مصر - احتجاجات نادرة مطالبة برحيل السيسي في القاهرة والإسكندرية والسويس ودمياط والمحلة

قال شهود وسكان إن مئات المحتجين تجمعوا في وسط القاهرة وعدة مدن أخرى في ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة 20 / 09 / 2019 مرددين شعارات مناهضة للحكومة في استجابة لدعوة على الإنترنت للتظاهر ضد فساد بالحكومة.

وباتت المظاهرات بمصر نادرة للغاية عقب حملة واسعة على المعارضة تحت حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تولى السلطة بعد الإطاحة بالرئيس السابق عضو جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.

وتحركت قوات الأمن لتفريق التجمعات الصغيرة والمتفرقة باستخدام الغاز المسيل للدموع في القاهرة ولكن شبانا كثيرين ظلوا بالشوارع بوسط العاصمة وهم يهتفون "ارحل يا سيسي" وذلك حسبما قال مراسلون لرويترز في الموقع.

وقال شهود إن الشرطة ألقت القبض على بعض المتظاهرين. وبحسب سكان ومقاطع مصورة بُثت على الإنترنت شهدت الإسكندرية على البحر المتوسط ومدينة السويس على البحر الأحمر وكذلك مدينة المحلة الكبرى التي تقع على بعد نحو 110 كيلومترات شمالي القاهرة بدلتا النيل احتجاجات صغيرة.

وانتشرت قوات الأمن بكثافة في وسط القاهرة وبميدان التحرير الذي بدأ فيه احتجاج حاشد أطاح بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011.

ولم يتسن بعد الوصول إلى السلطات للتعليق. ولم يغطِ التلفزيون الرسمي تلك الوقائع. وقال مقدم برامج تلفزيونية مؤيد للحكومة إن مجموعة صغيرة من المحتجين تجمعت بوسط القاهرة لتصوير مقاطع فيديو والتقاط صور ذاتية (سيلفي) بالهواتف المحمولة قبل مغادرة الموقع. وقالت محطة أخرى مؤيدة للحكومة إن الوضع حول ميدان التحرير هادئ.

وكان مقاول بناء وممثل تحول إلى نشط سياسي ويعيش في إسبانيا اسمه محمد علي قد دعا في سلسلة من المقاطع المصورة إلى الاحتجاج بعد اتهام السيسي والجيش بالفساد. ورفض السيسي هذه الادعاءات يوم السبت الماضي ووصفها بأنها "كذب وافتراء".

وانتخب السيسي لأول مرة في 2014 بعد حصوله على 97 في المئة من الأصوات ثم أعيد انتخابه بعد ذلك بأربع سنوات بنفس النسبة في انتخابات كان المرشح الآخر الوحيد فيها من أنصار السيسي.

ويقول أنصار السيسي إنه لا بد من سحق المعارضة من أجل استقرار مصر بعد الانتفاضة التي وقعت في 2011 والاضطرابات التي أعقبتها ومن بينها عمليات يقوم بها متشددون إسلاميون في شبه جزيرة سيناء أدت إلى سقوط مئات القتلى من أفراد الشرطة والجيش والمدنيين. وينسبون للسيسي أيضا فضل الإصلاحات الاقتصادية التي تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي.

وخرج مئات المصريين إلى الشوارع مساء الجمعة للاحتجاج ضد الحكومة. وتجمع مواطنون في وسط القاهرة وعدة مدن أخرى، مثل الاسكندرية والسويس ودمياط في ساعة متأخرة من مساء الجمعة ورددوا شعارات مناهضة للحكومة وذلك بعد دعوة على الإنترنت للتظاهر ضد الفساد.

وطالب متظاهرون برحيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تولى السلطة عام 2013. وانتشرت قوات الأمن لتفريق المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع.

واعتُقل العديد من الأشخاص الجمعة في القاهرة بينما كانوا يتظاهرون للمطالبة برحيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب صحافيّين في وكالة فرانس برس.

وخرجت تظاهرات صغيرة معارضة للسيسي في العاصمة ومدن مصريّة أخرى، لكنّ الشرطة فرّقتها سريعاً. وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الأشخاص الذين تجمّعوا في الإسكندرية والمحلة ودمياط في دلتا النيل وكذلك في السويس.

في القاهرة، شاهد صحافيّو فرانس برس خمسة اعتقالات خلال تظاهرة ليليّة في ميدان التحرير الذي شكّل مركزاً للثورة ضدّ حكم الرئيس حسني مبارك عام 2011. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في محيط الميدان. وكان هناك انتشار أمني كثيف.

ونُشرت على الإنترنت لقطات من التظاهرات التي هتف فيها العشرات "اِرحل يا سيسي"، باستخدام وسم #ميدان_التحرير. وخرجت تظاهرات الجمعة استجابةً لدعوات تمّ إطلاقها عبر شبكات التواصل الاجتماعي ولا سيّما من جانب رجل الأعمال المصري في المنفى محمّد علي. وقد نشر مُقاول البناء هذا، مقاطع فيديو من إسبانيا تدعو إلى إطاحة السيسي.

وكانت انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي سلسلة فيديوهات يتهم فيها محمد علي الرئيس والجيش المصريين بتبديد المال العام في مشروعات لا طائل منها وفي تشييد قصور رئاسية.

وزعم علي (45 عاماً) أنّ الجيش المصري مدين له بملايين الجنيهات مقابل مشروعات نفذتها شركة "أملاك للمقاولات" التي كان يملكها.

ورغم أن علي لم يقدم أي دليل على مزاعمه حول تبديد النظام المصري لملايين الجنيهات من المال العام، إلا أن فيديوهاته شُوهدت ملايين المرات ولاقت تفاعلات كثيرة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

ونفى السيسي في مؤتمر عُقد السبت الفائت في القاهرة الاتهامات بالفساد التي وجّهها المقاول المصري إليه وإلى الجيش، مؤكدا أنه "شريف وأمين ومخلص". وقال السيسي إن الاتهامات التي وجهها إليه علي "كذب وافتراء"، بدون أن يشير صراحة للمقاول.

وأضاف نافياً ما أُثير من اتّهامات ضدّه وضدّ الجيش: "ابنكم (السيسي) إن شاء الله شريف وأمين ومخلص". وكان علي قال إنه سيُواصل نشر مقاطع الفيديو حتّى تردّ عليه السُلطات في شكل رسمي.

وتخضع التظاهرات في مصر لقيود شديدة بموجب قانون صدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 بعد بضعة أشهر من إطاحة الجيش بالرئيس الإسلامي محمّد مرسي في تمّوز/يوليو العام نفسه. رويترز ، د ب أ ، أ ف ب