنت أيضا رؤية تربوية نقدية عن الواقع الحي المرتبط بأوضاع العمال الأجانب الوافدين من دول بعيدة إلى ألمانيا وغيرها من دول أوروبا الصناعية المتطورة بحثا عن الرزق وتطلعا إلى حياة أفضل لهم ولذويهم. فهم يأتون إلى بلدان لا يتحدثون بلغتها ولا يعرفون عاداتها وتقاليدها كما أن خلفيتهم التعليمية لا تؤهلهم غالبا للتكيف اللغوي والمجتمعي بسرعة مما يجعلهم يشعرون بإحباط نفسي رغم تحسن أوضاعهم بالمفهوم الاقتصادي البحت ويؤدي إلى تقوقعهم داخل مجتمعات متوازية تتألف من أبناء موطنهم النازحين مثلهم إلى محيط غريب عنهم في شتى المجالات. ومما يزيد الطين بلة أن السلطات المعنية في البلد الجديد لا تبذل في الأغلب الجهود اللازمة والمستدامة من أجل الإسراع في تكيفهم لغويا واجتماعيا مع المعطيات الجديدة. وكالحال في سيناريو اسطنبول الوهمي يقع شرخ ثقافي داخل العائلة المهاجرة بين جيل الوالدين أو الجدين وجيل الشباب الذي يتكيف أسرع ويتقن لغة البلد "الغريب" بصورة أفضل من اللغة الأصلية دون أن يعني ذلك على نحو أكيد بأن الاندماج تحقق حيث يظل حتى الجيل الجديد في حالة تقلب بين معايير الوالدين وطبيعة المجتمع الجديد.

وقد ازداد الإقبال عليها على نحو غير مسبوق مع ملاحظة تكاثر نسبة الجمهور المنحدر من أصول تركية أو أجنبية أخرى الأمر غير المعهود في السابق. هذا وتقتصر مشاهدة المسرحيات وغيرها من الأعمال الأوبرالية والموسيقية في العادة على النخب سواء لدى الألمان أو لمن ينحدرون من أصول أجنبية.

الجدير بالذكر أن الفنانين خاصة والجمهور بصورة عامة يشعرون بارتياح وسعادة كبيرين بعد أن فتحت من جديد أبواب الفعاليات الفنية بشتى قطاعاتها بعد إغلاق كامل أو جزئي استغرق قرابة العام والنصف بسبب جائحة كوفيد 19. على الرغم من ذلك فإن الإجراءات الوقائية كارتداء الكمامات والالتزام بمسافة متر ونصف من التباعد بين الأفراد ما زالت نافذة المفعول في عدة قطاعات من بينها القطاع الثقافي والفني.

سيناريو "اسطنبول" درامي ومرح في آن واحد

نعود إلى المسرحية المسماة "اسطنبول" التي أعدها كتاب ومسرحيون ألمان وأتراك ممن نشأوا واندمجوا في المجتمع الألماني وأصبحوا يتقنون اللغة الألمانية بقدر نظرائهم الألمان "الأصليين" تماما. هذا لا يعني بأنهم باتوا يعتبرون ألمانا بلا قيود أو شروط. فأكثرهم ينظر إليهم في موطنهم الأصلي تركيا في الغالب كألمان فيما ما زال الكثير من الألمان يعتبرونهم أتراكا في المقام الأول رغم أن العديد منهم يتقن الألمانية كتابة ونطقا ونحوا على نحو أفضل من اللغة التركية الأم وأفضل كثيرا من عامة السكان الأصليين أنفسهم.

مسرحية اسطنبول خليط غريب وناجح في نفس الوقت بين المحتوى الدرامي اللاذع سخريةً وبين الأجواء المرحة التي تركتها أغاني الحنين والعشق في نفوس الجمهور. أخرج المسرحية الألماني رولاند ريبلنغ وترأس الكوريغرافيا التركي أرزو آيديم وشارك في التمثيل والمقطوعات الغنائية فنانون أتراك وألمان.

حتمية الاعتماد على عمال أجانب نتيجة للنهضة الصناعية

كان آلاف الأتراك قد وفدوا في ستينيات القرن الماضي إلى أوروبا الغربية وخاصة إلى ألمانيا بحثا عن العمل وتوقا لتحقيق حياة أفضل لهم ولذويهم. وقد سبقهم في ذلك في غضون الخمسينيات جيران أوروبيون كالإيطاليين والبرتغاليين واليونان والإسبان. لكن المسرحية قلبت هذه الوقائع رأسا على عقب لتظهر تركيا في غضون الخمسينيات الماضية كما لو كانت الأكثر تفوقا في شتى المجالات الاقتصادية والمالية والتقنية والتكنولوجية مقارنة بغيرها من الدول الأخرى.

أما ألمانيا فكانت وفقا لهذا السيناريو الوهمي دولة متخلفة ما زالت تعاني من تداعيات الهزيمة التي منيت بها في الحرب العالمية الثانية حيث هيمنت عليها أسباب الفقر والبطالة مما أجبر الكثيرين من عمالها للهجرة الى دول أخرى أكثر تطورا كالحال في تركيا التي توفرت لديها كما سبق القول كل هذه المعطيات الإيجابية المطلوبة.

في مدينة بون في ألمانيا - مسرحية "اسطنبول" سيناريو وهمي حوّل تركيا إلى دولة صناعية تتألق بالتطور الاقتصادي وتستضيف عمالا أجانب من ألمانيا ودول "نامية" أخرى. Istanbul Theaterstück in Bonn FOTO Thilo Beu
"كلاوس النازح الألماني إلى تركيا": ودَّع العامل الألماني كلاوس زوجته لويزا وابنته الصغيرة بحزن عميق ووعدهما بالعمل على جمع شمل العائلة في اسطنبول حين يتوفر له السكن المناسب لكل أفراد الأسرة ومقدار كاف من المال لاستدعائهما. وقد هيمنت على كلاوس أحاسيس الغربة والوحدة عند وصوله إلى هذا البلد الغريب البعيد الذي لم يتقن ولو حدا أدنى من لغته وعاداته وتقاليده. الصورة من مسرحية "اسطنبول" سيناريو وهمي حوّل تركيا إلى دولة صناعية تتألق بالتطور الاقتصادي وتستضيف عمالا أجانب من ألمانيا ودول "نامية" أخرى.

دوامة كلاوس بين الاغراء والرغبة في الوفاء

ودَّع العامل الألماني كلاوس زوجته لويزا وابنته الصغيرة بحزن عميق ووعدهما بالعمل على جمع شمل العائلة في اسطنبول حين يتوفر له السكن المناسب لكل أفراد الأسرة ومقدار كاف من المال لاستدعائهما. وقد هيمنت على كلاوس أحاسيس الغربة والوحدة عند وصوله إلى هذا البلد الغريب البعيد الذي لم يتقن ولو حدا أدنى من لغته وعاداته وتقاليده.

لكن الشاب التركي دونيس الذي عهدت إليه مهمة العناية بالنازح الألماني والترجمة له في الأمور الإدارية والرسمية التي تعين عليه القيام بأعبائها وقف بجانبه ولم يبخل عليه بالنصائح والتوجيهات الهامة وحثه مرارا وتكرارا على تعلم اللغة التركية وعقد أواصر الصداقة والاتصال مع جيرانه وزملائه الأتراك باعتبار أن كل هذه الخطوات تشكل الطريق الوحيد الناجح نحو الاندماج في المجتمع التركي. ووافق كلاوس "من حيث المبدأ" بالعمل وفقا لتلك التوجيهات’ إلا أنه وجد اللغة التركية بالغة الصعوبة كما أنه لم يستطع بدايةً التعاطي بسهولة مع المحيط الجديد الذي رأه مختلفا كثيرا من وجهة الدين والثقافة المجتمعية والتقاليد السائدة.

هذا دفعه إلى اليأس وفقدان الصبر أحيانا كثيرة مما جعله في البداية ينطوي على نفسه ويعيش مع ذويه من العمال الألمان الأجانب داخل ما يسمى "بالمجتمعات المتوازية" أي بعيدا عن متطلبات الاندماج في الوسط الجديد. لكن المرأة التركية "إلا" التي أعجبت به جعلته بالتدريج أكثر تقبلا لمعرفة بل لمحبة الوسط الجديد.

غير أن دوامة قاسية هيمنت عليه وجعلته في حيرة قاسية بين تجاوُبه الحذِر مع إغراءات الشابة التركية وحرصه من ناحية أخرى على الالتزام بالإخلاص والوفاء لزوجته التي انتظرت عودة اللقاء بينهما بصبر كبير وظلت تكتب له أسبوعيا رسالة تلو الأخرى تنم عن الحب والإخلاص والحنين.

تناحر الأجيال حيال الاندماج

في هذه الأثناء تحقق جمع شمل العائلة فجاءت زوجته لويزا إلى اسطنبول بصحبة ابنتها ولم تعد الشابة التركية خليلة أحلام الزوج بل أصبحت الصديقة الحميمة للأسرة بكاملها. أنجبت لويزا في تركيا ولدا شعر منذ البداية بأنه تركي في الدرجة الأولى وألماني في الدرجة الثانية وبات مثل أخته يتقن التركية على نحو أفضل من الألمانية مما أثار أحاسيس القلق لدى الوالدين الراغبين بالعودة يوما ما إلى مدينتهم في ألمانيا.

أما في واقع الأمر فقد كانت لديهما هما أيضا رغبة جامحة بالبقاء في اسطنبول دوما حيث تكيفا في هذه الأثناء مع المعطيات الحياتية بعد مرحلة عسيرة من التقلب والقلق والتردد وأصبحا رغم بقاء الدوامة في أعماق أنفسهما يشعران بأنهما "بشكل أو آخر" ينتميان إلى هذا البلد الذي اعتبراه في الأصل غريبا. ظلت العائلة إذن مقيمة في اسطنبول ولم تتبق من الموطن الأصلي سوى الذكريات والأمل في العودة الذي لم يكتب له أن يتحقق.

لا شك أن المسرحية عمل فني في المقام الأول أي أنها انطلقت من مفهوم "الفن من أجل الفن" لكنها تضمنت أيضا رؤية تربوية نقدية فيما يتعلق لا بالسيناريو الوهمي بل بالواقع الحي المرتبط بأوضاع العمال الأجانب الذين يفدون من دول بعيدة إلى ألمانيا وغيرها من دول أوروبا الصناعية المتطورة بحثا عن الرزق وتطلعا إلى حياة أفضل لهم ولذويهم.

فهم يأتون إلى بلدان لا يتحدثون بلغتها ولا يعرفون عاداتها وتقاليدها كما أن خلفيتهم التعليمية لا تؤهلهم في أغلب الحالات للتكيف اللغوي والمجتمعي بسرعة مما يجعلهم يشعرون بالإحباط النفسي رغم تحسن أوضاعهم بالمفهوم الاقتصادي البحت ويؤدي إلى تقوقعهم داخل مجتمعات متوازية تتألف من أبناء موطنهم النازحين مثلهم إلى محيط غريب عنهم في شتى المجالات.

ومما يزيد الطين بلة أن السلطات المعنية في البلد الجديد لا تبذل في الأغلب الجهود اللازمة والمستدامة من أجل الإسراع في تكيفهم لغويا واجتماعيا مع المعطيات الجديدة. وكالحال في سيناريو اسطنبول الوهمي يقع شرخ ثقافي داخل العائلة المهاجرة بين جيل الوالدين أو الجدين وجيل الشباب الذي يتكيف أسرع ويتقن لغة البلد "الغريب" بصورة أفضل من اللغة الأصلية دون أن يعني ذلك على نحو أكيد بأن الاندماج تحقق حيث يظل حتى الجيل الجديد في حالة تقلب بين معايير الوالدين وطبيعة المجتمع الجديد.

أغانٍ بالتركية ساحرة وصعبة أيضا

تطلب دراماتورغ أي فن إعداد المسرحية تقديم عدد كبير من الأغاني باللغة التركية مما شكل تحديا شديدا للقدرة اللغوية لممثلي هذه المسرحية الألمان. لكنهم أبدعوا في هذا الغناء بناء على حكم زملائهم الأتراك. وقد شكلت الأغاني خليطا بارعا بين نمطي الحنين الحزين والتعبير عن البهجة.

العلاقة "الأبدية" الصعبة بين الألمان والفرنسيين

عرضت أوبرا بون عملا فنيا آخر حول ازدواجية العلاقة بين الشعوب. حيث أظهرت الملحمة الأوبرالية المسماة „لينوريه LEONORE 40/45" الحزازات القائمة بين الألمان والشعب الفرنسي على ضوء الحروب التي خاضها الشعبان خاصة منذ إنشاء الرايخ الألماني عام 1871 مرورا بالحربين العالميتين اللتين خاضهما الشعبان في خنادق العداء والكراهية.

تعود تسمية هذه الملحمة الى الأوبرا الوحيدة التي أعدها بيتهوفين والمسماة فيديليو. أما الرقم 40-45 فانه يعكس المرحلة الحافلة باليأس والمرارة لدى الفرنسيين باحتلال ألمانيا لبلادهم في الحرب العالمية الثانية طيلة تلك الفترة.

 

مسرحية في مدينة بون في ألمانيا - الملحمة الأوبرالية المسماة "لينوريه 40-45" تبرز الحزازات القائمة بين الألمان والشعب الفرنسي. leonore40_45_istanbul_theaterstuck_in_bonn_foto_thilo_beu.jpg
حزازات بين الألمان والفرنسيين: الملحمة الأوبرالية المسماة "لينوريه 40-45" تبرز الحزازات القائمة بين الألمان والشعب الفرنسي على ضوء الحروب التي خاضها الشعبان خاصة منذ إنشاء الرايخ الألماني عام 1871 مرورا بالحربين العالميتين اللتين خاضهما الشعبان في خنادق العداء والكراهية. تعود تسمية هذه الملحمة الى الأوبرا الوحيدة التي أعدها بيتهوفين والمسماة فيديليو. أما الرقم 40-45 فانه يعكس المرحلة الحافلة باليأس والمرارة لدى الفرنسيين باحتلال ألمانيا لبلادهم في الحرب العالمية الثانية طيلة تلك الفترة. تدور الأوبرا حول علاقة حب بين جندي ألماني يدعى ألبرت وفتاة فرنسية تسمى إيفيت لاقت كافة أشكال الرفض بل الكراهية من الطرفين. فالفرنسيون اعتبروا العلاقة بين عسكري تابع لمحتل قاهر وفتاة يخضع شعبها للقمع والاحتلال إذلالا وإهانة وأكثر من ذلك خيانة للشعب الفرنسي بكامله.

 

تدور الأوبرا حول علاقة حب بين جندي ألماني يدعى ألبرت وفتاة فرنسية تسمى إيفيت لاقت كافة أشكال الرفض بل الكراهية من الطرفين. فالفرنسيون اعتبروا العلاقة بين عسكري تابع لمحتل قاهر وفتاة يخضع شعبها للقمع والاحتلال إذلالا وإهانة وأكثر من ذلك خيانة للشعب الفرنسي بكامله.

أما قوات الاحتلال فقد رفضت تلك العلاقة باعتبارها تتناقض مع الأسس الأيدولوجية والقيم العرقية التي بني عليها النظام النازي لهتلر. أعد موسيقى هذه الأوبرا الحديثة رولف ليبرمان السويسري الذي ولد في زيوريخ ودرس هناك القانون قبل أن يكرس نفسه للأعمال الموسيقية.

الجدير بالذكر أن هذه الأوبرا التي عرضت للمرة الأولى في سويسرا وبعد ذلك في ألمانيا في غضون خمسينيات القرن الماضي لقيت إعجابا واضحا لدى السويسريين فقط باعتبارهم كانوا وما زالوا يلتزمون تقليديا بموقف الحياد التام حيال الخلافات والصراعات والحروب الأوروبية. أما أغلبية الألمان فقد بغضتها واعتبرتها طعنا في تراثهم السياسي والتاريخي.

هنا تحتم علينا أن نذكر بأن عرض هذه الأوبرا في عام 1952 جاء مبكرا للغاية حيث لم تكن الحرب العالمية الثانية قد آلت إلى النهاية إلا قبل سبع سنوات فقط من هذا الحدث الفني. أما الفرنسيون فقد رفضوا الملحمة وما زالوا يضمرون الكراهية لها حيث لم تعرض هذه الأوبرا حتى يومنا هذا في أي مسرح للأوبرا في كل فرنسا.

 

 

عارف حجاج

 حقوق النشر: عارف حجاج / موقع قنطرة 2021

ar.Qantara.de