
واقع الرياضة في فلسطينقيود تكبل حلم كرة القدم الفلسطينية
فلسطين قادرة على المنافسة في كرة القدم الآسيوية، بيد أن الإمكانيات تبقى مقيدة بتحديات الوضع المحلي، حيث أدت أعمال العنف التي اندلعت في مايو / أيار 2021 إلى زيادة صعوبة الاستعدادات للتصفيات المؤهلة لكأس العالم.
في 15 يونيو/ حزيران 2021 ، فازت فلسطين على اليمن 3- صفر؛ لتحتل المركز الثالث في المجموعة الرابعة خلف القوى الآسيوية السعودية وأوزبكستان في الدور الثاني من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022.
لقد كان أداءً رائعًا يشير إلى ما يمكن للفريق أن يفعله، إذا كانت الأوضاع طبيعية، بيد أن التحديات تبقى موجودة.
لقد شاهد العالم الصدامات بسبب احتمالات الإخلاء القسري للعائلات الفلسطينية من القدس الشرقية وكذلك اقتحام المسجد الأقصى من قبل القوات الإسرائيلية في أيار/ مايو، أي قبل المباراة مع اليمن بشهر.
هذا التوتر أدى إلى اندلاع أعمال عنف في عدة مناطق في فلسطين وإسرائيل، ولا سيما في غزة، بعد تبادل حماس وإسرائيل القصف. صواريخ حماس أدت إلى مقتل 13 شخصا، في حين أدت الهجمات الإسرائيلية على القطاع إلى مقتل 256 فلسطينيًا، وفقًا للأرقام التي نشرتها وكالة رويترز للأنباء في 21 آيار/ مايو يوم وقف إطلاق النار.
خلال تلك المحنة، ربما لم تكن كرة القدم تحتل الصدارة في أذهان مليوني نسمة في غزة، التي تواجه أيضا مشاكل أخرى مثل البطالة و ارتفاع مستوى إصابات كورونا. ومع ذلك خرج الآلاف إلى شوارع غزة والضفة الغربية للاحتفال بالفوز، إذ أن المنتخب الوطني يعد أحد الرموز الدولية القليلة لفلسطين (مُنحت وضع دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة في عام 2012) منذ أن تم الاعتراف به من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) في عام 1998. عندما تأهل الفريق إلى كأس آسيا 2015 للمرة الأولى.

وبحسب المدرب الجزائري نور الدين ولد علي، المدير الفني لفلسطين منذ 2018 وحتى آذار/ مارس 2021، والذي أقيل من منصبه بعد خسارة الفريق الفلسطيني أمام السعودية 5ـ صفر فإن التوق للفوز موجود، وكذلك العقبات التي تمنع المنتخب الوطني من بلوغ كامل إمكانياته وتحقيق ما يصبو إليه موجودة أيضا.
وقال ولد علي لدويتشه فيله: "في فلسطين، سواء كان الأمر كرة قدم، أو أي شيء آخر، فلا يمكن تحقيقه دون توفر أجواء سلام". وتابع "لا يعيش الفلسطينيون في وضع جيد. ولا تتوفر حرية حركة للمواطنين، وهذا يجعل التدريبات وممارسة كرة القدم من الأمور الصعبة للغاية ".
القيود على الحركة تعيق الرياضة
وبحسب ولد علي فإن مجرد تجميع اللاعبين أمر صعب. يحتاج اللاعبون في غزة والضفة الغربية إلى تصاريح خروج للمرور عبر نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية. وحتى لو تم منحها، يستغرق ذلك بعض الوقت. هناك حاجة أيضًا إلى تصاريح دخول لبعض اللاعبين، من قبل الجانب الإسرائيلي. فالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم (PFA) يسمح للمدرب بالاستفادة من المواهب الفلسطينية في الخارج للمشاركة أيضا باللعب مع الفريق الوطني، ونظرا لوجود أكثر من 6 ملايين فلسطيني خارج الأراضي الفلسطينية، فإن هذا يزيد في تعقيد الأمر، في ظل وجود حاجة لتنسيق أمر دخول اللاعبين مع السلطات الإسرائيلية.
دفعت قيود الحركة المفروضة على رئيس الفيفا آنذاك، سيب بلاتر، إلى المطالبة بتغيير هذه الإجراءات في مؤتمر 2014، وهو المؤتمر الذي لم يتمكن محمد عماسي، نائب الأمين العام للاتحاد الفلسطيني، من حضوره لأنه لم يتمكن من مغادرة غزة.
وقال بلاتر "أدعو الحكومة الإسرائيلية إلى تسهيل حركة اللاعبين الفلسطينيين، وأرى أن تعاونها هو أمر واجب". لكن باسل المقدادي، محرر موقع Football Palestine، أفاد في مايو/ أيار أن حارس المرمى رامي حمادي وزملائةءه خالد عزام ومحمد درويش وصلوا متأخرين إلى معسكر تدريبي في الضفة الغربية بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.
من جهتها أوضحت سوزان شلبي مولانو ، نائبة رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، الوضع لـ دويتشه فيله وقالت: "كان لدينا معسكر للفريق في رام الله ويؤكد مدير الفريق أن بعض اللاعبين وصلوا متأخرين إلى المخيم. واضطروا إلى الالتفاف حول نقاط الدخول الرئيسية إلى المدينة بسبب الاشتباكات في قلنديا وبيت إيل" (القريبة من رام الله).