شحرور: "الإسلام الحالي صناعة أموية عباسية والدين ليس أداة للإستبداد"

شحرور: للأسف نحن أمة مأزومة ومهزومة، أكرمنا الله برسالة محمد لنكون سفراء رحمة للعالمين، لكننا استبدلناها بدين مخترع عنصريٍّ لا يقبل الآخر، ويفضّل النقل على العقل، ويرى في الآبائية طاعةً لله، ويجعل من طاعة المستبد عبادة، ولذلك، كنا مؤهّلين للاستعمار والتفقير والتجهيل،
شحرور: للأسف نحن أمة مأزومة ومهزومة، أكرمنا الله برسالة محمد لنكون سفراء رحمة للعالمين، لكننا استبدلناها بدين مخترع عنصريٍّ لا يقبل الآخر، ويفضّل النقل على العقل، ويرى في الآبائية طاعةً لله، ويجعل من طاعة المستبد عبادة، ولذلك، كنا مؤهّلين للاستعمار والتفقير والتجهيل،

مشروع محمد شحرور الإصلاحي يقوم على فكرة أن مشاكل العالم الإسلامي لا تكمن في الإسلام وإنما في أساليب التـأويل والتطبيق السائدة.

اعتبر المفكر السوري المختص في الدراسات الإسلامية محمد شحرور أن الأحداث في العالم العربي في السنوات الأخيرة شكلت "صدمة" للفكر الإسلامي العادي ودفعت عدداً كبيراً من المسلمين إلى إعادة التفكير في العلاقة بين الدين والمجتمع وبعضهم اتجه نحو الإلحاد، موضحاً أن مشروعه الفكري يقدم "البديل".

وذكر في حوار تلفزيوني مع فرانس 24 باللغة العربية شحرور أن:

"العقل العربي الإسلامي عقل آحادي وهذا العقل أساسه ديني بحت"، وشدد على أن: "أول بند من بنود الإسلام هي التعددية".

"يمكن فصل الدين عن السلطة، لكن لا يمكن فصله عن المجتمع"

كما أشار المفكر المثير للجدل إلى أن الفكر الإسلامي في القرن العشرين تميز بالنقد الذي قام به مفكرون إصلاحيون على غرار محمد أركون وحسن حنفي ونصر حامد أبو زيد وعبد الكيرم سوروش وفريد إسحاق.

ويعتبر شحرور أن أزمة الإسلام الحقيقية بدأت "في القرن الثاني والثالث الهجري عندما استقر الحكم للعباسيين وأصبحت الدولة قوية جدا، مرجعية الدولة كانت هي شخصية النبي محمد، العرب الانجيل كان السيرة الذاتية للمسيح وبالتالي تم كتابة السيرة البنيوية، فصار النبي محمد مركز الدين الإسلامي وليس المصحف".

 

 

وفي كتابه الدين والسلطة: قراءة معاصرة للحاكميّة كتب شحرور:

"في عصر التدوين بالقرن الثاني الهجري، تم تأطير الإسلام ضمن أطر مازالت موجودة حتى يومنا هذا، وتم تعريف السنة، ووضع أصول الفقه، وحتى أصول اللغة العربية، ضمن أطر نبعت من المعارف السائدة، أي من قبل أناس محكومين بالنظم المعرفية السائدة في ذلك الوقت.

ولما كان الله مطلقا، وما عداه نسبي، فكل ما تم وضعه كان من باب تفاعل الناس مع التنزيل منسوبا إلى القرن الثاني الهجري، وبعد وضع هذه الأطر التي لا خروج عنها، اقتصر البحث في الممكنات العقلية، التي يمكن استنباطها ضمن هذه الأطر والنظم، حتى يومنا هذا، إلى أن تم استنفاذها.



ونسمع بين الحين والآخر من يقول: افتحوا باب الاجتهاد!! ونحن نقول إن باب الاجتهاد لم يغلق أصلا، حتى نطالب بفتحه، ومجامع الفقه الإسلامي مشرعة لا أحد يمنعها من الاجتهاد، لكن إمكانية الاجتهاد ضمن الأطر التي رسخت منذ القرنين الثاني والثالث الهجري، قد استنفذت، ولم يعد الاجتهاد ممكنا إلا إذا تم تجاوز هذه الأطر، والعودة إلى قراءة التنزيل على أساس معارف اليوم، واعتماد أصول جديدة للفقه الإسلامي، والأهم من ذلك كله، أنهم لم يكتفوا بوضع الأطر وتحديدها، بل تم إغلاق هذه الأطر تماما." المصدر: فرانس 24 & قنطرة

 

[embed:render:embedded:node:23692]