ولي العهد السعودي متهم بأنه أمر بقتل خاشقجي ولكن الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان في العديد من الدول النامية التي تستفيد ماديا من دعم السعودية يطلب منهم بصورة مؤدبة (وأحياناً بصورة غير مؤدبة) أن يحتفظوا بصمتهم أثناء تجول محمد بن سلمان في مناطقهم وهو يحاول تحسين صورته.
في العديد من الدول العربية -على سبيل المثال- تعتبر جريمة إذا ما قام أحد بعمل أو نشر مادة قد تؤذي سمعة "دولة شقيقة أو دولة صديقة". ففي حين قام بعض نشطاء حقوق الإنسان في تونس بالاحتجاج العلني لزيارة ابن سلمان الأخيرة، امتنع النشطاء العرب في دول عربية أخرى من أي عملية احتجاجية رغم معارضتهم للمسؤول السعودي خوفا من السجن.
وفي دول غربية أيضا، امتنع المسؤولون عن اتخاذ أي موقف. فقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مثلا إنه "يقف مع" حليفه السعودي رافضا اتهام ولي العهد، وذلك لحماية مصالحه وصفقات الأسلحة الضخمة التي تنوي السعودية شراءها من واشنطن.
إعلاميون شجعان
ومن الإعلاميين القلائل الذين امتلكوا الشجاعة للمعارضة كان الصحفيين الفلسطينيين تحت الاحتلال. فقد وقع أكثر من 150 صحفيا فلسطينيا مستقلا عريضة على موقع أفاز، معتبرين أن عملية قتل خاشقجي "وضعت سابقة خطيرة ستعرض صحفيين آخرين للخطر وستحد من حرية التعبير وحرية العمل الصحفي وحق الجمهور بالمعرفة.

وحاولت العريضة النظر إلى ما هو أبعد من قضية خاشقجي حيث طالب الموقعون بتشريع "قوانين ملزمة تضمن حماية الصحفيين وتوفر لهم الحق في العمل المهني بحرية ودون عقاب مع تأكيد ضرورة عقاب من ينتهك ذلك الحق".
فبوجود جرائم واسعة ضد الصحفيين، وفي نفس الوقت أهمية عمل الصحافة المستقلة للمجتمع، يجب احترام مطالب العريضة من قبل المواطنين في أي منطقة يتم تحديد حرية الصحافة فيها، وتضع عمل المهنيين في خطر.
داوود كُتّاب كاتب مساهم في صفحة "نبض فلسطين" في موقع المونيتور. وهو صحفي فلسطيني وناشط إعلامي، وبروفيسور سابق في الإعلام والصحافة في جامعة برينستون، وهو المدير العام لشبكة الإعلام المجتمعي، وهي منظمة غير ربحية تسعى لدعم الإعلام المستقل في المنطقة العربية. كُتّاب ناشط في الدفاع عن حرية الإعلام في الشرق الأوسط، وهو كاتب أعمدة في صحف "جوردان تايمز" و"جيروزالم بوست" و"ديلي ستار" اللبنانية، وشارك في إنتاج عدد من الأفلام الوثائقية الحائزة على جوائز وبرامج الأطفال التلفزيونية. نال عدة جوائز دولية، بما فيها جائزة حرية الصحافة من لجنة حماية الصحافيين في نيويورك، وجائزة لايبتسيغ للشجاعة في الحرية، وجائزة السلام عبر الإعلام من مؤسسة نيكست البريطانية.
تعليقات القراء على مقال : قوانين ملزمة تحمي جميع الخاشقجيين وحق المعرفة
الماسونية العربية في آخر الزمان
عادل31.12.2018 | 23:41 Uhr