1.Leserbrief

مرح البقاعي، 21. تشرين الأول/أكتوبر 2004

تهجين الثقافات

إنه تفاح الذاكرة مسحوبا من خبايا الطفولة في مدينة بنغازي حيث مسقط رأس خالد المطاوع، الشاعر الأميركي الليبي وهو دخان محركات الديزل في الجنوب الأميركي حيث اصطحبه والداه مهاجرين وكان له من العمر 15 عاما وتعرّض مُذّاك إلى تفاصيل الحياة الأميركية بدخان آلتها التي لا تستريح.
ففي مجموعته الشعرية الجديدة "أبراج الصدى" Zodiac of Echoes الصادرة في شهر أيلول/سبتمبر لعام 2003 يؤكد المطاوع حضور الخطاب الأميركي العربي بقوة في تركيبة الشعر الأميركي المعاصر، حافظاً في لغته الساخنة، وكأنها رغيف خبز خرج للتوّ من تنوره، لرموز الطفولة يجسدها المناخ الشعري الذي يستلهم عناصره من صور الشرق وعبق تفاحه، مؤكدا في الوقت عينه على موقع خطاه الواثقة والحثيثة في قلب التحدي الأميركي الصارم حيث شرط الحياة يوازي شرط العمل.(...)
.
يقول المطاوع أستاذ الكتابة الإبداعية في جامعة ميشيغان University of Michigan: "إن المجتمع الأميركي برموزه المادية يمكن أن يكون رافدا للحالة الرومانسية الشعرية لا عائقا لها". وهو يعتبر أن الدراسة والإقامة والعمل في الولايات المتحدة قد زودت فن الكتابة لديه بتقنيات وآليات غربية بينما نجد أنّ الموضوع غالبا ما يَنْهلُ "عن بعد" من صور الشرق وشخوصه وتقاسيمه الوجدانية. يقول المطاوع: "المأزق الذي يواجهه الشاعر الأميركي العربي هو وقوع بعضِهِ في شرك الذاتية والفردانية Egoism ولا سيما في الآونة الأخيرة حيث وجد نفسه في حالة دفاع عن الوجود، وفي معمعة إثبات الهوية نتيجة لانتشار العنف والاضطراب الدوْلييْن. ولا مخرج من هذه الأزمة إلا باعتماد جوهر اللغة الكونية والتركيز على الرؤية الفنية للعمل الأدبي بعيدا عن تجاذبات الـ"أنا"، مما يخرجه من رتل الكتابة الإثنية الضيقة ويدرجه بقوة في تيار الشعر الأميركي المعاصر".

بحثا عن هوية

ديانا أبو جابر المولودة في شمالي نيويورك لأب أردني وأم أميركية ما زالت تعيش تجاذبات انتمائها إلى عالمين. فوالدها كان يحاول دائبا تقريبها من الثقافة العربية. وكان يغذي هذه النزعة في نفسها باستمرار من خلال الحكايات التي كان يرويها على أسماعها منذ نعومة أظفارها حكايات عن تراث الأجداد، وعن الحلوى، والعيد، و"لمة" العائلة.

وقد جسدت روايتها الأولى آريبيان جاز Arabian Jazz ملامح استشراف الهوية بين الحاضر/المعاش والتاريخ/الحلم الذي تصفه بقولها: "إنه نوستالجيا الحكايا المتخيلة مقابل الضروري واليومي". تدور الرواية حول حياة أسرة أردنية انتقلت للعيش في أحد الأحياء الشعبية في شمالي نيويورك، وتصور صراع أفرادها وانقسامهم في انتمائهم وولائهم لعالمين ولحضارتين. فالأب يعزف موسيقى الجاز الأميركية ويجد في ظلها سكينة الإقامة في منطقة محايدة هي محصلة حضارتين.

فهذه الموسيقى، في رأيه، تحمل من الشرق (الوطن الأم) وهجه، ومن الغرب (الوطن المختار) إيقاعاته، بينما تعيش إحدى ابنتيه دوامة الانتماء، ويداهمها باستمرار سؤال الهوية هل هي عربية أم أميركية، وكيف تحقق موقعها بين هذين العالمين؟! وعن إرهاصات الكتابة لديها تقول أبو جابر: "بين حكايات أبي المتخيلة وقراءات أمي لقصص الأطفال الأميركية تصاعدت في داخلي نزعة يافعة لرواية قصتي الشخصية وبصوتي الخاص. وبدأت فعلا بالكتابة في سن مبكرة لا تتجاوز 12 عاما". وعن روايتها هذه التي حازت على جائزة أوريغون للكتاب Oregon Book Award في عام 1994، . تقول: "معظم قرائي هم من الأميركيين المتعطشين لمعرفة المزيد عن طبائع العرب الأميركيين و وأحوال حياتهم في الولايات المتحدة، وما الذي يعنيه أن ينشأ المرء في الولايات المتحدة حاملاً بذور التراث الشرق أوسطي".
الشعر واختزال المسافة

وبخلاف ما دُعي اصطلاحا، في العقود الفائتة، بأدب المهجر فقد تمكن الكتاب الأميركيون العرب اليوم، في عصر الاتصالات، من معالجة معضلة المسافة والاغتراب، ومن الانخراط طوعا في إحداثيات المجتمع الجديد بمجموعة معارفه الإبداعية المنتجة، منطلقين بأقصى سرعة في اتجاه أفق مفتوح للحرية يتسع لأفكار واصطلاحات الكل في صياغة جريئة للمستقبل دونما رقيب، مؤكدين على إمكانية أن يحيا المرء تعدديته الثقافية بامتياز في ظل الإبداع.
فها هي الشاعرة الأميركية الفلسطينية ناتالي حنظل تختزل العالم، مرادِفة بين أصولها المشرقية وأدوات الغرب المعرفية واللغوية. فمن خلال قراءة لبعض من قصائدها ابتداء من قصيدة "غزة" و"بيت لحم" وصولا إلى "مقهى بيروت" و"ساعات زُرق" نجد حنظل تلاحق الجذور وتصوغ صورها من جغرافيا الأمكنة الفلسطينية كجبل الزيتون، والمدينة المقدسة، وبحر يافا، ووهج صحراء النقب. إنها تستشرف أصولها من الذاكرة الجماعية العربية وتصوغها في قصائدها وإن كانت لا تسجلها باللغة العربية. (...)

(...) ما قبلَ جبران، كان العقل الغربي ينظر إلى الفكر القادم من الشرق باعتباره فضاء غيبيا يتيح للخيال الهروب إليه من ضغط الحاضر على غرار ليالي ألف ليلة وليلة، وحكايات شهريار الغرامية، ومغامرات سندباد وعلاء الدين السحرية، من صور وهمية للشخصية العربية قد لا تمتّ إلى الواقع الثقافي العربي بصلة، حيث بدت من خلال هذه الحكايات شخصية قَدَرية، سلبية، لا تحكم حياتها، وتنفصل انفصالا مريضا عن مسارها المنطقي.

وقد أسهم أدباء المهجر منذ مطالع القرن العشرين في تنوير الفكر الأميركي من خلال نفيهم في أعمالهم الإبداعية لصورة ألف ليلة وليلة كوثيقة اجتماعية لمجتمع بعينه ومدهم، تاليا، لجسور المعرفة بمنطق الحياة والثقافة العربيتين بعيدا عن تهويمات الأسطورة والخرافة. ومن أبرز رموز عصر التنوير كان جبران خليل جبران الشاعر والفنان الذي ولد في مدينة بشرّي شمالي لبنان عام 1883 وعاش طفولته في الحي الصيني في بوسطن وانتقل لاحقا إلى نيويورك ليؤسس فيها "الرابطة القلمية" عام 1920.

وكانت هذه الرابطة هي أول جمعية أدبية عربية في أميركا الشمالية ضمت في صفوفها أدباء كبار من طراز: ميخائيل نعيمة وإيليا أبي ماضي ونسيب عريضة ورشيد أيوب وعبد المسيح حداد وغيرهم. وتمثال جبران الذي تحتضنه واشنطن في حي السفارات الراقي هو الوحيد في المدينة لشخصية عربية إثر استصدار قانون خاص من السلطة التشريعية العليا يتجاوز قانونا مانعا لرفع تماثيل لشخصيات غير أميركية في العاصمة، وذلك تعبيرا عن فرادة الموقع الذي احتله هذا المفكر في وجدان الشعب الأميركي وضميره المبدع.

عبد الهادي العلمي، 18. تشرين الأول/أكتوبر2004

النساء المسلمات في حيرة من أمرهن حول الواقع والمعقول، وحول المقبول والممنوع، وحول التحمل والتمرد على الجوهر أم على القشور. لقد بات العالم الاسلامي والعربي مهتما بتوافه الأمور وابتعاده عن جوهرها، فتركوا القضايا التي تهمنا وتمس صميم حياتنا، وتمسكوا بتلك التي تثير غضبنا وتجعل منا عبيدا ومسخرين لهم. فالمرأة المسلمة هي عاشت وتعيش كجارية وعبدة في بعض الدول العربية والاسلامية، والتي يطلق عليها في المفاهيم والمصطلحات الدينية بالأمة أو الجارية، والتي ليس لها حقوقا، أو مكتسبات اجتماعية أو علمية موثّقة في أمهات كتب الفقه والقانون والشريعة أو في مخرجات الكتب الدينية البغيضة، والتي تتداولها المكتبات للربح والتجارة.

(...) سأورد مثالين . فالمرأة في ظل الحكومة أو الخلافة الاسلامية التي أنشأتها حركة طالبان، حرمت من أدنى الحقوق في الحياة والتعليم والعمل والزواج والانتخاب، وقمعت مواهبها في الفن والرقص والمسرح والسينما والتأليف والغناء، ومن اللباس واظهار جمالها، وحجر عليها في لباس ملعون غمرها وكبت حريتها وجعل منها خادمة وجارية لرجال وخلفاء طالبان ومعاونيهم من الأفغان العرب، متناسين أنها من البشر ولها القدرات والامكانيات والرغبات.(...)

والمثال الثاني من واقع العالم العربي، فنجد أن بعض المجتمعات تفرض الحجاب والتحجب الكامل على المرأة مما جعلها تتفجر وتطالب باظهار أنوثتها، وهذا ما زاد من نسبة مستويات الرذيلة والزنى والعهر من وراء الحجاب وبالخفاء، وبقي هذا المجتمع يتغنى بأنه مجتمع الفضيلة وأنه يخلو من عيوب الغرب وأخذ يحرض المرأة على التمسك بحجابها لأنه هو سترها وغطاءها وهو دينها، وان الدين كله يقاس بالحجاب، ومهما فعلت المرأة من فعلاتها لا يساوي ذلك مقابل حفاظها على حجابها.

ولم يكتفوا بذلك في عالمهم العربي والاسلامي (...) بل أخذوا يطالبون بتوسيع دائرة امتداد اضهادهم للمرأة المسلمة وفرض الحجاب عليها، خارج نطاق تواجدهم وسيطرتهم، في الغرب، في فرنسا وفي بريطانيا وألمانيا وغيرها. ويريدون أن يثبتوا للعالم بأن المرأة المسلمة هي مسلمة أينما ذهبت وأينما حلت، سواء في الشرق أم في الغرب، فهي ملتزمة بحجابها والذي جعلوه مساوٍ لدينها وعرضها وشرفها بل ولوجودها. ولكن الحقيقة خلاف ذلك كله، وما نسمعه من صيحات الفتيات والنساء وتذمرهن من فرض الحجاب، وكراهيتهن لارتدائه لدليل واضح على صحة مقولتنا وعلى خطأ تصوراتهم وقصورها، فبدأ يتزايد استنكار النساء في اجبارهن على ارتداء الحجاب يعلو، رغم انخداع بعضهن من بعضهم بالإدعاء بأنهن يرغبن الحجاب عن طيبة خاطر وبرضائهن وبقناعتهن الذاتية. (...)

وأنا أرى أن الأخلاق الحسنة والفضيلة والشرف والعفة وغيرها من هذه المسميات ليست مرتبطة بالحجاب، فمن أرادت سوء الأدب أو سوء الأخلاق لن يمنعها أو يردعها هذا الغطاء أو ذاك الحجاب، ومن أرادت اتباع السلوك الحسن فلن يجبرها نزع الحجاب في اقترافها الذنب والخطيئة.

فالمعيار ليس باللباس وغطاء الرأس بل المعيار مدى قناعة الفتاة أو المرأة في اتباع السلوك الذي تقتنع به، ولا تمنعها كل القيود أو الحواجز من التعبير عن ذاتيتها واظهار جمالها، والتعبير عن مشاعرها وأحاسيسها.

فراس سعد، كاتب و شاعر سوري، 16. تشرين الأول/أكتوبر 2004

الإسلام و المسلمون و ثلاثة مفكرين ماركسيين

يعترف المفكر الماركسي الكبير الأستاذ حسين مروة بأن الدين شكل من أشكال الوعي الإجتماعي و ذلك عند حديثه عن تيار الحنفاء الذي سبق الإسلام. و يؤكد أن الإسلام جاء تطويراً لما سبقه واستجابة لحركة تطور المجتمع الجاهلي، أي أن الإسلام كان معبّراً عن الواقع العربي و لم يأت منفصلاً عنه.
(...)
ولم يكن الإسلام كما يدّعي البعض مثل أديان أخرى تدعو للاستسلام و نبذ الثورة والرضى بما يقسمه النظام الحاكم للإنسان وإنما قام بثورة اقتصادية اجتماعية في زمنه (...)
تحريم الربا و الكنز التي لجأ إليها الإسلام يعتبر أجراءً مشاعياً فطرياً سبق الشيوعية الأوروبية المعاصرة بألف و مئتي عام، و تحريم الربا و الكنز أساس من أسس التطور اللارأسمالي كما هو معروف، والإسلام في تجسده الاجتماعي السياسي تحوّل إلى حالات اسلامية متعددة – إذا جاز التعبير – نتيجة تعدد قراءات و أفهومات النص المقدس ( قرآن وحديث )، لذلك فالإسلام دين مفتوح على اليسار كما على اليمين و الوسط، ألا النبي محمد من يقول " اختلاف أمتي رحمة "؟

من أجل ذلك لا تجوز إلصاق صفة واحدة أو مفهوم واحد بالإسلام، على خلاف ما جرت عليه العادة تاريخيا و ما يحاول ارتكابه المتطرفون و لحرفيون الذين يريدون ألغاء التفكيرو التطوير في الإسلام ومن الإسلام مع أن المرجعية الأولى للمسلمين – القرآن – دعت إلى العقل والحركية. (...)

لقد وقف العقل الغربي المتأثر بحركة التنوير والثورة الفرنسية، وقف هذا العقل في تجليه البرجوازي الرأسمالي من ناحية والاشتراكي والماركسي من ناحية ثانية، وقف من الدين موقفاً سلبياً وخلط بين الله وبين رجال الدين وبين الإيمان في موقف إيديولوجي متعصّب متسّرع، ولم يفرّق دعاة التنوير ولا الماركسية بين الإيمان الميتافيزيقي وبين الدين كحالة اجتماعية سياسية، متأثرين بالحالة المسيحية التي ليس فيها كما الإسلام الدين والسياسة متماهيان
(...)

في اعتقادنا ليس من الضروري أن يكون كل رجال الدين مؤمنين بالله حق الأيمان أو بالدين الذي ينتمون إليه، وهنا لا بد لنا من التمييز بين الدين والإيمان باختصار :
فالإيمان حالة شخصية أما الدين فظاهرة جماعية بالضرورة.
الإيمان معنى بلا مؤسسة الدين سلوك وله مؤسسات عديدة
الإيمان شعور غير نفعي الدين ولاء اجتماعي لجماعة الدين
الإيمان ولاء لقوة غير إنسانية ونص مقدّس الدين ولاء لمرجعيات إنسانية

وهناك فرق بين المؤمن والمنتمي إلى دين دون إيمان، فالمؤمن لا يمكن أن يستغل إيمانه لاستغلال شخص ما من دينه أو غير دينه بينما يمكن لشخص " دنيوي" أو منتمي لدين أن يستغل الدين لمنافع مادية شخصية
(...)
في كل الحالات يبقى الإسلام دين عالمي لكل البشر فإذا ما كان مسلموا اليوم في درك دنوي و لم يفهموا عظمة الدين الذي يدّعون فهمه و يكفرون بعضهم البعض لأدنى الشبهات والإختلافات، فلا بد أن يأتي على الإسلام أقوام و جماعات وأمم أخرى غير أمة العرب يعتنقوا الإسلام ويستغلوا كل مبادئه لهزيمة العرب المسلمين كما يؤكد على ذلك بعض رجال الدين المسلمين، فالإسلام ليس لناس دون سواهم و ليس لأمة دون سواها وهذا عدل كوني لا يدرك أعماقه سوى الحكماء.

عبد الهادي العلمي، 15. تشرين الأول/أكتوبر 2004

الحداثة والتفكير العلمي

تقع مشكلتنا العرب والمسلمين في سيطرة الدين علينا، وأن الدين مسيطر على جميع نواحي حياتنا، ولا يمكن للعرب والمسلمين ان يسيروا أو يواكبوا أي تنمية او تطور أو تغيير دون ابعاد الدين عن حياتهم وعن تفكيرهم. وأرى أن المعضلة الكبرى هي في هذا الدمج وذلك التداخل بين الدين والحياة عامة، وعدم المقدرة على الخروج عن هيمنة الفكر الديني الجامد علينا.

ومن هذه الهيمنة أرى أن العرب والمسلمين وكأنهم يدورون في حلقة مفرغة تبدأ بالغيبيات لتنتهي باللامعقوليات، فكيف لنا الازدهار والتطور ونحن لا نعتمد على فكرنا بل نوكل أمورنا للغيبيات التي تتحكم في مستقبلنا وحاضرنا وماضينا؟

أرى أن فصل الدين عن الحياة عامة وعن العلوم والسياسة بشكل خاص هو السبيل الى الحداثة والى التطور في شتى المجالات، والأمر ليس بغاية الصعوبة، لندع من يرغب في التدين أن يتدين بطريقته الخاصة، بشرط عدم فرض تدينه وفكره علينا، وأن يكون لنا حرية في اختيار المنهج الذي نسير عليه.

فقد جعلونا نكره حتى التفكير بأمور الدين، فكلما استمعنا لموضوع أو قرأنا كتبا أو تصفحنا موقعا للعرب وللمسلمين وجدنا الدين والتدين وسط كل العلوم االتي نتابعها نحن وأبناءنا، فقد حجروا علينا التفكير الحر وجعلوا منا جواري لهم ولأفكارهم، وها نحن نستجر أفكارا قديمة وبالية، كما يستجر البعير من أحشائه الطعام الذي تعفن، دون تجديد أو تعديل أو تطوير، فكيف تفرضون علينا كلاما مضى عليه مئات السنين؟

فهل ابن قيم الجوزية وابن تيمية هم الوحيدون الذي يغذون أفكارنا وينوروا لنا طريقنا؟ وهل ابن تيمية ولد وانعدمت من ورائه الولادات والمفكرين؟ وأعتقد لو أن ابن تيمية وخلافه موجود الآن بين ظهرانينا لضحك على نفسه وسفه أفكاره هو بنفسه على ما تلفظ به وقدمه لنا من فكر واه وسطحية وجهل، فكيف تكفرونا إذا قلنا بأن ابن تيمية عاش في عصر انتهى وعفا عليه الزمن، وأن صلاحيته لم تعد تجدي لنا نفعا، بل تضر بنا وبأجيالنا القادمة؟

(...)

أطلب من الجميع: من الشباب والمفكرين والعلماء وطلاب الجامعات أن ينفضوا الغبار عن عقولهم وأن يتبعوا الطرق العلمية الصحيحة في معالجة قضاياهم ومشكلاتهم اليومية، وأطالبهم بعزل الدين نهائيا عن الحياة عامة وعن السياسة وعن التعليم والاقتصاد والعلوم، لكي نصل إلى الاستفادة من معطيات العصر، والا فسيبقى هؤلاء المتشدقون بالدين هم المسيطرون والمستفيدون، ونحن نتبعهم كالخراف والنعاج.

زياد الدين الأيوبي، 9 آب/أغسطس 2004

السادة الأكارم في موقع قنطرة.
من باب الداعي للمحاورة والذي كما سبق وأشرتم أنه سبب افتتاح هذا الموقع أرى أن في هذا المقال تجريحا يبعد عن العلمية بعض الشيء.

السادة الأكارم...
مرسل هذه الرسالة، ومن باب الأدب سيعرف عن نفسه من الناحية العلمية... فأنا باحث في مرحلة الماجستير واختصاصي في الدراسات الإسلامية، وعلى التحديد تلك التي تطمح إلى نظرة علمية تتناسب والزمان الحاضر ولربما طرفا من المستقبل.

إنني أرى أنه من الأفضل للمحاور الذي يريد محاورة أمة كاملة مهما اتهمت بالتخلف فإن من أبنائها من كان سببا لنهضة الأوربيين والغربيين في الماضي، ومدراء لكثير من مراكز العلم والحداثة في تلكم الأصقاع، فلا أظن أنها أمة غافلة عن معتقداتها تلك الغفلة التي تجعلها بحاجة إلى أمثال السيد غونتر لولينغ ولو كان من كان!

إن المحاولات الاستشراقية، وأقولها ببساطة، محاولات لم تخرج منذ نشأتها الأولى عند المستشرقين الذين يوصفون بعدم الحيادية الكاملة والتي هي جزء كبير من أجزاء وشرط عظيم من شروط البحث العلمي لم تخرج أبدا عن مراد كانت تصرخ عاليا مشهرة له، أو تتستر بستار البحث العلمي لتقول ما أردنا إلا الحسنى والمراد بات واضحا تماما... زعزعة الإسلام الذي لم تتمكن منه الحملات الصليبية على ما حملته من جحافل وقوات حاولت حرق الأخضر واليابس.

السادة الأكارم:
هل من المعقول أنه إذا وافق القرآن في آية من آياته كلام عالم عظيم مسيحي أو يهودي أو بوذي... اكتشف اكتشافا علميا ما لم يكن معروفا تلك الفترة أن نقول أن واضع القرآن هو ذاك الرجل، أو أن القرآن يتصل بأصل ديانته!!!!!

هل من المعقول أن نرفع سلاح النقد لنص طالت معانيه أحدث الإكتشافات العلمية والتي بات العدو قبل المنصف ينظر له باحترام بالغ إذا ما وصل له أن ما اكتشفه هو قد قيل قبل 1400 أو يزيد...
إذا كان العلم يقف حائرا أما هذا النص، فكيف ببعض الكتاب الذين لا أرى ومن مجرد النظر في القاعدة المنطقية التي اعتمدوا فيها على دراستهم وكتبوا فيها أكثر من 500 صفحة، والقاعدة لم تكن علمية ولم تصمد أمام السؤال الأول الموجه لها ....
كيف لهم أن يثبتوا ما لم يثبته مستشرقون قضوا أعينهم وحياتهم في تلك المحاولات فلم تفدهم إلا تعبا ونصبا!!!!

هل بدافع التطور العلمي؟ يا سادة العلم مع القرآن لامع الإنجيل!

والخلاصة: أرى أن الحوار يبدأ من نقطة البدء، أي أن المحاور يجب أن يقصد الحوار لا الإملاء ولا مجرد تقديم اطروحات يعلم أنها تثير الحفيظة من غير دليل وجيه علميا ... لاحظ علميا، وليس اجتماعيا وبروتوكوليا...

اقرأ مقال غونتر لولينغ هنا

رضا إبراهيم 13.3.2004

الحوار فضيلة وحق إكتشفته البشرية بعد عهود من الحروب والانانيات لهدا
يبقى الحوار الوسيلة الوحيدة للتفاهم وتبادل الأراء والخبرات الحضارية وغيرها
لهذا لايمكن لعاقل إلا أن يسعى غلى فتح قنوات الحوار مع كل إنسان أيا كانت
عقيدته أو مذهبه في الحياة والجماعات اللإسلامية تشكل جزءا مهما من خريطة
المجتماعات المعاصرة لذا وجب فتح أقصى ما يمكن من الحوار معها

Donata Kinzelbach دوناتا كنسيلباخ، 23 كانون الثاني / يناير2004م
حول : ترجمة الأدب العربي وعقلية المؤامرة، من سمير جريس

شكرا على المقال الغني بالمعلومات. كوني ناشرة وبشكل خاص لأدب المغرب العربي، يمكنني قول الكثير في هذا المجال، حيث غالبا ما يشعر الكتاب بأنه قد تم تجاهلهم. فمن الجدير بالذكر أن اتخاذ قرار لمصلحة كاتب ما لأسباب مالية، غالبا ما يكون قرار ضد آخرين.

أما فيما يتعلق بمسألة الاختيار، فعلى المرء، وهذا مؤسف، أن يؤكد بأنه كثيرا ما تستخدم كليشيهات، لأن ذلك يسوق بشكل أفضل من غيره مقارنة مع الأدب رفيع المستوى.

وبخصوص التحضير السيئ لمعرض الكتاب، فإنني اعتبر ذلك حقيقة "سلوك عنجهي استعماري". لماذا لا ندع كل وشأنه فيما يتعلق بإيقاعه الحياتي؟ اننا جميعا نعرف بأن الساعات لا تسير في كل مكان بنفس السرعة. إن ذرف الدموع مقدما يشكل حجر عثرة. وأود أن أضيف: إنني متأكدة بأنه سوف يقدم الكثير في معرض الكتاب ...

Donata Kinzelbach دوناتا كنسيلباخ
دار دوناتا كنسيلباخ للنشر، ماينتز / ألمانياDonata Kinzelbach Verlag, Mainz

Guy Tariq Meynen جوي طارق مينين (بلجيكا) 21 كانون الثاني / يناير 2004م
حول : يجب على الغرب أن يتحاور مع الاسلاميين، من عمرو حمزاوي

ينبغي على الغرب عدم إجراء أي حوار مع الإسلاميين إطلاقا، وذلك لأنه وبكل بساطة لا يوجد أبدا ما يسمى "بالاسلاميين المعتدلين"! إن الاسلاميين يسيؤون استخدام مصطلح الشريعة بشكل منظم، وكأن الشريعة مخطوطة قانونية ثابتة لا نزاع فيها. إن الأمر في الواقع مختلف تماما. ففي الحقيقة يوجد هناك مفهوم قانوني اسلامي، ولكنه ليس سوى حصيلة عمل الحقوقيين أي خبراء القانون، ويدعى "الفقه". ان الشريعة ليست سوى دليل لمساعدة وحفز المؤمنين من أجل التغلب على متطلبات حياتهم اليومية.

إن الحجج التي يقدمها من يسمون "بالاسلاميين المعتدلين" بارعة وحذقة جدا: انهم يقدمون نموذجهم لدولة اسلامية، وبشكل يتنافى مع الواقع العملي، خاصة وأن الشريعة بحد ذاتها تختلف عن فلسفة التشريع الفقهي ولعدم وجود تأويل للشريعة صالح ومقبول بشكل عام وهو بالطبع ليس بالممكن. إن الاسلاميين ينكرون أنهم يرفضون أشكال المجتمع الديمقراطي، ولكن هذا جزء من استراتيجيتهم. أما الاسلاميون الراديكاليون فانهم على العكس من هؤلاء لا يخفون ذلك – وهذا هو الفارق الوحيد بين المجموعتين ليس الا.

سمر (هولندا)، 21 كانون الثاني/ يناير 2004م.
حول : يجب على الغرب أن يتحاور مع الاسلاميين، من عمرو حمزاوي

إنني أعتقد بأن على الغرب أن يعمل على اجراء الحوار من الاسلاميين المعتدلين. قد يمكن للمرء أن يقع في خطأ لو أنه تغاضى أو أهمل مثل هذا العامل السياسي الثقافي الاجتماعي الهام للعالم الاسلامي. ان اجراء الحوار لا يمكن له ان يضر بأحد. وعلاوة على ذلك فان المرء في حال اجراء الحوار يعمل ضد مفهوم "صراع الحضارات" المشؤوم.

إذا كان الغرب يجري الحوار مع أناس مثل شارون وبوش، فلماذا لا يجري الحوار أيضا مع مثل هذه المجموعات الأكثر اعتدالا من هذين المتشددين؟

Petra Dünges بيترا دونغيس، 8 كانون الثاني / يناير 2004م
حول : ترجمة الأدب العربي وعقلية المؤامرة، من سمير جريس

حضرة السيد جريس المحترم،

لقد أثنيت في مقالتك الجديرة بالاهتمام، على عملين مشهورين في الأدب العربي مترجمين من اللغة العربية إلى الالمانية أحدهما للكاتب نجيب محفوظ وهو "ثرثرة فوق النيل" والثاني هو "قنديل أم هاشم" للكاتب يحيى حقي.
إنني أود أن اضيف بأن كلا الكتابين قد صدرا عن دار النشر Verlag Edition Orient في برلين، ومن الجدير بالذكر أن قنديل أم هاشم صدر باللغتين العربية والالمانية.

إنك تقول، أنه وبالرغم من مبررات النقد حول ترجمات معينة، فإن هناك الكثير من المترجمين الذي ينجزون عملهم "بشغف كبير ومهارة فائقة" وأنهم، أي المترجمون، "لا يتقاضون على ذلك إلا اليسير من الأجر".

إنني أوافقك تماما فيما يتعلق بالشغف عند الترجمة واليسير عند الدفع وهذا نابع من خبرتي الشخصية في هذا المضمار. لقد عثرت قبل بضعة سنوات على أسطورتين فنيتين حديثتين وجميلتين وقمت لاحقا بترجمتهما. ولحسن الحظ لم أكن بحاجة لثمن الترجمة، ولو كان الأمر كذلك لم كان باستطاعتي بالتأكيد القيام بهذه العمل "الكمالي". (...)

من المؤسف أن محلات بيع الكتب غالبا ما تبدي تحفظا على مثل هذه الكتب، بحجج مثل "هذا الكتاب يترك أثرا غريبا"، "تبدو الصور جميلة، لكنها غير معتادة". ولهذا السبب فإن هذه المحلات ليست مستعدة حتى لعرض مثل هذه الكتب – لكن كيف ينبغي لمثل هذه الكتب أن تباع؟ وإذا لم تباع هذه الكتب، فكيف ينبغي لدار النشر أن تدفع أجرا مناسبا للمترجم؟ وإن لم يدفع أجرا مناسبا للمترجمين، فمن أين ينبغي إذا أن تأتي الترجمات ذات المستوى الرفيع؟

لكن هذا الأمر لا ينطبق فقط على محلات بيع الكتب بل يشمل حتى بعض دور النشر أيضا، التي تدخل ضمن برامجها النشرية كتب بلغتين، فهي أيضا لها تحفظاتها. فعندما بحثت عن دار نشر لنسخة عربية إنجليزية لكتاب الأطفال هذا، قيل لي يومها: "إن هذا الكتاب ذو طابع عربي شديد".

هل ربما كان علي في مثل هذه الحال ترجمة كتاب "معروف" و"معتاد" و"ذو طابع غير عربي" من اللغة العربية، بدلا عن كتاب "غريب"، "غير معتاد" و"عربي الطابع"؟

في الحقيقة لا يواجه الأطفال أية صعوبة إطلاقا مع هذا الكتاب "الغريب"، "غير المعتاد" و"العربي الطابع": إنهم يستمتعون به! لقد رأيت ذلك بأم عيني، عندما كنت مرة أقراء من الكتاب في مدرسة ابتدائية. الطفل لا يضع الغمامة على عينيه كما يفعل الكبار.

مع أطيب التحيات
Petra Dünges بيترا دونzيس

Josef Bornhorst يوسف بورنهورست (كراتشي، باكستان)، 5 كانون الثاني / يناير 2004م
حول : صورة مشوهة عن ياكستان، من توماس بيرتلاين Thomas Bärthlein

عزيزي السيد بيرتلاين، إنني أوافقك تمام ما تقول بخصوص ما تنشره الصحافة حول باكستان. إن من يسافر في هذه البلاد مرة ويقيم لفترة أطول، يستطيع الموافقة على هذا.

يقوم معهد غوته منذ خريف العام الماضي باعادة فتح المعهد، الذي تم اغلاقه في أيار / مايو من عام 2002م – ومن المتفهم بالطبع ضرورة مراعاة القضايا الأمنية. أنا شخصيا لم أشعر في يوم ما بالخطر يداهمني على الاطلاق، أو بموقف معادي، سواء كان ذلك في الحياة اليومية أو في الرحلات أو حتى مع الشركاء. إن اعادة فتح المعهد تتم بأقصى قدر من الجهد، بالرغم من أن معاهد ثقافية أوروبية أخرى لا تقوم بذلك بنفس القدر.

Josef Bornhorst, Institutsleiter Goethe-Institut Karatschi يوسف بورنهورست، رئيس معهد غوته في كراتشي

Jörg Steinert يورج شتاينيرت، 5 كانون الثاني / يناير 2004م
صورة مشوهة عن باكستان من توماس بيرتلاين Thomas Bärthlein

عندما يقوم واحد من أمثال توماس بيرتلاين بندف زملائه بهذا الشكل، لأنهم لا يعملون من أجل صحافة متزنة في إعلامهم "في هذا المضمار"، ولكنه ذاته لا يتقن حرفته المهنية، فانني لا آمن أيضا من مثل هذا الشخص. فليقل لي إن سمح إذا، من هم "أمثال كونسيلمان" الذين يقدمهم في عنوان مقاله الشاكي؟ آباء كافة الأقزام الطيبين؟ ممثلو كافة البشر؟ أو ماذا؟

إن الأمر في الواقع أكثر تعقيدا مما هو موصوف. لا يوجد إلى جانب صحافة المجلات التي تنتشر كالطاعون، والتي تعول كثيرا على التسلية بكلمات رنانة، سوى بعض من مقاطع صحافية تلتزم بنقل الخبر. وتوقع وجود هذا الجانب من التركيز على نقل الخبر لدى وكالة الأنباء الألمانية د ب أ dpa ما هو إلا موقف جد شجاع. التنصت على محطات راديو محلية أو محطات تلفزيونية أو تقليب الصحف المحلية المشتراة من الكشك، فهذا ليس حقا ليس بالتقصي على هذه الدرجة. ولكنه أمر رخيص.

باستمرار رحلات قصيرة للبحث – وقد يكون من الأفضل دعوات مجانية – مكاتب أقل في الخارج، نقود أقل للمواد، رسوم، عدم تقديم أجور للمخبرين – وللأحاديث الصحفية – الزملاء يقبلون كل شيء يقوله أصحاب دور النشر. في الولايات المتحدة الأمريكية يوجد لكل صحفي ما معدله إثنين من الإعلاميين الفضين. إن اتجاه التعتيم الاعلامي أو الاعلام الموجه – تحريف الزمن – سوف يصلنا أيضا بالتأكيد. ومن أين ينبغي أن تأتي قوة المناعة ضد هذه الانفلونزا؟ من مراسلينا الأشاوس؟ انني لا أرى ذلك.
يورغ شتاينيرت

Rainer Klein راينير كلاين، 3 كانون الثاني / يناير 2004م
حول : انتصار ساحق للنارجيلة، Ariana Mirza اريانا ميرزا

حضرات السيدات والسادة،

بالرغم من حسن النية وحسن طعم الطقوس من أصول شرقية في بلاد الألمان، ينبغي على كل من يقدم عروض شيشه أن يشير للمستخدمين، الى ضرورة الكف عن الاستنشاق، أو ما يسمى "بالتدخين بالرئة"، كما هو الحال مع السجائر التي تجلب الموت، من أجل الابتعاد عن ذلك. ان مثل هذا الاشارة المحذرة محقة وفي مكانها. فالالماني المغرم بالتمتع يبالغ هنا أيضا كثيرا....

Mourad Kusserow مراد كوسيروف، 24 كانون أول / ديسمبر 2003م

حضرة فريق قنطرة المحترم،

اسمحوا لي مع حلول أيام العيد ورأس السنة 2003 / 2004 أن أنقل اليكم أجمل تحياتي وأمنياتي، مقرونة بالاعتراف الجميل بجهدكم الذي تبذلون من أجل التفاهم بين العالم الاسلامي واوروبا. لا يمكن الدفاع عن اسلام الحداثة الا من خلال التنوير المستمر.

لا يمكن لاسلام الحداثة أن يرد المتطرفين الذين كتبوا على جباههم أيديولوجيات العصور الوسطى، اذا لم يشق طريقه من خلال الحوار في ظل التعايش السلمي مع الديانات السماوية الأخرى – الديانة اليهودية والديانة المسيحية -. لقد قدم الاسلام في القدم الكثير في هذا الصدد، حيث كان على صلة باليهودية والمسيحية: في الأندلس.

إن سر النجاح في "العصور الذهبية" قام على أساس الاحترام المتبادل تجاه الآخر وعلى أساس التخلي عن أي شكل من أشكال التبشير الديني. أن يعتنق الانسان دينا آخر – في ألمانيا يعني ذلك ان يكون المرء مسلما أو مسيحيا – لا يشكل مانعا أمام اندماج اجتماعي كامل في الثقافة والحضارة الاوروبية، وليس بالضرورة الذوبان في هذه المجتمعات.

يوجد الاسلام منذ عام 1739 كديانة رسمية في ألمانيا – لقد بني الجامع الاول في المانيا في مدينة بوتسدام في مكان يدعي "Langen Stall"، الى جانب كنيسة الجيش. وبكلمات أخرى، ان الاسلام جزء من المناخ الثقافي الالماني أيضا. ويمكن للمرء قراءة ذلك لدى غوته وروكيرت وغيرهم الكثيرين ...ان تعدد الثقافات والديانات يمنح الحياة قوة وقدرة على التطور.

لذا فمن الضروري بمكان التعرف على "الآخر" بشكل دقيق، المسلمون على اليهود والمسيحيين، والمسيحيين على المسلمين واليهود، واليهود على المسيحيين والمسلمين. وبدل أن يبحث الانسان عن نقاط الخلاف التي تفرق ليواجه بها الآخر، فمن الأجدر البحث عن نقاط اللقاء. وفي نهاية المطاف تقف المعرفة القائلة بأنه لا مبرر هناك للخوف من الآخر، خاصة وأن هذا الآخر يفقد اغترابه. إن قنطرة تقدم قسطا هاما من هذا العمل التنويري. انكم ومن خلال عملكم هذا تساعدون على ترسيخ دعائم الديمقراطية في جمهورية ألمانيا الاتحادية وأوروبا.
أتمنى لكم ولفريق قنطرة كل الخير والعافية في العام الجديد.

Mourad Kusserow مراد كوسيروف

Rainer Heufers راينير هويفيرس، 8 كانون الاول 2003م
حول : منظمة Sisters in Islam من شارلوتيه فيديمان Charlotte Wiedemann

حضرات السيدات والسادة المحترمون،

انني أهنئكم على المقال الذي نشرتموه حول منظمةSisters in Islam . ان هذه المنظمة تقدم قسطا كبيرا من العمل من أجل تأويل معتدل للنص القرآني في ماليزيا وفي الخارج أيضا. للاسف لم تذكروا شيئا عن أن مؤسسة فريدريش ناومان الالمانية Friedrich-Naumann-Stiftung تعمل منذ سنوات مع هذه المنظمة بشكل متين. وقد يكون من المهم بمكان وبسبب أهداف قنطرة أيضا من خلال صفحة الانترنت المناسبة من أجل الحوار مع العالم الاسلامي بيان المساهمة الالمانية في دعم منظمة Sisters in Islam.

مع أطيب التحيات
Rainer Heufers راينير هويفيرس
Friedrich-Naumann-Stiftung مؤسسة فريدريش ناومان
Projektleiter Malaysia رئيس مشروع ماليزيا

Sylvia Weiss سلفيا فايس، 30 تشرين الثاني / نوفمبر 2003م
حول : السبيل إلى الحقيقة، من سونيا حجازي Sonja Hegasy

حضرات السيدات والسادة،

لقد قرأت مقالتكم حول "المغرب كنموذج للعراق" وتسليت بذلك طويلا! لقد كان الأجدر أن تقوم قنطرة بنشر ملخص مقالة نعوم تشومسكي "Pirates and Emperors"

وبغض النظر عن ذلك: ماذا عن عدم شرعية وبشاعة الحصار التي تجلب الموت، والتي طبقت على العراق لمدة 13 عاما وأدت الى موت ما يزيد عن مليون ونصف المليون من العراقيين المدنيين؟ انه يمكن للانسان أن يسمي ذلك ابادة شعب! لماذا لا ترفع الديمقراطيات الغربية صوتها واحتجاجها على ذلك؟

مع أجمل التحيات
Sylvia Weiss سلفيا فايس

Gülsüm Gümüs كولثوم جاموس، 31 تشرين أول / أكتوبر 2003م
حول : الهوية الإسلاموية، من نيلوفر كوله Nilüfer Göle

حضرات السيدات والسادة المحترمون،

وددت أن أشكركم على المقال الجميل "نساء عصريات يرتدين غطاء الرأس". كما أود بنفس الوقت أن أتوجه لكم برجاء نشر مثل هذه المقالات أيضا في جرائد يومية من أجل التنوير، على شكل رسائل قراء أو "مقالات ضيوف"، بحيث تصل مثل هذه المقالات الى قطاعات أوسع من الناس. ويمكن بذلك تبديد الآراء المسبقة القائمة. انه لدي الشعور بان ما ينشر من المقالات من قبل أشخاص ومؤسسات مؤهلة ومثقفة – في هذا المضمار – شحيح الكم.

انني وزميلاتي الطالبات سنكون لكم من الشاكرات بامتنان لو تفضلتم حسب امكانياتكم المتاحة وعلى أرضية أوسع، بالعمل على مواجهة الصورة القائمة عن "المرأة المضطهدة التي ترتدي غطاء الرأس".

مع تحياتي
Gülsüm Gümüs كلثوم جاموس
Lehramtsstudentin طالبة معهد معلمين
Deutsch und Sozialkunde لغة ألمانية وعلم اجتماع
an der Universität Mainz في جامعة ماينتز / ألمانيا

Peter Ripken بيتر ربكين، 28 تشرين أول / أكتوبر 2003م
حول المقابلة مع عبد الرحمن منيف

حضرات السيدات والسادة المحترمون،

من ضمن الجهود الهامة جدا، التي يتحدث عنها عبد الرحمن منيف هنا، ليس فقط القسط الكبير الذي قدم من قبل المترجمتين، وانما أيضا الحقيقة القائلة بان ترجمة هذه الرواية الكبيرة بدعم مالي من وزارة الخارجية الالمانية من خلال مؤسسة دعم الأدب من افريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية.

أما بخصوص أهمية دعم حركة الترجمة، فيبين ذلك من خلال الحقيقة الواضحة، حيث تم منذ عام 1984 (بداية برنامج دعم الترجمات الأدبية من جنوب العالم) دعم 97 عنوان من العالم العربي، منها 60 عنوان من اللغة العربية. ان هذا العدد من الكتب التي تم دعمها يعادل ما يزيد عن 20 % من مجمل العناوين الأعمال الأدبية التي نشرت في العالم العربي.

ويمكن الاطلاع على هذه المعلومات على صفحة الانترنت الخاصة بمؤسسة دعم الأدب من افريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية على العنوان (www.litprom.de)

مع أجمل التحيات
Peter Ripken بيتير ربكين

بمؤسسة دعم الأدب من افريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية
Gesellschaft zur Förderung der Literatur aus Afrika, Asien und Lateinamerika e.V.
Reineck-Str. 3, D-60313 Frankfurt/Main
Tel.: ++49(0)69-2102-247
FAX:++49(0)69-2102-227
email: litprom@book-fair.com
www.litprom.de

اقرأ من فضلك مقابلة عبدالرحمن منيف هنا

2. ديسمبر/كانون الأول 2003

في معرض رد الدكتورة ناديا (أنظر رسالة القراء 18.6) على جملة من المقالات التي نشرت في موقعكم، استوقفتني عبارة (ولم يكن نساء الأمس نساء عهد النبوي قبل حواله1400 سنة بأقل منا إحساسا بكيانهن واستقلاليتهن ومكانتهن في المجتمع). فأثارت هذه الجلمة لدي الكثير من الأسئلة التي اعتقد ان الدكتورة ناديا غافلة عنها او انها دفنتها في مكان ما تحت رمال الصحراء اللاهبة.

عن اية احاسيس او استقلالية او مكانة تتحدث الدكتورة نادية؟ واذا تغاضينا عن كلمة الاحاسيس التي اوردتها, كونها الشيء الوحيد الذين لا يمكن ان نتصور انسانا بدونه، فإننا لا يمكن أن نهمل كلمتي (استقلايتهن ومكانتهن) اللتين لا علاقة لهما بالمرأة السعودية في مجتمع اوهم المرأة انها مجرد شماعة ملابس او سجادة صلاة او اناء للطبخ او حذاء فاخر للمشي او عباءة تختبئ خلفها (احاسيس) حتى انه لا يمكننا ان نصف هذه الاحاسيس بالحرية كونها مكبونة ايضا.

كما اننا نكاد نؤكد ان المرأة في عهود سابقة كان لها استقلالية وكيان ومكانة اكثر مما تمتلكه المرأة السعودية الآن. (...)

وكوننا نتمنى دوما ونسعى الى ان يكون للانسان, امرأة او رجلا او طفلا، مكانته واستقلاليته فاننا نتمنى ان نستفز ونحرض الدكتورة ناديا لتكتب اشياء اخرى وتبحث عن حقيقة ما حتى لو كانت في الكتب الدينية وتطرق زوايا اخرى تهم الانسان وتهم النساء التي حاولت الدفاع عنهن لمجرد ان احدا ما اطلق تسمية (الاسلام النسوي).

وقد تكون الدكتورة ناديا كتبت ردها من مبدأ ضرورة الالتزام بدقة المصطلحات, ومن مبدأ حرصها على تفسير الآيات والاحاديث بشكل دقيق, رغم انها حللت مسألة القوامة على استحياء (أما قوامة الرجل على المرأة والتي تتردد كثيرا في أذهان النساء , فهي قوامة تكليفية وليست قوامة تفضلية, أي أن الرجل كلفه الله بأمور وألزمه بواجبات غير التي ألزم بها المرأة وليس لأنه المفضل عند ربه ولكن التفاضل يكون بالتقوى.ففي الحديث لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى وبالقياس لا يفضل الله تعالى الرجل على المرأة إلا بالتقوى ), وقد اعتبرت ان تحليلها وتفسيرها مصيب تماما ويدعو الى الحرية التي لا اعتقد ان الدكتورة ناديا قد لامستها يوما الا بالخيال.
(...)

قيس الجاموس
صحفي سوري مقيم في الامارات العربية المتحدة

12 سبتبمر/أيلول عتيلا إفتخار من النرويج

أتفق مع لودفيغ آمان بأن "تركيا تلعب دورا متميزا" وأعتقد أن تركيا قادرة بالفعل على سد الثغرة القائمة بين الشرق الاسلامي والغرب الأوروبي. ولهذا السبب بالضبط يتوجب على أوروبا أن تتوقف عن مطالبة تركيا بمزيد من اللبرلة والعلمنة.
لقد انتقد كل من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي المستشار شرودر بسبب موقفه المعارض للحرب. إن الحزبين يعتقدان أن على ألمانيا أن تشارك بقوة في حرب لبرلة ودمقرطة العراق. ومن السخرية بمكان أن الحزب المسيحي الديمقراطي نفسه هو من يقف بحماس ضد انضمام تركيا علمانية وديمقراطية الى اوروبا.
تركيا تمثل الوسيلة المناسبة التي قد تساهم في تحقيق اصلاحات حقيقية في العالم الاسلامي وأتمنى أن لا تضيع المعارضة الالمانية هذه الفرصة الوحيدة.
مع كامل الاحترام.
عتيلا افتخار
العنوان:
eMail: akhar@operamail.com

الثامن من آب/أغسطس 2003 محمد فضل على، كاتب وصحفى سودانى، مقيم في أدمنتون/كندا

احبتى الاعزاء فى موقع القنطره الانيق والهادف
(...) قبل ان يبدأ الحوار الالماني الاسلامي او اى حوار لدولة وكيان مع المسلمين كيف نعرف العالم الاسلامي الذى سيحاور العالم وهل هو حوار طارئ ام اقتضته دواعى اخرى؟ اذا كان لاسباب متعلقة بأحداث سبتمبر فهل العالم الاسلامي مسؤول عما حدث؟ لا اعتقد ذلك واغلبية شعوب العالم الاسلامي ذات اصول صوفية مسالمة ومهذبة لا تفتعل الازمات ولا تتحرش بالشعوب كما فعلت المجموعات.
(...) العالم الإسلامي يحتاج الى حوار داخلي لوضع النقاط على الحروف وتحديد المسئولية عن تردي اوضاع العالم الاسلامي فى كل النواحي وابراز الاغلبية الاسلامية الصامتة والغائبة والخائفة من الارهاب المضاد الذى اطلقته الادارة الامريكية الحالية.
(...) وحتى هذه اللحظه لايوجد تعريف محدد للعالم الاسلامي وبالطبع لن يجد الحوار مع الموظفيين الدينين وتوابعهم من جماعات السلام السياسي، اللهم الا اذا تعمدتم اعطاء فكرة خاطئة عن الاسلام بالحوار مع من لايؤمنون بالحوار حتى مع المسلمين. اذهبوا الى عمق الشارع الاسلامي ستكتشفوا ان الاسلام محتكر زوراْ لاقليات نشطة سياسياْ فقط ومعدومة الجذور فى الشارع الاسلامي الذى يحتاج الى ابنائه الاصفياء المجردين من الغرض الذين لايريدون علواْ فى الارض ولا يريدون ان يصبح الوصول الى الحكم غايتهم كما تفعل وفعلت الجماعات التى ابتغته بدماء البشر ومارسته على حطامهم. نريد ان تكون منا امة وسط كما قال القرآن العظيم وكما اكده نبي دين الرحمة، الاسلام العظيم المجنى عليه والذى اصبح بين نارين هما نار التطرف من بعض المنتسبن اليه والتربص من بعض من يعتقدون انهم يستطيعوا القضاء عليه وكلهم واهمين.

الدكتورة نادية من المملكة العربية السعودية 18.6.2003

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرسل لكم هذا الرد على جملة من المقالات التي نشرت في موقعكم فيما يتعلم بما سميتموه بالإسلام النسوي وهولفظ غير موجود في ديننا الحنيف .

نزل الوحي على محمد بن عبد الله وبدأت معه أعظم رسالة وأشرف دعوة وأصعب مهمة , فأول من آمن كانت زوجته قال ابن عباس: (كانت خديجة بنت خويلد اول من آمن بالله ورسوله وصدق محمدا في ما جاء به عن ربه وآزره على أمره فكان لا يسمع من المشركين شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له إلا فرج الله عنه بها تثبته وتصدقه وتخفف عنه وتهون عليه ما يلقى من قومه) وهنا يبرز ما للمرأة المؤمنة في كل زمان ومكان من دور الذي لا غنى عنه . هذه خديجة زوجته رضي الله عنها وقفت بجانبه وتحملت معه الصعاب.(...)

وبدأ بناء الإسلام بتأسيس العقيدة في قلوب المؤمنين رجالا ونساء ونزل القرآن يخاطب المؤمنين والمؤمنات فقال ( ومن عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) وبدأت المحنة فأصابت الرجال وأصابت النساء سواء بسواء لم يشفع لها ضعفها وأنوثتها فكانت أول شهيدة, فحملت عبء الدعوة كما حملوا صبرت كما صبروا بشرت بالجنة كما بشروا , وشيئا فشيئا فرضت أركان الإسلام فرضت عليها كما فرضت عليه ليس هناك أي استثناء كونها إمرأة فالصلاة والصيام والزكاة والحج فمن الذي فضله الله الذكر أم الأنثى.
(...)

ولم يكن نساء الأمس نساء عهد النبوي قبل حواله1400 سنة بأقل منا إحساسا بكيانهن واستقلاليتهن ومكانتهن في المجتمع فقد قالت أم سلمة: يا رسول الله تغزو الرجال ولا نغزو ولنا نصف الميراث فأنزل الله تعالى( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما)
أما قوامة الرجل على المرأة والتي تتردد كثيرا في أذهان النساء , فهي قوامة تكليفية وليست قوامة تفضلية, أي أن الرجل كلفه الله بأمور وألزمه بواجبات غير التي ألزم بها المرأة وليس لأنه المفضل عند ربه ولكن التفاضل يكون بالتقوى .ففي الحديث لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى وبالقياس لا يفضل الله تعالى الرجل على المرأة إلا بالتقوى .
وفي النهاية أشكر لكم اهتمامكم بالرسائل وأقترح عليكم نشر رسائل القراء ليتم معرفة الآراء المختلفة ويبقى التواصل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. نادية