من مطالب متظاهري السودان حكم مدني كامل بتعيين ولاة مدنيين والعدالة للقتلى وإصلاح الاقتصاد والمعيشة

تظاهر الثلاثاء 30 / 06 / 2020 عشرات آلاف السودانيين في العاصمة الخرطوم وولايات أخرى، للمطالبة بتحقيق السلام والعدالة، كأهداف للثورة التي قامت قبل عام ونصف عام وأطاحت الرئيس عمر البشير بعد 30 عاما على حكمه، بحسب ما أكد شهود عيان وصحافي في وكالة فرانس برس. وأكدت الحكومة التزامها الاستجابة لمطالب المحتجين

وقال فيصل محمد صالح الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الثقافة والإعلام إن "حكومتكم الانتقالية تود أن تؤكد أن رسالتكم قد وصلت كاملة وهي عازمة للاستجابة لها كاملة وستحولها إلى قرارات منذ الغد".

وفي وقت لاحق أعلنت لجنة الاطباء المركزية أحد مكونات تجمع المهنيين الذي دعا للتظاهرة مقتل أحد المحتجين إثر إصابته برصاصة بدون أن تحدد الجهة التي أطلقت النار.

وقالت اللجنة في بيان "ارتقت روح طاهرة ملتحقة بركب شهداء ثورة ديسمبر/كانون الأول .... بمدينة أم درمان إثر تلقيه رصاصة استقرت في صدره مؤدية لوفاته".

وقال صالح "الأجهزة العدلية ستجري تحقيقا شفافا لتحديد المسؤوليات عن هذه الانتهاكات"، لافتا أيضا إلى إصابة متظاهرين لم يحدد عددهم.

وأفاد مراسل فرانس برس بأن قوات الأمن والجيش "أغلقت وسط العاصمة تماما بالأسلاك الشائكة والسيارات المدرعة، ومنعت مرور حتى حملة تصاريح المرور أثناء حظر التجوال".

وتفرض الخرطوم حظرا للتجول يبدأ من الساعة الثالثة عصرا وحتى السادسة صباحا كإجراء احترازي لمحاولة احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد خصوصا مع تسجيل أكثر من تسعة آلاف إصابة بالوباء، بينها أكثر من 570 وفاة.

كما أُغلق الجسر الرابط بين مدينتي الخرطوم وبحري وأخلي من السيارات والمارة.

وفي بُرّي شرق الخرطوم تجمع قرابة 2000 متظاهر في ميدان وسط الأحياء وتحدث إليهم أحد منظمي التظاهرة، بحسب مراسل فرانس برس، قائلا "هذا الموكب لتصحيح المسار وليس لإسقاط الحكومة".

وأضاف هاتفا في المتظاهرين "لدينا مطالب تحقيق السلام العادل والقصاص والعدالة للشهداء وإصلاح الوضع الاقتصادي وتعيين ولاة مدنيين للولايات".

وهتف الحشد "دم الشهيد ما راح لابسينه (نرتديه) نحن وشاح"، و"حرية، سلام وعدالة"، وكذلك "دم الشهيد دمي .. أم الشهيد أمي".

وتأتي هذه التظاهرات بعد عام من تظاهرات 30 حزيران/يونيو 2019 التي خرج فيها عشرات الآلاف من السودانيين في مختلف أنحاء البلاد للمطالبة برحيل العسكريين عن الحكم. وقُتل عشرة أشخاص على الأقل في أعمال عنف وقعت على هامشها.

"أهداف الثورة كاملة"

وأطاح الجيش السوداني البشير في نيسان/ابريل 2019 بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية. وتسلمت الحكومة السودانية المؤلفة من عسكريين ومدنيين الحكم في صيف 2019 ولفترة انتقالية من ثلاث سنوات بعد مفاوضات شاقة مع المحتجين تخللتها عملية دامية لفض اعتصام يطالب بالديموقراطية.

وفي أم درمان خرج حوالي 2000 متظاهر في شارع رئيسي بعضهم يحمل أعلام الحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في إقليم دارفور ولافتاتِ قماشٍ كتب عليها "مجرمو الحرب إلى المحكمة الجنائية الدولية".

وقال شاهد عيان إن "الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لمنع متظاهرين من الوصول إلى الجسر الذي يربط أم درمان بالخرطوم".

ويعاني السودان أزمات اقتصادية تفاقمت على مدى ثلاثة عقود من حكم البشير.

ومع انكماش إجمالي الناتج المحلي (- 2,5%) في العام 2019، يتوقع أن يزداد هذا الانكماش (- 8%) في العام 2020، بحسب صندوق النقد الدولي.

وروى محمد حسن شاهد عيان من مدينة دنقلا التي تبعد حوالي 600 كلم شمال العاصمة "قرابة 1000 شخص أغلبهم شباب وشابات خرجوا وهم يحملون لافتات قماش كتب عليها "أهداف الثورة كاملة...السلام...القصاص للشهداء".

وفي عطبرة التي تبعد 350 كلم شمال الخرطوم، وهي المدينة التي بدأت فيها الاحتجاجات ضد البشير في كانون الأول/ديسمبر 2018، أفاد الشاهد عثمان أحمد عن تظاهرة ضمت ثلاثة آلاف شخص يحملون أعلام السودان ويهتفون "حرية سلام وعدالة حكم مدني كامل".

كذلك أكد شهود لفرانس برس خروج آلاف المتظاهرين في ولايات إقليم دارفور غرب البلاد مثل مدن الفاشر في شمال دارفور والضعين في شرق دارفور وزالنجي في ولاية وسط دارفور.

وقال أحمد آدم في الفاشر "المواكب (المسيرات) تتحرك من كل أجزاء المدينة إلى الوسط وهم يهتفون +السلام السلام+ ويرفعون لافتات كتب عليها +كل مجرمي الحرب إلى المحكمة الجنائية الدولية+".

كذلك سجلت تظاهرات في ولايتي القضارف والبحر الأحمر شرق البلاد وولاية الجزيرة وسطها. أ ف ب

 

[embed:render:embedded:node:36231]