نحو 43 ألف أجنبي وأجنبية محتجزين لدى القوات الكردية شمالي شرق سوريا منهم 27500 قاصر/ة

قوات سوريا الديمقراطية تنفذ حملة أمنية ضد "جهاديين" في مخيم الهول شمال شرق سوريا: بدأت قوات سوريا الديمقراطية الأحد 28 / 03 / 2021 حملة أمنية في مخيم الهول شمال شرق سوريا ضد "أذرع تنظيم الدولة الإسلامية"، شملت عشرات الاعتقالات، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك بعد سلسلة حوادث أمنية واغتيالات، شهدها المخيم في الأشهر الأخيرة.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس إن "أكثر من ثلاثين امراة ورجلا يُشتبه بأنهم مؤيدون لداعش اعتقلوا" منذ بدء العملية فجرا، فيما أكد مسؤولان إعلاميان تابعان لقوات سوريا الديمقراطية (تحالف كردي عربي في شمال سوريا) المدعومة من واشنطن، بدء "عملية أمنية" بالتعاون مع قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

حذرت الأمم المتحدة مرارا وتكرارا من تدهور الوضع الأمني في مخيم الهول الذي صار بمثابة مدينة خيام حقيقية يعيش فيها ما يقرب من 62 ألف شخص، 93% منهم من النساء والأطفال، في المنطقة التي تعيش حالة حرب.

وأحصى المرصد السوري نحو أربعين جريمة قتل منذ بداية عام 2021 ضمن المخيم الذي يعدّ الأكبر في سوريا ويضم عوائل سورية وعراقية إلى جانب عائلات أجنبية أوروبية وآسيوية.

وقال المتحدث باسم التحالف واين ماروتو، لوكالة فرانس برس إن هدف العملية "إضعاف وعرقلة أنشطة داعش في المخيم لضمانة سلامة وأمن سكّانه"، مستخدماً الاسم الشائع المختصر للتنظيم.

ولفت إلى الحصول على الدعم "الاستخباراتي والمراقبة والاستطلاع" للعملية التي تهدف أيضاً إلى تمكين المنظمات غير الحكومية من تقديم المساعدات الأساسية داخل المخيم "بأمان".

وقالت قوات سوريا الديموقراطية في بيان إن نحو 5 آلاف عنصر أمن تمّ نشرهم في المخيم "لحماية السكان" خلال العملية.

وأضافت أنّ تسعة أشخاص بينهم "زعيم في التنظيم" اعتقلوا. وأظهر مقطع فيديو نشرته وحدات حماية الشعب عناصر يقودون مجموعة من الرجال باتجاه المركبات.

واحتجاجاً على تدهور الوضع الأمني، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود في بيان مطلع آذار/مارس 2021 تعليق خدماتها "موقتاً"، بما يشمل توفير الرعاية الطبية وبعض خدمات المياه والصرف الصحي، بعد مقتل أحد العاملين معها الذي كان يعيش في المخيم مع عائلته.

وشهد المخيم في الأشهر الأخيرة حوادث أمنية أخرى بينها محاولات فرار وهجمات ضد حراس أو عاملين إنسانيين.

ويوجّه مسؤولون أكراد أصابع الاتهام إلى "خلايا تنظيم داعش"، لكن عاملاً في المجال الإنساني رفض الكشف عن اسمه، أشار في وقت سابق أيضاً إلى أن "توترات عشائرية" قد تكون خلف بعض الجرائم.

ورغم إعلان قوات سوريا الديمقراطية عن انتهاء آخر معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في قرية الباغوز في 23 آذار/مارس 2019، شنّ مقاتلو التنظيم عدة هجمات في الصحراء السورية مستهدفة القوات الكردية وقوات النظام السوري على حدّ سواء في عمليات عدة.

وفي تقرير موجه للأمم المتحدة وضع في شباط/فبراير، رصدت في مخيم الهول بسوريا "حالات تحول نحو التطرّف وتدريب وجمع تمويلات وحثّ على ارتكاب عمليات خارجيّة".

وخلص التقرير إلى أن "بعض المحتجزين يرون أن الهول هو آخر آثار الخلافة".

وتطالب السلطات الكردية في المنطقة بإعادة النساء والأطفال إلى بلدانهم الأصل. ولكن معظم البلدان، وخاصة في أوروبا، مترددة في استعادة مواطنيها. فقد استعادت بعض الدول ومن بينها فرنسا عددًا محدودًا من الأطفال اليتامى.

فمثل هذا المشروع يواجه الرفض لدى الرأي العام. إذ أشار استطلاع نُشر مطلع عام 2019 إلى أن ثلثي الفرنسيين لا يريدون إعادة أطفال الجهاديين، لا سيما خوفا من أن يصبحوا بدورهم جهاديين في فرنسا.

وحذرت قوات سوريا الديمقراطية الثلاثاء من أن "خطورة داعش ما زالت تكمن في الآلاف الأشخاص من المعتقلين، ممن تم أسرهم، إلى جانب الآلاف من أسرهم المحتجزين في مخيمي الهول وروج ممن يحملون الذهنية الداعشية المتطرفة، دون أن تشهد الساحة الدولية أي تحرك لحل هذا الملف".

وما زال نحو 43 ألف أجنبي محتجزين لدى القوات الكردية في شمال شرق سوريا، ويتوزع الرجال بين السجون فيما تقبع النساء والأطفال في مخيمات، وفق منظمة هيومن رايتس ووتش. ويوجد بين هؤلاء حوالي 27500 قاصر أجنبي. أ ف ب