«نيويورك تايمز»: بدلاً من خفض التوتر… الحرب في سوريا تتوسع وتشهد نزاعات متشابكة

قال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا ليلة الأربعاء/الخميس في بيان إنه تم استهداف القوات المتحالفة مع الحكومة السورية، وقتل أكثر من مئة مقاتل.
قال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا ليلة الأربعاء/الخميس في بيان إنه تم استهداف القوات المتحالفة مع الحكومة السورية، وقتل أكثر من مئة مقاتل.

ذكر تقرير في صحيفة «واشنطن بوست» أن الولايات المتحدة تواجه مشكلة التورط في الحرب السورية أكثر بعد العملية التي هاجم فيها طيران التحالف الذي تقوده ضد تنظيم الدولة قوات للنظام السوري، شرقي سوريا.

في تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» حللت فيه التصعيد المستمر في الحرب السورية بدأته بصور عن سعير الحرب السورية لأطفال يتم إنقاذهم من مستشفى تعرض للقصف وبناية منهارة ومسعفين يرشون المياه على الأطفال بعد الشك بهجوم بغاز الكلور وهـو واحـد من خمسة هجمات تمت منذ بداية العام الحالي. وهــذه الصور هـي فقط جزء صغير من العنف الذي شهدته سوريا هذا الأسـبوع بعـدما صعدت الحـكومة السـورية والـطيران الروسي الغـارات على منطقـتين تسـيطر عليهـما المعارضـة.


ونقلت الصحيفة عن معاذ الشامي، الناشط المعارض قوله: «تم استخدام كل أنواع الأسلحة ضدنا والعالم يراقب».

وتعلق الصحيفة إن مفهوما خاطئا ساد منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والتقدم المستمر لقوات بشار الأسد وهو أن الحرب في مرحلتها النهائية وبدلا من ذلك فقد ارتفع مستوى القتل. فمنذ كانون الأول /(ديسمبر) العام الماضي فر أكثر من 300.000 شخص من الجبهات القتالية الجديدة. وقتلت قوات الحكومة على مدى 48 ساعة هذا الأسبوع أكثر من 100 شخص معظهم من المدنيين.
ووصفت الأمم المتحدة الوضع بالخطير وطالبت بوقف فوري للنار. وتحدثت اللجنة الدولية للصليب الأحمرعن ضرب عيادات ومستشفيات في إدلب وحماة حيث تم تدمير معظم المؤسسات الطبية خلال الحرب الأهلية الطويلة.

نزاعات متشابكة

وفي الوقت الذي تدير القوات التابعة للنظام هجوما مزدوجا على المعارضة في الغوطة الشرقية وإدلب تواصل القوات التركية حملتها في منطقة عفرين الحدوية. ويقول بانوس مومتزس، المساعد للأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا «هناك جبهات متعددة يتعرض فيها السكان لمخاطر عظيمة» وهو «شيء لم نره من قبل».

وتعلق الصحيفة إن الحرب في سوريا لم تكن أبداً نزاعاً واحداً بل نزاعات متشابكة يتنافس فيها عدد من اللاعبين. ومع أن العالم فرح عندما انهار تنظيم الدولة إلا ان انهيار نظام الجهاديين وخلافتهم كشف الستار عن النزاعات التي كانت تنتظر والتي عادت وبانتقام. ويشن نظام الأسد حملة شرسة ضد جماعات متعددة من المعارضة في غرب سوريا. وربما كان الاحتفال بنهاية الجهاديين متعجلاً، فقد اختفى مقاتلوه واندمجوا في مجتمعاتهم وهرب آخرون ينتظرون المعركة المقبلة.


ويقول حايد حايد الباحث في تشاتام هاوس للشؤون الدولية في لندن إن هناك إشارات عن استخدام التنظيم أساليب حرب العصابات وتفجير عبوات في المناطق الخاضعة للحكومة السورية مثل دمشق وحلب، مشيرا إلى أن أعداد المقاتلين ليسوا بالمئات ولكن بالآلاف.

ومن جانبه أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس إن ضربات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في دير الزور بسوريا أمس الخميس (08 شباط/ فبراير) ضد قوات موالية للنظام السوري كانت "محض دفاعية". وقال ماتيس لصحافيين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) "كان ذلك دفاعا عن النفس. نحن لا ننخرط في الحرب الأهلية السورية".

وأضاف "لسبب ما أجهله، فإنّ قوات موالية لـ(النظام) السوري -- وأنا حقا لا أرى أي تفسير لما فعلته -- قامت بالتوجه نحو مواقع لقوات سوريا الديموقراطية حيث كان هناك جنود من القوات الخاصة الأمريكية". ولفت وزير الدفاع الأمريكي إلى أن القوات الموالية للنظام السوري بدأت القصف "بالمدفعية و(...) قامت دبابات بالاقتراب". وأشار ماتيس إلى أنه تم تدمير مدفعية القوات الموالية للنظام واثنتين من دباباتها، لافتا إلى أنه "كان هناك قتلى" بصفوفها.

تابع التفاصيل من هنا...