لأول مرة...إسرائيل تكرم طبيباً مصرياً أنقذ يهودية من المحرقة

صورة من عام 1969 التُقِطَت للطبيب المصري الراحل محمد حلمي وزوجته إيمي (إلى اليمين). وبجانبهما أنا بوروس (التي أنقذها الطبيب من النازيين) وابنتها كارلا. كان محمد حلمي، الذي وُلد في الخرطوم عام 1901، قد انتقل عام 1922 إلى برلين لدراسة الطب. وبعد التخرج عمل في معهد روبرت كوخ، لكنه سرعان ما فُصل عن عمله عام 1937 لأسباب عنصرية بعد وصول النازيين إلى الحكم في ألمانيا. وبعدما انتهت الحرب بقي حلمي في برلين إلى أن توفي فيها عام 1982.
صورة من عام 1969 التُقِطَت للطبيب المصري الراحل محمد حلمي وزوجته إيمي (إلى اليمين). وبجانبهما أنا بوروس (التي أنقذها الطبيب من النازيين) وابنتها كارلا. كان محمد حلمي، الذي وُلد في الخرطوم عام 1901، قد انتقل عام 1922 إلى برلين لدراسة الطب. وبعد التخرج عمل في معهد روبرت كوخ، لكنه سرعان ما فُصل عن عمله عام 1937 لأسباب عنصرية بعد وصول النازيين إلى الحكم في ألمانيا. وبعدما انتهت الحرب بقي حلمي في برلين إلى أن توفي فيها عام 1982.

منحت للمرة الأولى ميدالية "الشرفاء بين الأمم"، التي تشير إلى غير اليهود الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ يهود خلال المحرقة إبان الحرب العالمية الثانية، إلى شخصية عربية هو الطبيب المصري محمد حلمي.

يتسلم أحد أقارب الطبيب المصري المتوفي محمد حلمي ميدالية "الشرفاء بين الأمم"، التي تشير إلى غير اليهود الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ يهود من المحرقة، وذلك في حفل سيقام يوم غد الخميس (26 تشرين الأول/أكتوبر 2017) في العاصمة الألمانية برلين. وحلمي أول عربي ينال هذه الميدالية حتى الآن.

وتم اعتبار حلمي واحداً من "الشرفاء بين الأمم" في عام 2013، لكن لم يتمكن القائمون على مركز "ياد فاشيم" من التواصل مع عائلته. إلا أن مخرجة إسرائيلية تدعى تاليا فينكيل كانت تسعى لتصوير فيلم عن القصة، نجحت بالتواصل مع أحد أقارب حلمي وهو طبيب يدعى ناصر قطبي، سيتسلم الجائزة.

وكان حلمي خبأ فتاة يهودية تدعى آنا بوروز في بيت كان يملكه في ألمانيا خلال الحرب، كما قام بتسهيل العثور على مخبأ لجدتها وقدم الرعاية الطبية لوالديها. وتوفي حلمي في برلين عام 1982، ولم ينجب أطفالاً. وباءت المحاولات الإسرائيلية في عام 2013 للتواصل مع العائلة عبر القنوات الرسمية من أجل تكريمه بالفشل.

إخفاء اليهود عن النازيين - محمد حلمي أول مصري من "الصالحين بين الأمم"

ويشار إلى أن فينكل أخرجت فيلماً يدعى "أنا والطبيب المصري"، جمعت فيه بين أقارب عائلة حلمي المسلمة وأقارب بوروز، ورافقتهم إلى الأماكن التي عاش فيها أقاربهم. وتواصلت المخرجة مع ابنة بوروز التي تقيم في الولايات المتحدة، كما تواصلت مع عائلة حلمي في مصر عبر منتج ألماني.

وتقول فينكل لوكالة فرانس برس أنها تمكنت من التواصل مع قطبي و"بنت معه علاقة قائمة على الثقة والصداقة". ووافق قطبي على المشاركة في الفيلم. وتقول المخرجة إن قطبي "يحب حلمي ويعتبره بمثابة والد بالنسبة له (...) وقمت بإخباره أن هذه هي الطريقة لتخليد قصته".

وجاءت المخرجة بفكرة تسليم الميدالية لقطبي من أجل إنهاء فيلمها. وتقوم المخرجة حالياً بالبحث عن تمويل لإنهاء تكاليف إنتاج الفيلم. وتؤكد أنها شعرت برابط شخصي بحلمي الذي تقول إنه "شعر أن ليس بإمكانه تغيير العالم ولكنه يستطيع إنقاذ الفتاة".

وسيقوم قطبي الخميس بتسلم الميدالية في برلين في مقر وزارة الخارجية الألمانية من سفير إسرائيل في ألمانيا جيريمي ايسخاروف.

خ.س/أ.ح (أ ف ب)

المصدر......