وقد سعت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، موطن أقدس مدينتين في الإسلام، إلى إضفاء الشرعية على حملة بكين، والتي أوردت التقارير إنها تضمنت إجبار السكان الأويغور المسلمين على انتهاك الشريعةِ الإسلاميةِ. وقد سعتا إلى ذلك من خلال وصفِ الحملةِ بالكفاح الشرعي ضد التطرفِ والإسلامِ السياسي.
ويتناسبُ دعم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعوديةِ للحملة مع مساعي القوة الناعمة الدينية للدولتين والتي تروّجُ مفهوماً غامضاً حول الإسلام "المعتدل" الذي يركّزُ على مبدأ طاعة الحاكم وقمعِ الإسلامِ السياسي. وتنسجم المفاهيم السعودية-الإماراتية تماماً مع الأوتوقراطية الصينية وجهودها لإضفاء الطابع الصيني على الثقافة الإسلامية في الصين.
أجراس الإنذار تنطلق في السعودية
ومع ذلك، من المرجّح أنّ تطلقَ زيارة وانغ إلى إيران أجراس الإنذار في الرياض. إذ أنّ الصين -التي لا تشعر بالقلق من معارضة العقوبات الأميركية على إيران، لأن العلاقات الصينية-الأميركية في حالة سيئة للغاية- يمكنها أن تساعد بشكل كبير الجمهورية الإسلامية على تخفيف تأثير الإجراءات العقابية لواشنطن. فقد ارتفعت واردات الصين من النفطِ الإيراني الخاضع للعقوبات الإيرانية في الأشهر الأخيرة.
وبينما أُعلِن عن القليل من التفاصيل حول الاتفاقية الصينية-الإيرانية، إلا أنها تحمل وعوداً بالاستثمار الصيني في البنية التحتية، والطاقة، والتعدين، والصناعة، والزراعة في إيران.

كما قال وانغ عشية جولته في الشرقِ الأوسطِ أنه سيدعو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى بكين من أجل إجراء محادثات. ووعد بأنّه حين تتولى الصين رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لشهر أيار/مايو 2021 ستدفع باتجاه حل يعيد تأكيد مبدأ حل الدولتين.
والاحتمال ضئيل في أن تكون المبادرة الصينية أكثر نجاحاً من جهودها السابقة للتوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حتى وإن كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستدعم الحلّ. فمن غير المرجّح أن تُسفِرَ الانتخابات الإسرائيلية في شهر آذار/مارس (2021)، وهي الانتخابات الرابعة خلال عامين، عن حكومة تتمتعُ بقدرٍ كافٍ من الاستقرار والقوة والاستعداد للتفاوض حول اتفاقية تلبي الحد الأدنى من الطموحات الفلسطينية.
وكما قال إيك فرايمان، الخبير في الشؤون الصينية، "يعمل الوضع الراهن في الشرق الأوسط بشكل أساسي لصالح الصين. فالولايات المتحدة الأمريكية تنفق مبالغ ضخمة لمحاربة الجماعاتِ المتطرفةِ وحماية حرية الملاحة في المنطقة، والصين تستفيد... ما تريده الصين هو الحفاظ على هذه الاتفاقية بينما تكتسب تدريجياً القدرةَ على الضغط على بلدان فردية لتخضع لها".
جيمس م. دورسي
ترجمة: يسرى مرعي
حقوق النشر: موقع قنطرة 2021
د. جيمس م. دورسي هو صحفي حائز على جوائز، وزميل أول في معهد راجاراتنام للدراسات الدولية في جامعة نانيانغ التكنولوجية الدولية، وباحث بارز في معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية، ومؤلف العمود والمدونة "The Turbulent World of Middle East Soccer".