هكذا تضمن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيادها عند تحقيقها في الأنشطة النووية، مثلا في إيران

يُحسم مصير الاتفاق النووي مع إيران في ريف النمسا، وتحديدا في زايبرسدورف، حيث يقوم علماء بالكشف على عينات من المواد المشعة يجمعها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال مهماتهم في العالم.

حين يعود خبراء الوكالة من مهمة، يودعون ثمرة عمليات الكشف على منشآت نووية في مختبر على مسافة 35 كلم من فيينا حيث مقر الوكالة.

ومختبرات وكالة الطاقة الذرية في زايبرسدورف هي في صميم عمليات المراقبة لمنع انتشار الأسلحة النووية، التي عهد بها إلى هذه الهيئة التابعة للأمم المتحدة.

ومتابعة أنشطة إيران النووية من الملفات الأكثر حساسية وصعوبة التي كلفت بها الوكالة منذ توقيع الاتفاق الدولي بين طهران والدول الكبرى الست عام 2015 وقد التزمت إيران بموجبه بعدم تطوير السلاح الذري.

وبعد ستة أشهر على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب بلاده من الاتفاق في موقف مدو ترددت أصداؤه في العالم، أعادت الولايات المتحدة يوم الإثنين 05 / 11 / 2018 فرض أشد العقوبات على طهران، بعد دخول دفعة أولى من التدابير حيز التنفيذ في آب/أغسطس 2018. وتسعى الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق وبينها الاتحاد الأوروبي، لتفادي خروج إيران أيضا من الاتفاق، ما سيعيد إطلاق سباق التسلح في المنطقة.

وتملك مختبرات وكالة الطاقة الذرية قسمين، الأول لتحليل المواد المخزنة في المواقع النووية المصرح عنها من قبل الدول، والثاني لتحليل جزيئات يتم جمعها في محيط المواقع الخاضعة لعمليات التفتيش (جدار أو طاولة أو سواهما)، وقد تكشف عن أنشطة غير معلنة.

في الحالة الأولى، لا يعمل علماء زايبرسدورف مباشرة على الحاويات التي تخزن فيها المواد، بل على عينات "بحجم جزء من مليون جزء من الغرام"، بحسب ما أوضح رئيس مختبرات المواد النووية ستيف باسلي خلال زيارة لصحفيين إلى الموقع. ويتم الكشف سنويا على حوالى 500 عينة من هذا النوع.

أما في الحالة الثانية، فيستخدم الخبراء رقعة من القماش تمت معالجتها خصيصا لالتقاط جزيئات في موقع ما والبحث عن آثار كيميائية تكشف نوع الأنشطة النووية التي تجري فيه، فتشير على سبيل المثال إلى إن كانت المنشأة تقوم بعمليات تحويل أو تخصيب يورانيوم.

وأوضح رئيس مختبر العينات البيئية شتيفان فوغت أن "أي عملية نووية تترك في البيئة آثارا تكشف نوع المواد التي تم استخدامها في الموقع". ويمكن للمعدات الأكثر دقة في المختبر تحليل جزيئة بلوتونيوم أصغر بخمسين مرة من قطر شعرة.

ولضمان حياد عمليات التحليل وإبعاد إي احتمال بانحياز العلماء، يجري تحليل العينات بدون الإشارة إلى مصدرها والبلد الذي جمعت منه.

ويستند خبراء زايبرسدورف أيضا إلى شبكة من المختبرات الشريكة موزعة على عدة بلدان. ويقول فوغت: "يخصص 60 إلى 70% من عملنا لمهام مراقبة النوعية لضمان دقة المعطيات التي نصدرها بشكل لا يمكن الطعن فيه".

وتفيد تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدورية أن إيران التزمت حتى الآن بشروط الاتفاق الجوهرية، وتؤكد الوكالة أنها تمكنت من الوصول "إلى جميع المنشآت والمواقع التي كانت تريد الكشف عليها في إيران". أ ف ب