ميركل تندد بتصريحات ترامب الداعية لإعادة برلمانيات أمريكيات ديمقراطيات منهن مسلمات إلى حيث جئن

تخلّت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة 19 / 07 / 2019 عن تحفظها عن التدخل في السياسة الأمريكية، وندّدَت بتصريحات الرئيس دونالد ترامب ضدّ نائبات ديمقراطيات ينحدّرن من أقليات، واعتبرت أنّ ذلك يمسّ بـ "عظمة أمريكا".

وتضاف انتقادات المستشارة الألمانية إلى انتقادات العديد من المسؤولين الأمريكيين والقادة الأجانب أيضاً المستائين من الطريقة التي دعا بها ترامب نائبات الكونغرس للعودة من حيث جئن بزعم أنهنّ "يكرهن" الولايات المتحدة وأنّ "كل ما يفعلنه هو التذمر".

وقالت ميركل خلال مؤتمرها الصحافي الصيفي التقليدي، وعلاقاتها صعبة أصلا مع الرئيس الأمريكي، "أود ان أنأى بنفسي بحزم (من هذه الهجمات) وأنا متضامنة مع النساء اللواتي تعرضن للهجمات".

ورأت المستشارة أنّ قوة الولايات المتحدة تكمن بالضبط في أنّ "أناساً من جنسيات مختلفة يشكّلون الشعب الأمريكي".

وبناءً على ذلك، اعتبرت أنّ تصريحات ترامب ضدّ النائبات الديمقراطيات "تتعارض مع ما يجعل أمريكا عظيمة"، في انتقاد مبطّن لشعار الرئيس الأمريكي "جعل أمريكا عظيمة مجدداً".

ويتباين موقف ميركل مع سلوكها الاعتيادي، إذ تتفادى التعليق على مسائل تمت إلى السياسة الداخلية لدول أخرى. غير أن مسألة َ العنصرية ِ شديدةُ الحساسية في ألمانيا التي تحرص على الظهور كمثال لتقبل الآخرين على ضوء ماضيها النازي.

وصوّت الثلاثاء مجلس النواب الأمريكي حيث يهيمن الديمقراطيون لصالح قرار يدين التصريحات "العنصرية" التي أدلى بها ترامب. وفي سلسلة تغريدات وتصريحات، كان ترامب اعتبر أنّ نائبات ديمقراطيات مثل الكسندريا أوكاسيو-كورتيز (نيويورك) وإلهان عمر (مينيسوتا)، وهي واحدة من بين أول مسلمتين في مجلس النواب، بأنهن لا يحببن الولايات المتحدة والأفضل أنّ يعدن إلى ديارهن.

وردّت إلهان عمر الخميس، التي استهدفها شعار "أعِدْهَا إلى بلادها" خلال تجمّع للرئيس الأمريكي، بوصف ترامب بـ "الفاشي". وإزاء حملة الاستنكار، حاول الملياردير السبعيني ترامب أن ينأى بنفسه من شعار مناصريه بقوله إنّ "هذا لم يعجبني". غير أنّه لم يعد إلى تصريحاته هو، واتخذ نبرة أشد حيال الديمقراطيين عموما. وقال ترامب مساء الأربعاء "التصويت لديموقراطي في 2020، أياً كان، يعني التصويت لصعود الاشتراكية الراديكالية، هدم الحلم الأمريكي، ولأقول ذلك بوضوح: هدم بلادنا".

وردّت عضوة مجلس الشيوخ المرشحة ضمن انتخابات حزبها الديمقراطي التمهيدية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، "هذا شنيع. هذا جبان. هذا كره للأجانب. هذا عنصري. هذا يوسّخ المهمة الرئاسية". كما ارتفعت بعض الأصوات الجمهورية، غير أنّ مشاهير الحزب تصدّوا، مقللين من شأن تصريحات الرئيس.

ولدى توجيه السؤال إلى ميركل بدا أنّه يتعيّن عليها اتخاذ موقف لا سيما أنّ مسؤولين أوروبيين آخرين أعلنوا مواقف أيضاً. وهاجم ترامب مراراً ألمانيا بصورة عامة وميركل بصورة خاصة حتى قبل تولي مهامه في البيت الأبيض، مستهدفا سياسة المستشارة السخية في مجال الهجرة وفائض اقتصاد البلاد التجاري والنفقات العسكرية التي يعتبرها غير كافية.

وقد دعت ميركل الرئيس الأمريكي بعد انتخابه مباشرة إلى الدفاع عن القيم الديمقراطية الغربية. وأدى ذلك التصريح إلى إعلانها "زعيمة للعالم الحر" في جزء من الصحافة الأمريكية.

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي نددت منذ يوم الإثنين بالتصريحات باعتبارها "غير مقبولة إطلاقا"، وقد شاركها بالتنديد المرشحان لخلافتها على رأس الحكومة، وزير الخارجية الحالي جيريمي هانت ووزير الخارجية السابق بوريس جونسون رغمَ أنّه يحظى بتقدير كبير لدى الرئيس الأمريكي.

كما نددت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن بالتصريحات، وقالت: "نعتقد أنّ برلماننا يجب أن يكون مكاناً تمثيلياً (...) ينبغي أن يشبه نيوزيلندا، أنّ يتألف من لوحة ثقافات وإثنيات مختلفة". أ ف ب