من ضابط بقوات مصر الخاصة إلى جهادي داعشي - تسليم حفتر لعشماوي إلى مصر بعد اعتقاله بـ8 أشهر

أعلن مصدر قضائي مصري الأربعاء 29 / 05 / 2019 أنّ القيادي الجهادي المصري هشام العشماوي الذي تسلّمته سلطات بلاده من قوات المشير الليبي خليفة حفتر مساء الثلاثاء سيحاكم أمام القضاء العسكري بتهم تنفيذ اعتداءات إرهابية. وقال المصدر لوكالة فرانس برس إنّ "العشماوي متّهم بقضايا عدّة هي من اختصاص القضاء العسكري".

وكانت قوات المشير حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، أعلنت مساء الثلاثاء أنّها سلّمت السلطات المصرية هذا الجهادي، مشيرة إلى أنّ تسليمه تمّ خلال زيارة قام بها إلى بنغازي رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل.

والعشماوي الذي كان ضابطاً في القوات الخاصة المصرية قبل أن يصبح جهادياً في 2012 اعتقلته قوات حفتر في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2018 الفائت في درنة (شرق) خلال المعارك التي خاضتها لدحر المجموعات الإسلاموية التي كانت تسيطر على المدينة.

وقال مكتب حفتر في بيان تلقّت وكالة فرانس برس نسخة منه إنّ المشير حفتر التقى في بنغازي اللواء كامل وتمّ إثر الاجتماع "تسليم الإرهابي هشام العشماوي الذي ترأّس أحد التنظيمات الإرهابية بمدينة درنة ونفّذ عدداً من العمليات الإرهابية الدامية بدولتي ليبيا ومصر".

وكانت محكمة عسكرية مصرية حكمت غيابياً في 2017 على العشماوي بالإعدام بسبب تورطه مع أنصار بيت المقدس في مهاجمة وقتل جنود عند نقطة تفتيش بالقرب من الحدود المصرية-الليبية. وستعاد محاكمته وجاهيا الآن وقد أعيد إلى مصر.

{توقف مغردون مصريون عند نبأ تسليم الضابط السابق -المستبعد عن الجيش المصري هشام العشماوي المتهم بالإرهاب- إلى السلطات المصرية وانقسمت آراؤهم حول إن كان تسليمه نصراً للنظام المصري أم صرفاً للنظر عن خروق سالفة لحقوق الإنسان من قبل الحكومة المصرية؟}

 

 

وبحسب محلّلين فإنّ الفترة الطويلة نسبياً التي قضاها العشماوي محتجزاً في ليبيا والتي تربو على ثمانية أشهر قلّلت كثيراً من أهمية المعلومات الاستخبارية التي كان يمكن للسلطات المصرية انتزاعها منه لو تسلّمته ما أن تم توقيفه في ليبيا.

وقال زاك غولد، الباحث في مركز "سي إن إيه" الأمريكي للأبحاث إنّ "العشماوي احتجز لدى الجيش الوطني الليبي حوالي ثمانية أشهر. لن يكون في وضع يسمح له بالإدلاء بمعلومات عن أي جماعات مسلّحة حالية في ليبيا".

وأضاف "من غير المرجّح أن يكشف تسليم عشماوي لمصر عن تفاصيل عدد من الهجمات الإرهابية التي شهدتها مصر منذ عام 2013".

والعشماوي مطلوب للقضاء المصري بتهم تنفيذ "أعمال إرهابية" والانتماء إلى جماعة جهادية هي "أنصار بيت المقدس"، وهو يعدّ من أبرز المتّهمين بمحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد أبراهيم في أيلول/سبتمبر 2013.

 

 

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طالب قوات حفتر بتسليم بلاده هذا الجهادي المكنّى بـ"أبو عمر المهاجر". وفي 2014 انشقّ العشماوي عن "أنصار بيت المقدس" إثر مبايعة هذه الجماعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وعقب ذلك تردّدت أنباء عن فراره برفقة عدد من القادة الجهاديين المصريين إلى ليبيا، وبالتحديد إلى مدينة درنة، وهو ما تأكّد بعد القبض عليه مختبئاً في أحد الجيوب الأخيرة للجماعات الإسلامية في درنة، بحسب قوات حفتر.

وقال التلفزيون المصري يوم الأربعاء (29 مايو / أيار 2019) إنه تم نقل المتشدد البارز هشام عشماي إلى مصر من شرق ليبيا في طائرة عسكرية.

 

 

وكان عشماوي وهو ضابط سابق بالجيش المصري اعتقل في مدينة درنة الليبية أواخر عام 2018 وسعت القاهرة منذ فترة طويلة للقبض عليه بتهم تدبير هجوم دامٍ استهدف قوات الشرطة وهجمات كبيرة أخرى.

وتقول السلطات المصرية إن عشماوي يتزعم جماعة أنصار الإسلام التي أعلنت مسؤوليتها عن كمين استهدف قوات الشرطة في منطقة صحراوية في أكتوبر / تشرين الأول عام 2017 مما أسفر عن مقتل 16 من ضباط وجنود الشرطة. وتتهم السلطات المصرية جماعة أنصار الإسلام المرتبطة بتنظيم القاعدة بمحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم عام 2013.

وحكم على عشماوي غيابيا في مصر بالإعدام لإدانته بالتورط في هجمات بينها هجوم في 2014 أسفر عن مقتل 22 من قوات حرس الحدود قرب الحدود مع ليبيا. أ ف ب / د ب أ