كما لو أنَّ رئيس شركة سيمنز أراد أن يؤدي مرة أخرى دور "الخاضع" في رواية "رعية الإمبراطور" الشهيرة للكاتب هاينريش مان، وبالتحديد في دور البطولة. في هذه الرواية يسعى رجل الأعمال ديديريش هيسلينغ إلى تقليد قدوته القيصر فيلهلم الثاني إلى حدّ الرسم الكاريكاتوري، من دون أن يكلف نفسه عناء التفكير إلى أين يمكن أن تؤدِّي إمبريالية القيصر فيلهلم الثاني.
رأي المؤرِّخ الأسترالي المرموق كريستوفر كلارك، فإنَّ فيلهلم الثاني هو الزعيم التاريخي الوحيد، الذي توجد لديه أوجه تشابه شخصية بعيدة المدى مع الرئيس الأمريكي ترامب.
يبدو أنَّ "جو كايزر" يأمل في أن تتم مكافأته على طاعته: بشروط استثمارية جيِّدة في الولايات المتَّحدة الأمريكية، وفي المملكة العربية السعودية وبالتالي أن تقوم شركة "جنرال إلكتريك" الأمريكية بمنحه الأسبقية في مشروع بناء شبكة الكهرباء الجديدة في العراق. فهل تنجح هذه الخطة؟
وإذا تم إيقاف ترامب، وتم عزل محمد بن سلمان ومعاقبته على الفور، فعندئذ ستكون من دون ريب تقارير الأضرار السياسية الواجب تدوينها طويلة جدًا. ولكن يجب أن نتوقَّع الأسوأ: أي أنَّهما باقيان في السلطة ويتسببان بأضرار أكبر بكثير.

بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، التي شارك فيها خمسة عشر سعوديًا، كان يدور الحديث في الولايات المتَّحدة الأمريكية حول الأزمة الكبيرة في العلاقات الأمريكية السعودية. وقيل إنَّ الأمريكيين يجب عليهم إنهاء اعتمادهم على هذه الدولة، التي لا تُصدِّر النفط فقط، بل وحتى الإرهاب. كانت وسائل الإعلام تبث تقارير ناقدة وقد قام المخرج الأمريكي مايكل مور بتصوير فيلمه الوثائقي "فهرنهايت 9/11" (الذي ينتقد الرئيس جورج بوش وتعامله مع أحداث 11 أيلول/سبتمبر).
ولكن مع ذلك فقد بقيت العلاقة (الأمريكية السعودية) قائمة. إذ ما هي قيمة فرقة القوَّات السعودية الخاصة المكوَّنة من خمسة عشر سعوديًا استخدموا منشار عظام بالمقارنة مع خمسة عشر سعوديًا هاجموا بالطائرات مركز التجارة العالمي والبنتاغون؟ لا شيء على الإطلاق!
شتيفان بوخن
ترجمة: رائد الباش
حقوق النشر: موقع قنطرة 2018
يعمل الكاتب شتيفان بوخن كصحفي تلفزيوني لبرنامج "بانوراما" لدى القناة الأولى الألمانية ARD.