من تركيا إلى الأردن رقص نسائي دوراني صوفي "تأمُّلٌ جسديّ روحيّ" على وقع شعر جلال الدين الرومي

تقضي امرأة أردنية فترة من وقتها كل يوم تدور في مكانها مرتدية تنورة مخملية طويلة تدور حول جسدها مكونة أشكالا أثناء عملية الدوران.

تصف روان روشني، وهي مغنية ومدربة رقصة الدوران، هذه الحركات بأنها رقصة للكون موجودة منذ قرون وشوهدت في أنحاء المعمورة.

وهدفها من ذلك هو تقديم هذه الرقصة للأردنيات من خلال ورشة عمل بعنوان "عجائب الدوران". ورقصة الدوران هذه، التي يمارسها الصوفيون من دراويش المولوية، عبارة عن شكل من أشكال التأمل النشط جسديا والذي يمارسه زُهّاد يسعون إلى الاقتراب من الخالق من خلال طقوسهم المميزة.

والرقصة مُستوحاة من أغاني وأشعار جلال الدين الرومي، وهو شاعر فارسي من القرن الثالث عشر، حيث يدور فيها الدراويش في دوائر تزداد سرعتها تدريجيا.

لكن روان روشني قالت إنها تُعّلم التفسير الحديث للرقصة، وهو ما يسمح للمشاركات بإضافة معانيهن إلى حركاتها.

 

 

وأضافت: "اللي بدي إياه، إن الناس تلاقي معناها لهاي الرقصة، أنا باقول إنه هاي الرقصة شيء عالمي، وحتى رقصة الكون، رقصة الوجود، شيء كتير فخم، وحابة إنه الكل يستكشف إيش معناة هاي الرقصة اللي. يعني ممكن أنا ألاقي الشفاء من خلال هاي الرقصة، أو ألاقي طريقة أعبر عن نفسي، أو أستكشف أكثر عن جسدي، وين فيه أشياء بأقدر أقويها أو أشتغل فيها، عاطفيا، عقليا، جسديا".

وتبدأ ورشة العمل التي تستغرق ثلاث ساعات بجلسة تأمل موجهة، يليها شرح لفوائد الدوران وتقنياته. ثم تحصل المشاركات على تنانير طويلة ويبدأن في ممارسة رقصة الدوران عمليا.

وتقول مشاركة تدعى بارينا أباظة (30 عاما) إنها سمعت عن الورشة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وبصفتها من محبي الشعر الصوفي، كانت حريصة على تجربة فن الدوران.

وقالت: "أنا أصلاً عندي اهتمام بالشعر الصوفي، باقرأ كتير عن الحلاج وعن شعراء آخرين لهم دخل بالصوفية، فهي نفس حركة الدوران اللي بيمارسوها الصوفيين. بالنسبة لي كانت كتير مميزة ونفسي أعملها، فحسيت هاد الشي رح يعطيني التقنية إني أقدر أجربه لو مرة في حياتي. بس ما كنت عمري أتخيل إنه ممكن أجرب فعليا هذا الشي. كنت بس أحس إني ممكن أروح أحضره في محل بتركيا، بس مش إني أنا عن جد أكون بالتجربة وأجربه، فعشان هيك كتير حبيت إني أجي".

 

 

وبينما يوضح تاريخ رقصة الدوران أن ممارستها كانت قاصرة على الرجال فقط، قالت روان روشني إن كثيرات اخترن كسر هذا التقليد، مضيفة أن معظم طالباتها من النساء.

وتابعت: "ما بأعرف ليش النساء تاريخيا، بالصوفية بالذات، ما كانوا يعملوا هاي الرقصة. بس أنا بدي أقولك إنه من خبرتي الشخصية، أنا عم بأروح هلق (الآن) على كونيا بتركيا صار لي سنتين، ومليان نساء عم بيرقصوها بالإطار الصوفي". وأضافت أنها تهدف إلى مواصلة تنظيم مزيد من ورش العمل في الأردن وأماكن أخرى في الشرق الأوسط. رويترز 20 / 02 / 2020