مسلمون صينيون: نظام الصين الشيوعي يريد قلع الإسلام من جذوره في إقليم لينشيا: "مكة الصينية"

خشية على مستقبل الأقلية المسلمة في إقليم لينيشا أو "مكة" الصينية: يشدد النظام الشيوعي في الصين سياسته في إقليم صيني (اسمه: لينشيا) متمتع بحكم ذاتي وكان يعد موئلاً للحرية الدينية بالنسبة لقومية هوي الصينية المسلمة. واليوم، يقول المسلمون إنهم يخشون من مسعى متعمد لدى السلطات "للقضاء" على الإسلام بعد أن حصرت عدد الأئمة ومنعت الآذان عبر مكبرات الصوت في 355 مسجداً في المقاطعة تحت عنوان "مكافحة التلوث السمعي". "إنهم يريدون قلع الإسلام من جذوره"، يقول رجل دين بارز رفض الكشف عن هويته، ويداه ترتعشان. ثم يضيف: "لم يعد من حق الأطفال أن يؤمنوا بالدين: فقط بالشيوعية والحزب". كان أكثر من ألف طفل وشاب يحضرون دروساً دينية خلال العطل المدرسية في المساجد القريبة من منازلهم. أما اليوم فلم يعد بامكانهم دخولها.  ويقول الإمام مستذكرا الحملة الماوية المتشددة خلال سنوات 1966 - 1973، إن الأمر "يشبه العودة ببطء إلى زمن الثورة الثقافية"، عندما هدمت المساجد أو حُوِّلت إلى اسطبلات للحمير.  وفي الصين، يمكن تمييز المسلمين برفضهم تناول لحم الخنزير وبالحجاب الذي ترتديه النساء اللواتي يقدمن لحم الخراف المطبوخ في المطاعم الحلال، أو القلنسوة البيضاء التي يعتمرها الرجال لدى ذهابهم إلى المسجد في وقت الصلاة. وبات أطفال بعمر 10 سنوات يقضون عطلتههم أمام التلفزيون في حين كانوا يدرسون خمس ساعات في اليوم في المسجد. وفي المدرسة، يشجعونهم المدرِّسون على الانضمام إلى الحزب الشيوعي. وحاول إمام أن يعطي دروساً في السر، لكنه توقف عن ذلك خوفاً من العقاب. ويقول: "الإسلام يملي علينا تعليم الدين من الولادة وحتى الممات. ما إن يصبح الطفل قادراً على الكلام، يجب أن يتعلم القرآن". الأهالي قلقون. وتقول إحدى الأمهات المسلمات وهي تبكي أمام وعاء من الأرز، "نحن خائفون جداً. اذا استمرت الأمور على هذا النحو على مدى جيل أو جيلين ستختفي تقاليدنا". وتقول منظمة العفو الدولية إن هذا هو الهدف بالتحديد، إذ أن السلطات تستهدف القُصَّر "لضمان زوال التقاليد الدينية".  واستهدفت القيود القانونية المتصلة بالعبادة في السنوات الأخيرة جميع الأديان المعترف بها في الصين بما في ذلك البوذية والكاثوليكية مع تغليظ العقوبات في حال ارتكاب ممارسات مخالفة للقانون. لكن يبدو أنها تستهدف المسلمين بشكل خاص. والسبب وراء ذلك هو الوضع المتوتر للغاية في شينغيانغ، الإقليم الشاسع منطقة الشاسعة في شمال غرب الصين التي تعيش فيها أقلية الأويغور، وهي قومية تركية-مسلمة، وتشهد أعمال عنف وهجمات تنسب إلى ناشطين من الأويغور الداعين إلى الاستقلال. ........................... لا تزال المآذن ماثلة للعيان لكن لم تعد تسمع خطوات الفتية في أرجاء مساجد لينشيا التي تعرف باسم "مكة الصغرى" في مقاطعة قانسو شمال غرب الصين حيث بات من هم دون السادسة عشرة ممنوعين من تلقي الدروس الدينية. لقد شدد النظام الشيوعي سياسته في إقليم لينشيا المتمتع بحكم ذاتي والذي كان يعد موئلاً للحرية الدينية بالنسبة لقومية هوي الصينية المسلمة. واليوم، يقول المسلمون إنهم يخشون من مسعى متعمد لدى السلطات "للقضاء" على الإسلام بعد أن حصرت عدد الأئمة ومنعت الآذان عبر مكبرات الصوت في 355 مسجداً في المقاطعة تحت عنوان "مكافحة التلوث السمعي". "إنهم يريدون علمنة المسلمين وقلع الإسلام من جذوره"، يقول رجل دين بارز رفض الكشف عن هويته، ويداه ترتعشان. ثم يضيف: "لم يعد من حق الأطفال أن يؤمنوا بالدين: فقط بالشيوعية والحزب". يحظر المرسوم المحلي الصادر في بداية السنة واطلعت عليه وكالة فرانس برس على أي فرد أو مكان للعبادة "تنظيم أو توجيه أو دعم أو السماح للقاصرين بالدخول إلى أماكن دينية لدراسة النصوص الدينية أو المشاركة في الأنشطة الدينية". استهدفت القيود القانونية المتصلة بالعبادة في السنوات الأخيرة جميع الأديان المعترف بها في الصين بما في ذلك البوذية والكاثوليكية مع تغليظ العقوبات في حال ارتكاب ممارسات مخالفة للقانون. لكن يبدو أنها تستهدف المسلمين بشكل خاص. والسبب وراء ذلك هو الوضع المتوتر للغاية في شينغيانغ، الإقليم الشاسع منطقة الشاسعة في شمال غرب الصين التي تعيش فيها أقلية الأويغور، وهي قومية تركية-مسلمة، وتشهد أعمال عنف وهجمات تنسب إلى ناشطين من الأويغور الداعين إلى الاستقلال. لقد كثفت السلطات تحركها في الأشهر الأخيرة باسم مكافحة الإسلام المتطرف. وهناك مراكز لإعادة التثقيف السياسي تنفي بكين وجودها تستضيف المشتبه بهم الذين يتم توقيفهم أحياناً لمجرد أنهم أطلقوا لحيتهم أو عثر في حوزتهم على مصحف. يؤكد مسلمو لينشيا ألاَّ علاقة لهم بمسلمي شينغيانغ الذين لا يقاسمونهم لا اللغة ولا العادات.  ويقول الحلاق ما جيانكاي (40 عاما) "إنهم مسلمون أيضا لكنهم عنيفون ومتعطشون للدماء". ويؤيد شاب جاء من شينغيانغ إلى لينشيا لدراسة القرآن والاستمتاع بحرية غير مألوفة في منطقته، ذلك بقوله إن "الأمور مختلفة جداً هنا". لكن بنظر النظام، فإن "الغيرة الدينية تعزز التعصب الذي يقود (...) إلى الهجمات الإرهابية"، يقول أحد الأئمة، شارحاً أن تشديد القيود في لينشيا ينبع مباشرة من الوضع في شينغيانغ. كان أكثر من ألف طفل وشاب يحضرون دروساً دينية خلال العطل المدرسية في المساجد القريبة من منازلهم. أما اليوم فلم يعد بامكانهم دخولها. ويتمكن فقط حوالي عشرين طالباً ممن لا يقل عمرهم عن 16 عاماً والمصرح عنهم رسمياً للسلطات من دخول غرف تدريس على جدرانها رفوف رُتبت عليها مصاحف استقدمت من المملكة العربية السعودية. وتقول السلطات إنها حظرت التعليم الديني حرصاً على أن يرتاح الأطفال خلال الإجازة ويكرسوا وقتهم بصورة أفضل لدراستهم. لكن الأهل قلقون. وتقول ما لان (45 عاما) وهي تبكي أمام وعاء من الأرز، "نحن خائفون جداً. اذا استمرت الأمور على هذا النحو على مدى جيل او جيلين ستختفي تقاليدنا". ويقول وليام ني من منظمة العفو الدولية إن هذا هو الهدف بالتحديد، إذ أن السلطات تستهدف القُصَّر "لضمان زوال التقاليد الدينية". بات ابن ما لان وعمره 10 سنوات يقضي عطلته أمام التلفزيون في حين كان يدرس خمس ساعات في اليوم في المسجد ويحلم بأن يصبح إماماً. وفي المدرسة، يشجعه المدرِّسون على كسب المال والانضمام إلى الحزب الشيوعي، تقول الأم. خلال العطلة المدرسية الماضية، زار مفتشون المسجد بانتظام للتأكد من عدم وجود أطفال فيه. وحاول الإمام أن يعطي دروساً في السر قبل شروق الشمس، لكنه عدل عن ذلك خوفاً من العقاب. مع ذلك، يقول لفرانس برس إن "الإسلام يملي علينا تعليم الدين من الولادة وحتى الممات. ما إن يصبح الطفل قادراً على الكلام، يجب أن يتعلم القرآن". في الصين، لا يمكن تمييز كثير من المسلمين عدا عن رفضهم تناول لحم الخنزير. ويُعرف مسلمو لينشيا بأنهم اندمجوا بشكل جيد تاريخياً مع قومية الهان التي تعد المجموعة المهيمنة في البلاد. لكن يمكن في لينشيا تمييزهم بوضوح أكبر من أي مكان آخر سواء من الحجاب الذي ترتديه النساء اللواتي يقدمن لحم الخراف المطبوخ في المطاعم الحلال، أو القلنسوة البيضاء التي يعتمرها الرجال لدى ذهابهم إلى المسجد في وقت الصلاة. وتسود أجواء البازار في شوارع المدينة حيث ينتشر تجار السجاد وباعة البخور ومقدمي "الشاي ذي الكنوز الثمانية" وهو شراب محلي يُصنع من التمر. تعين على الأعيان المسلمين أن يتعهدوا خطياً باحترام المرسوم، لكن أحدهم رفض مثيراً غضب السلطات ومسببا الحرج لزملائه الذين باتوا يتجنبونه. ويقول متحدثاً عن الحملة الماوية المتشددة خلال سنوات 1966 - 1973، إن الأمر "يشبه العودة ببطء إلى زمن الثورة الثقافية"، عندما هدمت المساجد أو حُوِّلت إلى اسطبلات للحمير. ويؤكد أئمة آخرون أن السلطات تصدر الآن عددًا أقل من التراخيص لتدريس الدين. ويقول أحدهم، "في الوقت الحالي، هناك ما يكفي منا لكنني قلق بشأن المستقبل. حتى وإن كان لدينا طلاب فإنه لا يوجد عدد كافٍ من الموظفين المدربين تدريباً جيداً لتدريسهم". (أ ف ب)