مسلمو سريبرينيتسا يقاطعون الانتخابات ما قد يؤدي إلى مجلس بلدي بلا بوسنيين لأول مرة منذ الحرب

أعلن مسلمو مدينة سريبرينيتسا مقاطعتهم للانتخابات البلدية -التي تُجرَى يوم الأحد 21 / 02 / 2021 في المدينة- وذلك احتجاجا على ظروف انتخابية يعتبرونها مؤاتية للصرب في هذه المدينة الواقعة في شرق البوسنة حيث تكثر التوترات السياسية بين البوسنيين والصرب.

وكانت اللجنة الانتخابية قد أمرت بإعادة الانتخابات بعدما ألغت نتائج تصويت أول أجري في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 بسبب عمليات تزوير شابتها بحسب البوسنيين المسلمين.

وكان الصرب قد فازوا في الانتخابات التي حقق فيها مرشّحهم ملادن غرويشيتش، رئيس البلدية المنتهية ولايته، فوزا كبيرا على خصمه البوسني علي تاباكوفيتش.

وقال رئيس بلدية سريبرينيتسا السابق البوسني جميل دوراكوفيتش "قرّرنا عدم المشاركة في هذه الانتخابات ودعونا الناس الذين يؤيدون عملنا السياسي إلى الاقتداء بنا".

وقد تؤدي مقاطعة الانتخابات إلى إنشاء مجلس بلدي بلا أعضاء بوسنيين للمرة الأولى منذ حرب دارت بين العرقيتين بين عامي 1992 و1995 أوقعت أكثر من مئة ألف قتيل.

وقبيل انتهاء النزاع، قتلت قوات صرب البوسنة ثمانية آلاف بوسني في سريبرينيتسا.

وفي 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 ألغت اللجنة الانتخابية نتائج الانتخابات بسبب مخالفات شابتها على غرار تصويت ناخبين أكثر من مرة ووجود بطاقات انتخابية داخل صناديق الاقتراع قبل بدء العملية الانتخابية.

لكن المعسكر البوسني يحتج على عدم إلغاء اللجنة نتائج التصويت بالمراسلة.

ويقول المرشّحون البوسنيون إنه تعذّر على المئات من سكان سريبرينيتسا البوسنيين ممن انتقلوا منذ المجزرة للإقامة خارجها، التصويت بسبب تأخر تسليم البطاقات بريديا.

وندّد رئيس البلدية المنتهية ولايته بـ"ضغوط سياسية" على اللجنة الانتخابية.

وقال غرويشيتش "يرفض البعض الإقرار بأن الأوضاع في سريبرينيتسا قد تغيّرت"، وبأن "البوسنيين صوّتوا لصالح مرشّح صربي".

وهو كان قد نال 70 بالمئة من الأصوات في الانتخابات التي ألغيت، مقابل 29 بالمئة لخصمه.

وتابع غرويشيتش "سنثبت لمن يريدون اتّهامنا بالمخالفات أن هذه الانتخابات ستجرى من دون مشاكل".

ويشير أحدث تعداد سكاني أجري في العام 2013 إلى أن عدد سكان سريبرينيتسا يبلغ 13 ألفا و400 نسمة، بينهم 7200 بوسني و6000 صربي، لكن التقديرات تفيد بأن أعداد المقيمين منهم في المدينة أقل بكثير.

وصنّف القضاء الدولي مجزرة سريبرينيتسا بأنها إبادة جماعية، لكن صرب البوسنة، وبينهم غرويشيتش الذي يتولى رئاسة البلدية منذ العام 2016، يرفضون هذا التصنيف. أ ف ب 19 / 02 / 2021