ومن أجل مساعدة الناس الذين باتوا في أتون الأزمة المالية وجائحة كورونا، قام ملهى "بال روم بليتز" بتنظيم مشروع خيري أُطلق عليه اسم  The Great Oven من أجل تقديم مواد غذائية للأسر الفقيرة.

لا بديل عن الرحيل من لبنان

 

وفي الوقت الذي استطاعت فيه بعض الملاهي الليلية إيجاد حلول، لم يستطع كثير منها التغلب على التحديات الناجمة عن حالة عدم الاستقرار في لبنان.

ففي الوقت الذي لجأ بعض منسقي الموسيقى أو (دي جي) إلى العمل في حفلات الزفاف، اضطر المشاهير منهم إلى شد الرحال عن لبنان.

وفي ذلك، تقول ريا التي تعمل منسقة موسيقى إن "العديد من منسقي الموسيقى انتقلوا إلى دبي أو مصر، فيما حصل آخرون على ما بين 5 إلى 9 فرص عمل في بلدان عربية أخرى".

 

متظاهرون يحاولون اقتحام المحلات التجارية في بيروت خلال احتجاجات حزيران / يونيو 2020. Demonstranten versuchen bei Protesten im Juni 2020, in Beiruts Geschäfte zu gelangen; Foto: picture-alliance/ZUMAPRESS
براثن الفقر: منذ الأزمة السياسية والاقتصادية التي بدأت شرارتها عام 2019 أصبح كاهل سكان بيروت مثقلا بالمتاعب المالية خاصة مع خسارة الليرة اللبنانية أكثر من 90 بالمائة من قيمتها خلال عامين. مما دفع ثلاثة أرباع سكان البلاد البالغ عددهم حوالي 6,7 مليون نسمة إلى براثن الفقر. وما زاد الطين بلة أن هذه الأزمة المالية رافقتها حالة من عدم الاستقرار السياسي. ولم تكن الحياة الليلية في بيروت في منأى عن هذا الكم الكبير من الأزمات رغم أن أصحاب الملاهي الليلية والعاملين فيها حاولوا إبقاء هذا القطاع على قيد الحياة وإن كان بشق الأنفس. في الصورة: متظاهرون يحاولون اقتحام المحلات التجارية في بيروت خلال احتجاجات حزيران / يونيو 2020.

 

ويعد ليو أحدث منسق موسيقى يرغب في الرحيل عن لبنان، ويقول "في أوروبا، يمكن التفكير في الخطوات المستقبلية. وفي أوروبا سأكون قادرا على التخطيط للمستقبل".

وريا هي الأخرى تفكر في الرحيل إذ تشعر أن إنتاج موسيقي في بيروت سيكون مؤلما ومكلفا خاصة بعد أن أتى تفجير المرفأ على الاستديو الذي كانت تمتلكه.

وتقول إنها حاولت تنظيم حفل قبل بضعة أشهر، غير أن الأمر توقف بسبب إحراق المتظاهرين لإطارات السيارات وقطع الطرق فضلا عن نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.

وتؤكد ريا على ضرورة تضامن وتضافر المجتمع في لبنان البلد الذي يعاني الكثير من الانقسامات.

وكانت أعمال العنف التي اندلعت في 14 من أكتوبر/ تشرين الأول وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص، مما أعاد إلى الأذهان ذكريات الحرب الأهلية المريرة التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وعلى وقع كل هذا، لم يعد رائد الحلبي- مدير "بال روم بليتز" – يرمي إلى كسب المال "لأنه لم يعد هناك في بيروت مال"، على حد وصفه.

لكنه يرغب في إبقاء الملهي الذي يديره مفتوحا بسبب حبه للمكان، ولأن "هذا المكان كان ملتقى الكثيرين وجلب سائحين إلى لبنان".

 

 

كيت مارتر

ترجمة: م.ع

حقوق النشر: دويتشه فيله 2021

 

ar.Qantara.de

 

اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة