حكايات سمسم تدعو إلى السلام

بدأت محطات التلفزيون في الأردن وفلسطين وإسرائيل ببث حلقات مسلسل حكايات سمسم للأطفال الذي تم انتاجه بدعم دولي. تقرير بيرند ريغارت من الدويتشه فيلله

حكايات سمسم تدعو إلى السلام في الشرق الأوسط

​​الوضع متأزم في الشرق الأوسط ، ولا يملك الاتحاد الأوروبي إلا قدرا محدودا من النفوذ هناك. لهذا فإنه يحاول منذ فترة طويلة تقديم المساعدة في الموقع مباشرة، وذلك من خلال تنفيذ مشاريع مختلفة. وقد تم مؤخرا في بر وكسل تقديم وعرض أحد هذه المشاريع، حيث يموّل الاتحاد الأوروبي بمبلغ 2،5 مليون يورو ثلث تكاليف الحلقات الخاصة من المسلسل التلفزيوني "حكايات سمسم" لأطفال الحضانة في إسرائيل والمناطق الفلسطينية والأردن. "حكايات سمسم" المصحوبة بالعرائس المصنوعة من القماش ومناظر الحياة اليومية المرحة والأغاني التي تدعو إلى الترديد من شأنها إعطاء الأطفال هناك بديلا لصور العنف التي يرونها في نشرات أخبار التلفزيون. تقرير بيرند ريغارت من الدويتشه فيلله.

أنتج التلفزيون الأردني وشبكة Ma´an الفلسطينية ومحطة الأطفال في إسرائيل(هوب!) بمساعدة المنظمة الخيرية الأمريكية "ورشة عمل حكايات سمسم" حلقات خاصة من هذا المسلسل المنتشر في 120 دولة. وأنفقت كل من المفوضية الأوروبية ووزارة الخارجية الهولندية ومتبرعون من القطاع الخاص مبلغ 7،1 مليون يورو لهذا الغرض.

الرسالة واحدة

في الحلقات البالغ عددها 26 حلقة لقطاع غزة والضفة الغربية والتي يجري بثها منذ بدء العام الدراسي الجديد يروي الديك الفلسطيني كريم حكاياته الطريفة. يقول مايكل لاي من المفوضية الأوروبية إن الرسالة الموجهة واحدة في كل هذه القنوات الثلاث: "نسعى إلى خلق التفاهم من خلال التطرق الوديع لمواضيع مثل الثقة والتفاؤل والتغلب على الأحكام المسبقة. بوسع هذا المشروع أن يتعدى حدود واقع الصراع اليومي وأن يخلق عبر خطوات متواضعة قاعدة للثقة المتبادلة في المستقبل."

​​"إذا حاولت القيام بشيء ما فلا تفقد الأمل سريعا واعمل خطوة بخطوة. أعد المحاولة وسترى بأنك ستنجح في مهمتك". في هذا المقطع من مسلسل "حكايات سمسم" الفلسطيني يتغنى الأطفال بجرأة التعرف على شيء جديد ويحاولون مرارا إلى أن ينجحوا في غنائهم. المنتج الفلسطيني داود كتاب يتحدث عن الصعوبة الكبيرة القائمة إزاء إعداد برنامج مرح في أجواء منع التجول في رام الله والعمليات الانتقامية الإسرائيلية. ويتابع كتاب بأن متفرج حكايات سمسم لا ينبغي رغم ذلك أن يتحسس تلك الأجواء: "نأمل من خلال هذا المسلسل ومسلسلات أخرى كثيرة في المستقبل أن نزرع بذور الأمل في نفوس أطفالنا علما بأنهم يشكلون الأغلبية السكانية. في يوم من الأيام ستترعرع وردة السلام وتنال فلسطين استقلالها. ومن خلال المسلسل يرى أطفالنا صورا إيجابية بدلا من صور العنف التي يرونها يوميا. ولعل صور المسلسل تقنعهم بأنهم وشعبهم سيحققون مستقبلا أفضل."

الاحترام والتفاهم

أما المسلسل الإسرائيلي فإنه يولي جل عنايته لتعايش الحضارات. تقول الصحفية الإسرائيلية الونا ابت إن طفليها البالغ عمرهما خمس وسبع سنوات يوجهان لها شبه يوميا السؤال عما إذا كانا هما أيضا سيقعان ضحية للإرهاب والحرب. وهي تطالب بالعمل على مواجهة ذلك من خلال إظهار وجود الأقلية العربية في إسرائيل على سبيل المثال. تقول الونا ابت إننا نركز على ثلاثة أهداف هي الاحترام والتفاهم، حل النزاع بالطرق السلمية، وإظهارحضور الأطفال العرب في إسرائيل، الأمر الذي يشكل أمرا غير معهود. إننا نوفر لهم إمكانية الاعتزاز بحضارتهم والتعرف على الأطفال الإسرائيليين الذين لم يتعرفوا عليهم بتاتا رغم أنهم لا يسكنون بعيدا عنهم.

​​في برنامج الأطفال الإسرائيلي تقارن طفلة يهودية وأخرى عربية بين لوني شعرهما: "انظري، إن شعري أغمق بعض الشيء من شعرك." طفلة يهودية تبلغ من العمر ست سنوات مندهشة من ولع صديقها العربي (خمس سنوات) بها: "لا أدري تماما ما الذي يجعله معجبا بي."
تقول الونا ابت إن ردود الفعل على البرامج إيجابية جدا وتشير إلى رسائل المتفرجين الحافلة بالإعجاب.

كما أن خالد حداد من التلفزيون الأردني واثق من إمكانية خلق قاعدة من الأسفل للتفاهم بين الشعوب بفضل سمسم العربي والعبري: "المسلسل يعلّم الأطفال أبجدية الحياة من خلال الرسالة المتضمنة الأمل والاحترام والتفاهم. إن حكايات سمسم تغلق ثغرة حقيقية قائمة في التلفزيون الأردني."

بيرند ريغارت، دويتشه فيلله 2003
ترجمة عارف حجاج