وبعد أن سجَّل هذا المقطع الافتتاحي القصير انتقل سانجاي فايز أبادي ليجلس في غرفة انتظار الاستوديو، متابعًا القول إنَّ الموسيقى في الواقع هواية بالنسبة له، وإنه في العادة يقوم هو نفسه بعملية تقطيع ومونتاج الفيديوهات للموسيقيين الآخرين، مضيفًا: "أنا لا أفعل هذا من أجل المال"، ومؤكدًا أنَّ فيديوهاته على موقع يوتيوب بدأت مؤخرًا فقط في تحصيل بضعة آلاف من اليوروهات، ومستدركاً بالقول: "أحيانًا أحصل من ضبَّاط عسكريين على بضعة آلاف من الروبيات من أجل ذكر أسمائهم في واحدة من أغنياتي".

من الواضح أنَّه فخور بأنَّ فيديوهاته تحظى بشعبية واسعة. ويضيف أنَّه نشر حتى الآن أكثر من ستين مقطع فيديو على الإنترنت، ثم يقول سانجاي فايز أبادي مدَّعيًا: "لم أحصل على أي تعليق سلبي!" على فيديوهات أغانيه في موقع يوتيوب.

يقول إنَّ موسيقاه ليست موجَّهة ضدَّ المسلمين في حدّ ذاتهم، بل ضدَّ الإرهابيين المدعومين من باكستان، ولا يُخفي هذا الرجل مَنْ هم الأشخاص الذين يعتبرهم قدوةً له، قائلًا إن أحدهم هو أدولف هتلر، الذي يصفه بأنَّه مصدر "إلهام" له، ثم يقول سانجاي فايز أبادي إن قدوته الآخر هو رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، الذي يشيد هذا المغني في واحدة من أغانيه بصدره الأسطوري العريض، لأنَّه كما قال من قبل يحبّ رئيس الحكومة، مضيفًا أنَّ هذا لا يعني أنَّه يسمح باستغلاله واستغلال أغانيه من أجل حزب ناريندرا مودي.

معبدٌ هندوسي بدل مسجد

ينحدر هذا المغنِّي -مثلما يوحي اسمه- من مدينة فايز أباد -في ولاية أوتار براديش شمال الهند- وهي مدينة واقعة بالقرب من مدينة أيوديا المقدَّسة لدى الهندوس نظرًا لِما يُقال من إنَّ إلَهَهُم راما وُلد فيها، وفي هذه المدينة -مدينة أيوديا- كان حشدٌ من الهندوس قد اقتحموا مسجدًا في عام 1992 بالمجارف والحبال وبأيديهم العارية، معتقدين بأنَّ الحاكم المغولي المسلم بابور قد بنى هذا المسجد في عام 1528 فوق أرض معبد كان يحدِّد مسقط رأس الإله راما.

 

 

وحول هدم المسجد يقول المغنِّي سانجاي فايز أبادي إنَّه هو نفسه كان في ذلك الوقت لا يزال صغيرًا في العُمر لدرجة أنه لم يتمكن من أن يكون في مقدمة المشاركين في تدمير المسجد، ولكنه يستدرك قائلًا إنه ساعد في توزيع الطعام على إحدى المجموعات المشاركة في الهدم.

يتساءل هذا المغني في إحدى أغانيه: "من لديه القوة لمنعنا من بناء المعبد؟"، علمًا بأن بناء معبد هندوسي في هذا المكان يُعتَبر مشروعًا مركزيًا لدى القوميين الهندوس، وقد قرَّرت المحكمة العليا عام 2019 بالسماح ببناء المعبد وذلك بعد سنوات من التقاضي.

وقد وضع في عام 2020 رئيسُ الوزراء ناريندرا مودي حجر أساس المعبد وهو سبيكة فضية وزنها أربعين كيلوغرامًا. وفي هذا الصدد يقول سانجاي فايز أبادي إنَّ رئيس الوزراء ناريندرا مودي صنع التاريخ من خلال جعله بناء المعبد ممكنًا.

إنه بناء يُبيِّن أيضًا أنَّ القوميين الهندوس قد أحرزوا تقدُّمًا في طريقهم إلى التحوُّل إلى أُمَّة هندوسية - أيضًا بمساعدة موسيقى بوب الزعفران.

 

 

تيل فيندَرْس

ترجمة: رائد الباش / ع.م

حقوق النشر: فرانكفورتَر ألغماينه تسايتونغ / موقع قنطرة 2021

ar.Qantara.de

 

 

 

 

اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة