نوكتارا: "من لم يتابع موقعنا الإلكتروني فسيُرجَم"

"السخرية هي أفضل حل للتعامل مع المشاكل الجادة...فمواضيع اللاجئين والإسلام والإرهاب بحاجة كبيرة للمزيد من التناول بسخرية"، كما يرى شابان مسلمان أطلقا موقع "نوكتارا" الساخر باللغة الألمانية. الاسم الألماني مأخوذ من الكلمة العربية "نُكتة" ومضاف إليها الراء والألف ليصبح للكلمة رنيناً موسيقياً أجمل. يهدف الموقع إلى إضحاك الناس وإزالة الكليشيهات. للمزيد عن الموقع، أجرت دنيا رمضان الحوار التالي لموقع قنطرة مع القائمين عليه: سفيان الخياري وديريا سامي سادجاري.

الكاتبة ، الكاتب: Dunja Ramadan

"من لم يتابع موقعنا الإلكتروني فسَيُرجَم". هذا هو شعار موقع "نوكتارا" على شبكة التواصل الاجتماعي، تويتر. يدّعي القائمان على الموقع أنهما يقدمان "ما سيحدث في الشرق من أخبار في الغد - ولكن تأتيكم هذه الأخبار اليوم، وليس غداً". لقد ضاق الرجلان ذرعاً بالإسلامويين، الذين يريدون خطف الإسلام، وكذلك بالمسلمين المحافظين، الذين يأخذون الحياة من ألفها إلى يائها على محمل الجدية المطلقة.

لا رغبة لدى الشابين بالعويل والولولة من شعبوية اليمين. كما أنهما لا يرغبان بقبول الكليشيهات، التي تؤطر وترسم صورة المسلمين. لذا فقد اتخذا لهما الشعار التالي: "لنضحك معاً من أجل عالم أفضل".

يعمل الصديقان، البالغان من العمر ثلاثين عاماً، في مجال التسويق الإلكتروني. يتشاركان هواية السخرية، فهما متابعان للموقع الألماني الساخر "دير بوستليون". وتصلهما الأخبار العاجلة من الموقع المذكور على هواتفهما النقالة الذكية. وفي رحلة مشتركة لهما مستقلين سيارة، خطرت على بالهما فكرة تأسيس موقعهما الساخر.

انطلق موقع "نوكتارا" في الربع الأخير من عام 2016 إلى الفضاء الإلكتروني. كما يوجد له صفحة على الفيسبوك وحساب على تويتر. الاسم الألماني مأخوذ من الكلمة العربية "نُكتة" ومضاف إليها الراء والألف في النهاية ليصبح للكلمة رنيناً موسيقياً أجمل. كلا الشابين ترعرعا في ألمانيا وملتزمان دينياً.

***

أحدث مقالاتكما الساخرة تحمل عنوان: "لا يحق لمن لا يحمل بطاقة الهوية الشخصية دخول الجنة"، ويحمل العنوان تلميحاً لمنفذ اعتداء برلين، المقتول أنيس عامري. كما أنكما أضفتما: "بلا بطاقة هوية شخصية، لا حور عين" (تعليقاً على العثور على بطاقة الهوية الشخصية لمنفذ الاعتداء في شاحنة الجريمة). كيف تقاربان هذا الحقل المتوتر: الإسلام والفكاهة؟

سفيان: السخرية هي أفضل حل للتعامل مع المشاكل الجادة. كان المناخ الاجتماعي أحد العوامل التي دفعتنا لإطلاق "نوكتارا". ليس لدى المسلمين في ألمانيا وسائل إعلامية بما يكفي لشرح قضاياهم؛ مما نتج عن هذا الأمر أن الإعلام يتحدث "عن" المسلمين، بدلاً من أن تأتي التقارير الإعلامية "من" المسلمين أنفسهم.

سامي: نهدف إلى هدم الجدران وإضحاك الناس بتناول موضوع الإسلام واللاجئين.

Bildmotiv "Kabaawürfelchen" aus Noktara; Quelle: Noktara
"Kabaawürfelchen" hoch im Kurs: "Wir wollen konservative Muslime für mehr Humor sensibilisieren", so eines der Maxime der Noktara-Herausgeber Soufian El Khayari und Derya Sami Saydjari.

ما الذي يميز موقعكما عن غيره من المواقع الساخرة؟

سفيان: نتناول المواضيع من زاوية مختلفة. فمعرفتنا بالمجتمع المسلم في ألمانيا ترشدنا إلى ما يمكن أن يضحك المسلمين في ألمانيا.

وفي الوقت نفسه، نتناول الكليشيهات التي نتعرض لها كمسلمين. فعلى سبيل المثال، حالما شاهدنا إعلان شركة أمازون بمناسبة عيد الميلاد المجيد، خطرت على بال كل منا -في نفس الوقت- نفس الفكرة: بدلاً من أن يتهادى الشيخ والقسيس النيبادس (قطعة من الإسفنج والبلاستيك لحماية الركبة)، أن يتبادلان القرآن والإنجيل كهدايا. أسمينا هذه المقالة "التبشير التفاعلي: أن يعرّف كل طرف الآخر بدينه". وثانياً، تساءلنا لماذا لا يظهر حاخام في الفيديو الكليب؟

 في حملة دعائية لها بمناسبة عيد الميلاد المجيد أطلقت شركة أمازون إعلاناً تلفزيونياً عن صداقة تربط شيخ وقسيس. يلتقي الشيخ والقسيس لتناول الشاي والبسكويت ويتحدثان عن المشاكل الصحية التي يوجهانها. بعد الزيارة يتبادلان الهدايا. كانت هدية كل منهما للآخر هي نيبادس يساعدهما في الركوع أثناء الصلاة، إذ أن ركبتَيْ كل منهما قد أخذ منهما الكبر مأخذاً.

سفيان: كلما كانت مواضيع السخرية أكثر تلوناً وتنوعاً كان ذلك أفضل. نركز على ثلاثة مجالات رئيسية: الدين والسياسة وأنماط الحياة. كما أننا نتفاعل بمقالات وردود ساخرة مع آخر التطورات والأخبار. فعلى سبيل المثال، بُعيد اعتداء برلين عشية عطلة عيد الميلاد، أخذ الناس بالتذمر من سياسة اللجوء التي تنتهجها المستشارة ميركل. في الرد على ذلك التذمر، غردنا على تويتر: "من المحبذ أكل السبيكولوس (بسكويت خاص بعيد الميلاد في ألمانيا)، بدلاً من نشر التكهنات".

كما أطلقنا أول مفكرة إسلامية لعيد الميلاد المجيد على موقعنا. كلما فتح المرء أحد أبواب المفكرة ظهرت له كلمة حرام.

ما الرسالة التي تريدان إيصالها من خلال ذلك؟

سفيان: نريد تشجيع المسلمين المحافظين على أن يكون لديهم المزيد من حس الفكاهة. في بعض الأحيان تُستخدم كلمة "حرام" بشكل مبالغ فيه ومضخم، وفي بعض المواقف الصغيرة في التعامل اليومي. أردنا فعل شيء ما حيال ذلك.

سامي: يبالغ بعض المسلمين ويرموننا بالكفر؛ فهم لا يدركون للوهلة الأولى أن ما نفعله يندرج في إطار السخرية المحضة. ولكن حتى الآن بقيت ردود الأفعال السلبية في حدها المعقول. ونجحنا -في الواقع- في إضحاك بعض المسلمين المحافظين.

هل هناك تابوهات (محرمات) لا تقتربان منها؟

سفيان: مجرد أَنْ يكون مسموحاً لك بتناول أي شيء لا يعني أن تتناوله. على سبيل المثال، لن أتفوه بأي شيء فيه تجديف وكفر.

سامي: فيما عدا التجديف والكفر لا تابوهات في عملنا. أعتقد أنه وفي مواضيع معينة يميل المسلمون للضحك أكثر، إذا جاءت السخرية من المسلمين أنفسهم.

Bildmotiv "Protest gegen Truthahnmassenschlachtung" aus Noktara; Quelle: Noktara
"Thanksgiving: Muslime protestieren gegen Truthahnmassenschlachtung". "Wir machen uns auch über eine gewisse Doppelmoral lustig. Als Thanksgiving war, sprach niemand über die armen, toten Truthähne. Unser islamisches Opferfest wird allerdings oft kritisiert. Deshalb schrieben wir diesen Artikel", erklärt Soufian El Khayari.

مثال على ذلك؟

سفيان: بعض المواضيع والمواقف يعرفها المسلمون فقط، وتؤدي بالتالي إلى إضحاكهم. وفي نفس الوقت يحصل غير المسلم على إطلالة على عالم غريب عليه، نسبياً. على سبيل المثال، كل مسلم صلى في المسجد يعرف تلك اللحظة المحرجة عندما يرن جهاز الهاتف المحمول في منتصف الصلاة. نشرنا مقالة للتعليق على ذلك بعنوان: "فضيحة: صلاة تمر دون أن يرن هاتف جوال - هل كل شيء على ما يرام؟".

سامي: في بعض الأحيان نستهزئ بالمعايير المزدوجة. ففي عيد الشكر، لم يطرح أحد موضوع الديوك الرومية المذبوحة للاحتفال بالعيد. بينما يتم انتقاد عيد الأضحى بسبب ذبح الخراف وغيرها من المواشي. لذا كتبنا مادة تحت عنوان: "عيد الشكر: مسلمون يتظاهرون ضد الذبح الجماعي للديوك الرومية".

أي من موادكما لاقت أكبر قدر من النجاح والشهرة؟

سفيان: أكثر المقالات قراءة هو المعنوان "مصنع شوكولا لندْت ينتج أحجار دومينو للمسلمين". وغيرنا شكل أحجار الدومينو قليلاً بإطار ذهبي واسميناها "مكعبات الكعبة".

سامي: ليس عيد الميلاد وحده من يوفر مادة دسمة للسخرية. نتطلع لشهر الصوم عند المسلمين، شهر رمضان.

هلا أفصحتما عن بعض مخططاتكما لرمضان؟

سامي: كل شهر تصيب الحيرة والتساؤل المسلمين بخصوص موعد بداية شهر رمضان. فباعتبار أن التقويم الإسلامي تقويم قمري، يتغير كل سنة موعد بدء شهر الصوم. وعلى وجه الخصوص، يرغب السعوديون، في أغلب المرات، أن تكون لهم اليد الطولى في تحديد موعد بدء شهر رمضان. لذا فقد حضرنا بعض المواد التي تلقي الضوء على الجدل الشديد، شبه السنوي، بخصوص رؤية هلال شهر رمضان.

ما الذي ترميان إليه من خلال "نوكتارا"؟

سفيان: بالنسبة لي من المهم أن أشعر بالسرور والمرح من خلال العمل على هذا المشروع. نهدف لإضحاك الناس وإزالة الكليشيهات.

سامي: نريد أن تناول المواضيع التي تضحك كل الناس؛ فمواضيع اللاجئين والإسلام والإرهاب بحاجة كبيرة للمزيد من التناول بسخرية. 

 

حاورتهما: دنيا رمضان

الترجمة من الألمانية: خالد سلامة

حقوق النشر: موقع قنطرة 2017

ar.Qantara.de