مسلمو فرنسا ينددون بمقال يتضمن "هذيانا جنونيا" ضد الإسلام ويدعو لإبطال آيات من القرآن

أدان مسؤولون عن مسلمي فرنسا الإثنين 23 / 04 / 2018 مقالا شديد اللهجة نُشِرَ الأحد في فرنسا تضمن مطالبة بإبطال آيات من القرآن، وتنديدا بما وصفه المقال بـ "نوع جديد من معاداة السامية". وقال دليل بوبكر عمدة جامع باريس الكبير في بيان أن "الادانة الظالمة والهذيان الجنوني بمعاداة السامية في حق مواطنين فرنسيين مسلمين عبر هذا المقال، يهددان جديا بإثارة طوائف دينية ضد أخرى". وأضاف بوبكر أن "المواطنين الفرنسيين المسلمين المتمسكين بأكثريتهم بالقيم الجمهورية لم ينتظروا هذا المقال (..) بل هم ينددون منذ عقود ويكافحون معاداة السامية والعنصرية ضد المسلمين بكافة أشكالها". والمقال الذي نشرته الأحد صحيفة "لو باريزيان" ويحمل عنوان "ضد معاداة السامية الجديدة" يتحدث عن "تطرف إسلامي" ويدق ناقوس الخطر ضد ما اعتبره "تطهيرا عرقيا صامتا" تتعرض له الطائفة اليهودية في المنطقة الباريسية. وحض الموقعون الـ 300 على المقال وبينهم الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي ورئيسا الوزراء السابقان مانويل فالس وجان بيير رافاران والمغني شارل أزنافور والممثل جيرار ديبارديو، سلطات المسلمين على إبطال سور القرآن التي تدعو الى "قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والكفار". من جهته، ندد عبد الله زكري رئيس المرصد الوطني الفرنسي ضد كراهية الإسلام بما اعتبره جدلا "مثيرا للغثيان وكارثيا". وأضاف أن "رجال السياسة الفاشلين الذين يعانون من عدم الاهتمام الإعلامي بهم، وجدوا في الإسلام والمسلمين في فرنسا كبش فداء جديدا". وقد نددت الشخصيات الموقعة على المقال بـ "معاداة السامية الجديدة" التي يغلب عليها "التطرف الإسلامي"، ودانت "الصمت الإعلامي" وعملية "تطهير عرقي بلا ضجيج" في بعض الأحياء. وقال البيان: "نطلب أن تصبح مكافحة هذا الإخفاق الديمقراطي الذي تمثله معاداة السامية، قضية وطنية قبل فوات الأوان". ولم ينكر مسؤولون عن مسلمي فرنسا اتصلت بهم فرانس برس وجود مشاعر معاداة للسامية في فرنسا لكنهم رفضوا بشدة محتوى المقال وخصوصا التهجم على الإسلام، كما قالوا. وقال رئيس مجلس الديانة الإسلامية أحمد أوغراس لفرانس برس "هذا المقال لا معنى له وخارج الموضوع. الأمر الوحيد الذي نتبناه (منه) هو وجوب أن نكون جميعا ضد معاداة السامية". أما طارق أوبرو إمام مسجد بوردو (جنوب غرب) الكبير فاعتبر أن "القول بأن القرآن يدعو إلى القتل قول بالغ العنف وسخيف". وأضاف "القرآن أنزل بالعربية. وأعتقد أن الذين وقعوا على المقالة قرأوا ترجمة للقرآن وتاويلا له. هذا يدل على نقص في الثقافة الدينية. كل نص مقدس يتضمن عنفا حتى الإنجيل". ودون الخوض في تفاصيل المقال الذي لم توقعه، قالت وزيرة العدل نيكول بيلوبات الأحد إنه يتعين "القيام بكل شيء لتفادي حرب طائفية" مضيفة أن "فرنسا نظرا لطبيعة تكوينها بلد الاختلاط والتناغم" الاجتماعي. يُذكر أن مقتل مسنة يهودية في شقتها بباريس في آذار/مارس 2018 كان أثار صدمة كبيرة بين يهود فرنسا الذين يمثلون نحو 0,7 بالمئة من الفرنسيين. وسجلت الأعمال المعادية للسامية تراجعا في فرنسا للعام الثالث على التوالي، وبلغ التراجع 7%، بحسب وزارة الداخلية. غير ان هذا التراجع تزامن مع زيادة في الأعمال الأخطر (عنف وحرائق ...) التي زادت بنسبة 26 بالمئة. وكان نصيب يهود فرنسا ثلث هذه الحوادث. وفي آخر تقرير لها سجلت اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان: "استمرار الأفكار المسبقة المعادية للسامية التقليدية التي تربط اليهود بـ (حب) المال والسلطة وتأخذ عليهم انغلاقهم الطائفي". د ب أ