منظمة الصحة العالمية تصف تفشي كورونا بأنه جائحة ووباء عالمي بعد تجاوز الوفيات أربعة آلاف عالمياً

أعلن تيدروس إدهانوم، مدير منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء 11 / 03 / 2020 إن عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد19) وصل مستوى جائحة عالمية.

وقال: "تقوم منظمة الصحة العالمية بتقييم هذا التفشي على مدار الساعة، ونحن نشعر بقلق عميق إزاء المستويات المقلقة للانتشار وشدته، وكذلك بسبب مستويات التقاعس المزعجة".

وأضاف تيدروس أنه خلال الأسبوعين الماضيين، فإن أعداد الحالات المصابة بكوفيد19- خارج مركز المرض في الصين، تزايدت 13 ضعفا وعدد الدول التي تضررت تضاعفت ثلاثة أضعاف.

وبلغ عدد حالات الإصابة على مستوى العالم 118 ألف حالة في 114 دولة، ووفاة 4 آلاف و 291 شخصا. وعلى الرغم من إعلان المرض كجائحة، والذي يفهم على أنه تفشي صعب السيطرة عليه والذي ينتشر عالميا، شدد تيدروس على أنه لا يزال من الممكن خفض أعداد الإصابات باتخاذ تدابير سياسة صحية حازمة . وقال مدير منظمة الصحة العالمية "يمكن لجميع الدول تغيير مسار هذه الجائحة".

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس يوم الأربعاء إن المنظمة ترى أن تفشي فيروس كورونا يشكل وباء. وأضاف خلال مؤتمر صحفي "قلقون للغاية من مستويات الانتشار ومن مستويات عدم اتخاذ الإجراءات (اللازمة). لذلك وصلنا إلى تقييم مفاده أن كوفيد-19 (فيروس كورونا) يمكن تصنيفه بأنه وباء".

وتتضاعف الجهود والمبادرات الرامية إلى تفادي حدوث كارثة اقتصادية عالمية بسبب فيروس كورونا الذي أجبر الإيطاليين الأربعاء 11 / 03 / 2020 لليوم الثاني على ملازمة منازلهم بعد الإغلاق التام في هذا البلد حيث يسجل ارتفاع سريع في عدد ضحايا الوباء.

وتخطى عدد الوفيات جراء وباء كوفيد-19، 4280 شخصا في أنحاء العالم من بين 118554 إصابة بحسب حصيلة وضعتها وكالة فرانس برس استنادا إلى الأرقام الرسمية.

وسجلت الصين (باستثناء هونغ كونغ وماكاو) حيث بدأ تفشي الوباء في كانون الأول/ديسمبر 2019، 80778 إصابة من بينها 3158 حالة وفاة. أما البلدان الأخرى الأكثر تأثرا بفيروس كورونا المستجد فهي إيطاليا (10149 إصابة و631 حالة وفاة) وإيران (8042 إصابة منها 291 حالة وفاة) وكوريا الجنوبية (7755 إصابة و54 حالة وفاة) وفرنسا (1784 إصابة و33 حالة وفاة). وفي المجموع، سجّلت 37776 إصابة خارج الصين حتى صباح الأربعاء بما في ذلك 1113 حالة وفاة.

مبادرات لتفادي كارثة اقتصادية عالمية بسبب فيروس كورونا

وقد أثّر تفشي فيروس "كوفيد-19" سلبا على مختلف الأحداث الرياضية حول العالم، فدفع إلى إلغاء بعضها أو إرجائه، أو إقامة أحداث أخرى من دون جمهور المشجعين، لاسيما مباريات كرة القدم في أوروبا.

وينعكس الوباء على الحياة اليومية للناس، وأشارت اليونسكو إلى أن المدارس "أغلقت في 15 بلدا، بما يطال 363 مليون تلميذ وتلميذة. وقد انضمت أوكرانيا مع إعلان العاصمة كييف إغلاق مدارسها.

وبهدف مساعدة الاقتصاد البريطاني على مواجهة "الصدمة" التي خلفها وباء كوفيد-19، أعلن بنك إنكلترا عن خفض مفاجئ في فوائده من 0,75 % إلى 0,25 %، وهو التخفيض الأكبر منذ مطلع العام 2009 في ذروة الأزمة المالية، محذرا من أنه سيتخذ "كل التدابير اللازمة الأخرى".

وكان الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد خفض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي. أما بالنسبة إلى البنك المركزي الأوروبي، فسيجتمع أعضاؤه يوم الخميس. وأعلنت إيطاليا الأربعاء تخصيص 25 مليار يورو لمكافحة الوباء.

وكشفت المفوضية الأوروبية الثلاثاء عن إنشاء صندوق استثماري بقيمة 25 مليار يورو "لمواجهة فيروس كورونا" لمساعدة الأنظمة الصحية وغيرها من القطاعات الهشة.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنها ستستخدم "كل الأدوات المتاحة" لدعم الاقتصادات المتأثرة بالوباء، في ختام مؤتمر عبر دائرة الفيديو عقدته مع قادة الدول الأعضاء الـ27.

وفي الولايات المتحدة، أكدت حكومة دونالد ترامب أن خط الرئيس لدعم الاقتصاد التي كانت مقررة الثلاثاء ستعرض قريبا. لكنه كشف عن تدبير رئيسي واحد فقط فيها، وهو خفض الضرائب على الأجور أو حتى إلغاؤها حتى نهاية العام.

وبعدما شهدت هبوطا الإثنين، بدأت الأسواق المالية تتعافى في أوروبا متجاهلة تجدد التشاؤم في الأسواق الآسيوية. وتخضع إيطاليا التي شهدت في 24 ساعة زيادة قياسية في عدد الوفيات الثلاثاء (+168) منذ مساء الإثنين للقيود الصارمة نفسها المطبقة على التنقل والسفر في شمال البلاد منذ نهاية الأسبوع السابق، على أن تستمر حتى الثالث من نيسان/إبريل 2020.

والإيطاليون البالغ عددهم 60 مليونا ملزمون "تجنب التنقل" باستثناء للتوجه إلى العمل أو التبضع أو لإسباب طبية. وستبقى ساحة وكاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان مغلقتين حتى الثالث من نيسان/أبريل 2020.

"ألزمُ منزلي" تلك هي النصيحة البسيطة التي أعطاها رئيس الحكومة جوزيبي كونتي الذي أصدر مرسوما عمم بموجبه إجراء الإغلاق الذي كان مفروضا بالأساس على ربع سكان إيطاليا في المناطق الشمالية، ليشمل كامل البلاد.

وباتت إيطاليا أول بلد يعمم تدابير صارمة بهذا الشكل، سعيا لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد. وتهافت الإيطاليون منذ مساء الإثنين في روما ونابولي على السوبرماركات لشراء منتجات أساسية مثل المعجنات وورق المراحيض.

وتزداد إيطاليا عزلة إذ تطلب النمسا من المسافرين القادمين من هذا البلد تقديم إفادة طبية وقد أوقفت رحلات القطار معها، فيما أغلقت سلوفينيا حدودها معها، كما أوقفت إسبانيا وكذلك شركات بريتيش إيرويز وإير فرانس وراين إير وإير كندا الرحلات إلى المدن الإيطالية.

وفي دول أوروبية أخرى أعلنت بلجيكا اول حالة وفاة على أراضيها وهي تتعلق برجل في التسعين من العمر. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا تستعد لتسارع انتشار الوباء وقد أصيب أحد وزرائها بالفيروس وكذلك الأمر في بريطانيا.

وبات عدد الإصابات في الولايات المتحدة 1001 مع 28 حالة وفاة بحسب جامعة جونز هوبكينز. وفي إجراء غير مسبوق سينشر الحرش الوطني في نيو روشيل في "منطقة عزل" تمتد على دائرة شعاعها 1,6 كلم داخل المدينة البالغ عدد سكانها 80 ألف نسمة.

وألغى المرشحان في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية جو بايدن وبيرني ساندرز مهرجاناتهما الانتخابية الثلاثاء بسبب الوباء.

في المقابل، باشرت الصين تليين تدابيرها وأكد الرئيس شي جينبينغ أن الوباء بات "تحت السيطرة عمليا". وزار للمرة الأولى الثلاثاء ووهان عاصمة محافظة هوباي، بؤرة وباء كوفيد-19، حيث أعلنت السلطات الرفع الجزئي للحجر الصحي المفروض على السكان.

ولم تسجل سوى 24 إصابة جديدة في الساعات الـــ 24 الأخيرة في الصين، في تباطؤ كبير لانتشار الوباء بالمقارنة مع مئات الإصابات الجديدة التي كانت الصين تسجلها يوميا في شباط/فبراير 2020.

لكن مع زيادة عدد الحالات الآتية من خارج الصين، أعلنت بلدية بكين أن جميع القادمين من الخارج سيخضعون للحجر الصحي لمدة 14 يوما.

وخارج الحدود الصينية، يواصل الوباء انتشاره ليصل إلى عتبة الوباء العالمي، بحسب منظمة الصحة العالمية. وألغت اليابان حيث أصيب 568 شخصا بالفيروس وتوفي 12 كل المناسبات العامة الرئيسية لإحياء ذكرى تسونامي 2011 الذي خلف نحو 18500 قتيل ومفقود وأدى إلى كارثة فوكوشيما النووية.

وأعلنت إندونيسيا حيث هناك 27 إصابة، عن أول وفاة مرتبطة بفيروس كورونا المستجد، وهي امرأة أجنبية تبلغ من العمر 53 عاما لم تحدد جنسيتها.

مصر تعيد سياح باخرة الأقصر غير المصابين بكورونا إلى بلادهم

وتم الأربعاء 11 / 03 / 2020 إخلاء الباخرة "ايه-سارة" الراسية في النيل بالأقصر في جنوب مصر والتي أصيب 45 شخصا كانوا على متنها بفيروس كورونا المستجد، من بين نحو مئة راكب، بعد أن جاءت تحاليلهم سلبية للفيروس.

ولاحظ صحافيون من فرانس برس صباح الأربعاء أن الباخرة السياحية ذات الطوابق الثلاثة ما زالت راسية على الرصيف في الأقصر بالقرب من المستشفى العام للمدينة وخاضعة لحراسة الشرطة.

وليس بعيدا عنها، كان معبد الأقصر يستقبل عدة مجموعات سياحية من مختلف الجنسيات. ولم يكن اي سائح يضع قناع الوجه الواقي من الفيروسات.

ومن بين قرابة 100 سائح كانوا على متن الباخرة، جاءت تحاليل 33 منهم إيجابية لكورونا المستجد الأسبوع الماضي وكذلك 12 من أفراد طاقمها الـ 70 المصريين. وليل الثلاثاء-الأربعاء، تمت إعادة 46 سائحا فرنسيا وأميركيا كانوا لا يزالون على السفينة، بحسب وزارة السياحة المصرية.

وقالت وزارة الصحة من جانبها أن "هؤلاء الأجانب غادروا الأقصر وعادوا الى بلادهم (..) بناء على طلب بلديهما وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية".

وصباح الأربعاء، نقل 18 سائحا هنديا كذلك إلى مطار القاهرة من أجل إعادتهم الى بلادهم، وفق السلطات المصرية.

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية مساء الاربعاء أن 38 فرنسيا كانوا على متن الباخرة تمت اعادتهم الليلة الماضية علي رحلة منتظمة لشركة اير فرانس بين القاهرة وباريس".

وأضافت أنها تتابع مع السفارة الفرنسية في القاهرة "حالة الفرنسيين الـ 17 الموجودين في المستشفى في مصر" بعد إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.

وقال مصدر أمني لفرانس برس "كل السياح الذين كانوا على متن السفينة غادروا"، مضيفا أن أفراد الطاقم المصريين سيبقون على متنها لحين انتهاء فترة العزل وهي 14 يوما".

ورغم أن آخر بيان رسمي مصري أشار بعد ظهر الأربعاء إلى اكتشاف 60 إصابة بفيروس كورونا إضافة إلى وفاة ألماني في الستين من عمره متأثرا بالمرض، إلا أن هناك شكوكا في حقيقة هذه الأرقام.

وأعلنت عدة دول من بينها فرنسا والولايات المتحدة ولبنان عن إصابات بكورونا المستجد لدى أشخاص عائدين من مصر.

وتم توقيف ثلاثة أشخاص الأربعاء "بتهمة ترويج إشاعات على حساباتهم الشخصية على فيسبوك من خلال نشر أخبار مغلوطة عن (عدد) حالات الإصابة بفيروس كورونا في مصر خلافا للحقيقة، بحسب مصدر أمني مسؤول.

وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أصدر الثلاثاء "تعليمات للجهات المعنية بالحكومة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال كل من أذاع أخباراً أو بيانات كاذبة أو شائعات، تتعلق بفيروس كورونا المستجد أو غيره، بهدف تكدير الأمن العام أو إلقاء الرعب بين المواطنين أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة"، بحسب ما قال الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء المصري نادر سعد.

والأربعاء، جاءت تحاليل الكشف عن الفيروس إيجابية لدى مجموعة من ثمانية سياح من هونغ كونغ زاروا مصر في الفترة من 27 شباط/فبراير الى 7 آذار/مارس.

وقال الدكتور شوانغ شوك كوان رئيس قسم الأمراض المعدية في مركز الحماية الصحية في هونغ كونغ خلال مؤتمره الصحفي اليومي "ليس لدينا أي فكرة عن ما يحدث في مصر (...) ولا يزال علينا أن نحدد لماذا انتقل الفيروس إلى مثل هذا العدد الكبير من أعضاء المجموعة.

وقال لوكا بونامي وهو سائح كان على متن الباخرة في الاقصر إنه تم ترحيل المواطنين الفرنسيين والاميركيين الذين كانوا لا يزالون عليها ليلا. وأضاف أن أقارب السياح الذين نقلوا إلى المستشفى في مصر "في حالة جيدة".

وفي رسالة الى أحد اقاربه، كتب أحد الأشخاص الذين نقلوا إلى المستشفى "المكان ليس نظيفا، نأكل وجبتين باردتين في اليوم ونأكل بالشوك وبأصابعنا، ليست هناك مشروبات ساخنة ويتعين علينا أن نبقى في غرفنا".

وأعلنت وزارة الصحة الثلاثاء أن 25 شخصا أصبحت تحاليلهم سلبية من بين 45 شخصا كانت تحاليلهم إيجابية على متن الباخرة.

وأعلنت وزارة الطيران المدني في القاهرة أنه جرى "تعقيم مختلف المطارات" في البلاد. كما أكدت مصر للطيران أنها قامت بتعقيم طائراتها. أ ف ب ، د ب أ ، رويترز 11 / 03 / 2020